غفلة» بقلم عدي نعمة الحديثي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الوعي» بقلم عباس العكري » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ~ العثرة ~» بقلم هَنا نور » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أتعاتبيني وأنا العاشق» بقلم أحمد مصطفى الأطرش » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» فيما بعد الغروب» بقلم المختار محمد الدرعي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» أقوال من الحكمة.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» بين السماء والأرض.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: نغم عبد الرحمن »»»»» حتى يسلم ..» بقلم نغم عبد الرحمن » آخر مشاركة: نغم عبد الرحمن »»»»» شذرات عطرة.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» نظرات فى مقال هل كان علي مع النبي (ص) في المعراج ؟» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»»
مبروك لها هذا الإصدار مع مزيد من الألق والإبداع ..
لفتة جميلة منك أيها الكريم ..
دمتَ بخير ..
صاحبة الحروف الأربعة
مبارك لك
كل عام وأنت بخير
م..............
شكرا لك هذا المرور العبق
محبتي لك
جوتيار
المبدع ابراهيم خليل.........
دائما اراك حيث الابداع وهذه سمة المبدع الحقيقي
محبتي
جوتيار
ديوان / طفل حرب - للاديبة العراقية / وفاء عبد الرازق
--------------------------------------------------------------------------------
مـــــــــن
مــذكــرات طفــل الحــرب
شعـــــــر
وفاء عبد الرزاق
لنــدن 2006
إهداء
المدينة تعترفُ :
هذه الوجوهُ حوارٌ
وأنتَ المشتبَهُ بهِ المهيّأ للسطو .
المشتبَهُ بها
وفاء
( البحرُ ليس طفلاً )
1
أمدّ رأسي من الجدار
( لأتذكـّـر ما قالته الشجرة ُ لأغصانها)1
تسبقني رصاصة ٌ تشبهني تماما ً
كـُلُّ شيءٍ يصبح طفلاً
حتى الأطياف الراحلة
تفرد أُمّي ذراعيها
يَخرجُ وجهي منْ جـيبِ قلبـِها
ليسبقني إلى العتبة
لكنّ الرصاصةَ تفتح عالمَ الحبر .
2
لأني أخاف النوم وحيداً
تذكـّرتُ قصص جدتي
التي علـّمتني أن أنسج قلبيَ أجنحة ً
نفسيَ سُكنى وصدري نافذة
وأخبرتني أن الضوء
ليس له مزلاجٌ
لكنها لم تـُخبرني انّ المستقبلَ مسنـّنُ الحدّ
كما لمْ تحك ِ لي عن رياضةِ التزحلقِ على الجليد
كلّّ ما أتذكره منها :
إجلسْ بأدب يا ولد
وامش ِ مرفوع الرأس .
لا ياسمينَ في شرايين النهر
لا نهرَ في جيوبِ أولاد الحارة
نظـّفتُ الأسبوعَ من أيـّامه
وكأنني أستجيبُ للضوءِ المغسول
خرجتُ أغيظ براعـُم َ تلعبُ ( الغـُمّيضة)
إنهُ اللعبُ ،،،، إنهُ اللعب
أللعبُ يا أطفال
شقاوة ٌملطّخة ٌبدشاديشكم
وعند تبادلِ الحوار
كانت جدّتي مثلما لعبة ٌ ضُغط زِرّّها
ألعابٌ كثيرة ٌحولي
لربما لجدات ٍ أخريات
وأنا استمتعٌ بدهشة عيونهن
وأروي لهنّ عن مغامرتي
في التزحلق ببركِ الدمْ .
3
لستُ بحاجةٍ لأب
كما لستُ بحاجةٍ لجمال الفصول
أو لأمّ بردائها تفتحُ الدروب .
الدائرةُ كما تصورِها الجغرافي
تكرهُ التحايا صباحا ً
وتكرهُ أن أُُدعى حُلماً مثلا ً
ممتنٌ لها جداً
تلك الرصاصة ُالتي
ستـُصبح أسرتي القادمة
حقـّاً لستُ بحاجة ٍ
إلاّ لمزاج ِالدويّ .
4
لا تغلقوا أبوابـَكم
شجيّ ٌصوتي في خيباتِ القلب
وجميلٌ وجهي في عيونِ أولاد الحارة
الذين رأيتهم
بما ليسوا بحاجةٍ إليه
سيصبحون مجرّد دويّ .
5
السماءُ تسقط فوق رأسي
والأرضُ تلعب النرد
الغيمة ليست نبياً
والدخانُ ليس الله
وأنا
أُكفـّن يدي بثوب الفضاء .
الذين نسوا لعبهم إرتدوا آخرَ قمصانِهم
ثمّ التحمتْ أشلاؤُهـُم بي وكأنـّها تنتظر زائراً
والذين يصلحون للروايةِ المشوّشة
سيقرأون في كـُتـُبِ التـُراب
عن أطفال ٍ مِنْ أغلفةِ الرصاصْ
ابتنوا لهم بيوتاً .
6
وشششششششششش
وشششششششششش
كي لا يـُقال
ترك َ الدفترَ خالياً .
(1) تضمين مقارب لشعر ادونيس
( امرأةٌ واحدة ٌ لا تكفي )
1
دون قلم ٍ يـُشاكس أوراقي
أو استئذان ِ حائط ٍمُغـفـّلٍ
تحت شجرةٍ لا فصولَ لها
جلستُ على فؤاد التراب
أكتبُ بأصابعي
عن مدرسةٍ تعرّت للهواء
وانتقي من النجوم امرأة ًواحدة ً
تتـّسعُ لـِمناخِ استهزائي ببطاقةٍ رعناء
مخدعُها جيبُ أ بي الذي كساني بالجراح
كما كسته الحروق
هلْ سبقَ انْ شبعتم بـِدُخـانٍ
أو رقصتم على قفزاتِ الشظايا ؟
هكذا رقصت زينبُ إ بنةُ جارنا
وأهدتني عينـَها الممتلئة بالدخان لأشبعْ .
2
أشمّ ُصمغ َ الجـثـث
أُقـلـّب أوراقَ الحرب
باحثاً عن إسم ٍله من أنفاسي بـَلـَلـُها
أجلسُ على كرسيّ بنصفِ رِِجـل
الدفترُ المحروقُ
الذي كان حـُلماً
وبـِمهدِهِ ارتعشَ علمُ الصباح
لم يجلس في حضني كعهده ومدرّس اللغة
وجدتـْه مـُستنداً على عكـّازه
الذكرياتُ بلا أذرع ٍ
والطنين يصفـّق لعمرٍ غضّ
فتسقط من عكـّازها
ذكرياتٌ بلا أذرع .
أيكفي أن أقول باقة ُ الوردِ تـُغري الألوان ؟
أم الرغيفُ يـُعرّي الدنيا من ملابـِسِها ؟
أساقطة ٌ هذه الدنيا ؟
لماذا الصفّ ُ اليومَ قـُبحٌ أخرس ؟
دفترُ الرسمِ مُجرّدُ دمامل
أحاول أن أرسم فيه
أوزة ً تهرُب من ذكَـر ٍ يُلاحقها
أو حمامة ً يجلسُ الشبّاكُ بحـُضنِها
أحاولُ أن أثـْقـُبَ الريح
لأرسم لمدرستي باباً
لكنـّها تسقط ُ من عكـّازها
بلا أذرع لتثقبني
شهادة ٌ مدرسيّة ٌ عـَرَقَ عليها الطين
المقلوعُ من صُوَرِ الماء .
أيَكفي أن اقولَ على باقةِ الوردِ تحجـّرت الألوان ؟
3
دار
دور
نار
نارٌ تأكـُلُ الرؤوسَ .
أحشاءٌ أعشابها نهبُ شرار
كلُّ شيءٍ تلاشى
أيّتـُها الأرضُ الأكثر صبرا ًعلى حمم ٍ تلتهم الأسئلة .
4
على أعناقِ النخيل
ضاعَ
وجهي الذي يُقال له " ا لجمّار "
كان يـُصغي له النهرُ
واللـُّقاحُ أجنحة منه .
5
قاربـي الـورقـيّ
يـُجـدّفُ بالموت
غيماتُ بلعـن أرياقـَهـُنّ
وخبّأن للظامئِ زهراتٍ سود .
قاربي الورقيّ لم يرفع رأسَهُ عالياً
لأنّ الطيرَ بلا أجنحة
والنخيلَ أعقابُ سجائر
ولأنّ السماءَ لم تأسفْ كطفل
تأخـُذهُ الجـُذوعُ إلى لـقاحها
ماتَ مـِشط ُ أمّي مُـنتـَحـِرا ً .
6
ما زلتُ أكرهُ السلاحفَ
التي على وشكِ انْ تـُصبح مدينة
تـُخرج من مؤخـّرتها ا لحشرات.
7
يا قافلاتِ المدى
لا تسرقنَ صوْتي
مازِلتُ أملكُ الشُجيراتِ الزرق
والمراكبَ التي ودّعتها بنات البحار
ما زالت حولي الأذرعُ الزرق
الذبحُ الأزرقُ
ودمية ٌ زرقاء
على ثوبها بيتٌ أزرق
وبقايا شفـّةٍ مـُزرقـّة
قـُبلة نرجسةِ القبر .
ياقافلاتِ ا لبارود
خـُذنَ صوتي لمنْ لا إبنَ يأتيه ليلاً
وفي يديهِ مجمرة
لمنْ لا تجتاحهُ رغبة ٌ في إمرأة
لمنْ خـَبزَ الحقولَ بما يترسّبُ من نار
لقلبٍ ليس له إيقاعُ الشـُطـآن
وليس له أُمٌّ تـُفلتُ ابتساماتـها
وتلعبُ كصديق
ولمنْ يخيط بأشلائنا درعا ً
يتحصّن به المغفلون .
ياقافلاتِ المدى
إعطين له كلّ ما يمحي الأصداء
وفواخت قـُطـّعت رؤوسُهُن
لكنهنّ يحيَيْن معي أذرعةً
تحملُ الصفحةَ البيضاءَ كأجنحة .
( أغنيةُ البر تقال )
1
كانَ العودُ شجرة ً
كانتِ الشجرة ُ زحاماً
ورفيقاً آتي إليه
كـُـلـّما غنى المطرُ
أغنية البرتقال .
أغنية ٌ
هي الآن
وحشُ المستقبل .
2
للبيوتِ سقوفٌ
لماذا نصرُّ على أن تكون
للبيوت سقوفٌ ؟
وللطرقات جسورٌ
لماذا نعشقُ تضاعـُفَ صَفيرِ الحـُرّاس
ونقفزُ من النوافذِ للمـُشاكسة؟
الحروبُ تكرَهُ الشوائبَ
علينا ان نسكن الخلاء
بلا دهشةٍ
أو رغبةٍ بهيئة باب .
3
ضيّقٌ ولئيمٌ
هذا الذي يُدعى الفضاء
الذي يلتهم قطعَ ا لحلوى
لم يدرِِ بأنـّي ضَممتُ يدي
حتى أدميتُ قبْضتـَها
وأنا أتخيـّلُ
أن الخشبَ المغروسَ في راحتها
قطعة ُ حلوى
سأغمِضُ عيني لأتخيـّلَ
أن الجـُرذ المتهوّر
أخي الصغير.
يالفظاعةِ الفضاء
الفضاءاتُ السود لم تترك
للزنابقِ رغبة أن يـُطاردها أخ
كي تتفتّح .
4
الفضلُ للبساتين
المـُطرقةِ الرؤوس
وللأشجارِ التي نـَسِيـَتْ الكلام
بعيداً بعيداً
العيون الراحلة
لنوارسَ أكـَلـَتْها الكواسج
بعيداً بعيداً
بعيدا ًبراءتي
كطفلٍ بلا أذرع
رحـَلـَتْ
تلوّحُ لي بالصمت .
5
فـُرصة ٌضئيلةٌ
أن أرى بخزانةِ أبي
بعضَ كلمات.
وأنا أعدّ اللحظاتِ بإلحاح
وأتساءل :
لربّما لها شكلُ نـُجيمات
ثلاثة ُ كتبٍ مـُندسّة بين ملابسه
فرصة ٌضئيلة
أن أحصلَ على شىءٍ من أبي
بين ورقٍ له شكلُ تـُراب.
أخذت أتراجعُ
وأتساءلُ بتراجع ٍ
أتـُراه ينتظر منّي أن أكتشفَ
الموتَ الذي دخل بيتـَنا دون استئذان ؟
6
أصيلٌ
أصيلُ
أصيل
الذبابُ الذي خرج كسرب ٍ
من جذعِ عجوز.
( مأوى )
1
أسرّحُ شَعرَ الطرقات
من صُور تـُشبهُ البحر
بينما الطائراتُ
تـُسرّحُ شَعرَ البيوت
وتـُنظـّفها من أبنائها .
الإبتكارُ أحدُ أوجهِ المستحيل
عـُلبة ٌ فارغة ٌ أثقبتُها
وهاتفتُ طفلاً في مسرح
سرّني عـَزْفـَه على البيانو،
ولأنّ الابتكارَ أحدُ أوْجُهِ المستحيل
جمعتُ عظاماً منخورة ً
نقرتُ عليها
ثم عويت .
2
الهواءُ
الهواءْ
من قالَ إنّ الهواءَ متعة ُاليتيم؟
هذا الطموحُ المـُكابر
لمخلوقٍ مثلي
يحمِل الدُخانَ ويـَشـُدّ أزري
قرب شجرةٍ صافنة
الأصفادُ لها أشكالٌ أخرى
لربما واجهاتُ منازل
تحلم
بأقدارٍ تـُعيدها إلى هيئتها السابقة .
3
ضبع ٌ أفزعْتـُه
حين اتخذتُ من السكونِ حقيبة
ورحلت
النفسُ أجملُ مأوى.
4
القارُ على جسدي
كالطريق
أوجعتـُه
حين لم تتناثر قدماي
بينما الدُمى في صندوق ليلى
أوجَعتـْها العاصفة .
5
لا بأسَ
لا بأسَ ايّها الصباح
إن صرتَ نجّارا ً
كـُلّما أخذتَ مهارة التوابيت
يُولد شراعٌ
يأخذني إلى أشياء كثيرة
عين ِ حمامةٍ
دعاء ٍ على فؤادِ عنب
مثلاً
نزهةٍ في صدر طائر .
6
وحلمتُ
بكتْ أحلامٌ على وسادةِ الرمل
الوسادة ُعلى مساءٍ رؤوفٍ بكتْ
ما زالت الرأفة ُ تعاني
لأنّ الشارعَ شيخٌ
والعصا على عجل ٍ
تلتهمُ الفراغ .
( باتجاه الله )
1
في دمي
حصارٌ وطحلبٌ
تطاولَ هو الآخر
بمكر ٍ
وتخثـّر
ليُرضي اللهَ
فيما أوصاهُ
بالجار السابع .
2
لماذا الرجالُ هواءٌ
والتناسلُ نار؟
ما معنى الإصغاء لطنين؟
3
أتقيأ أيّامي
وأشمُّ رائحةَ ولاةِ العهد
ومَن ضلـّل ا لنملَ
ليبقى أعمى
أتقيـّا كلَ العميان
الذين يرمون لدمي
كِسرة َحياة ٍ
وأطوي ثيابي عن الفتك
أحادثها :
ألا تحبين الورد الأحمر ؟
4
رصاصٌ
ورصاصٌ بصحن ِ رصاص
مـُثقلٌ بقـناديل الخلاص
خُـذ صحنكَ الرصينَ
يا عليّ
وغـُص بتواضع
بتواضع ٍ يا علي
كيْ لا يباتَ الرفضُ جامحاً .
5
يا ..
..
أيتها الأشلاء
الأفعالُ خمرت
والأقوالُ شبكة عنكبوت
أيتها الراضية المرضيّة
برفقٍ ٍاسألي فاطمة َبرفق :
أهذا كتابكِ الجديد؟
6
ذاتَ عيدٍ
ذات ضمّةِ رداء
ذاتَ ..
ذاتَ صمتٍ يا ولد
فلا تتيقن
انك عينُ ماءٍ
وذاتَ حجر ٍ
فحاذرْ
أو اسكب شفتكَ
على سحابةٍ باتجاه الله .
( قربان )
1
الجـُدرانُ
بـِأمـان ٍنـامـتْ
عـُيونُ المارّةِ
كهلٌ على كرسيـّهِ المُتحرّك
أطفالُ ذبائح
باعة ٌ كأغصان ٍقـُطفت من شـُعاع
شحـّاذون بزمنهم الهر ِم
ثـديانِ افترقا عن جسد
كـُلـّهم
بأمــان ٍ نــاموا
الموتُ وحدُه اليقظ
مَـنْ يـدري
لربـّما بكلّ هـذه الولائـم
لمْ نجمعْ ما يكفي لِعشاءِ الرب .
2
قبلَ أن تـَـنحني
أو تـعـدّ خطوتكَ
قبلَ أن يَـفـُـرّ جسدُكَ كالمجنون
أو زنداكَ ينفيانِ نـفسيـْهُما عـنـك
قبلَ أن يسيــحَ الطفلُ مـِن عليك
سـَيلتـَهمـُكَ البَعـوُض
ويبقى ظـِلـّكَ الطفلُ
مقطوع اليدين
يُحارُ
كيف يجمع حُلمَه المتفتت.
3
سلمى جـذعٌ
مريم زمــان
كِلتاهما جثــّتانِ
عالقتانِ في المكان .
الله
الله
الله
أيـّتـُها العـُصفورةُ المـُسالمة
أتـُغـنينَ لزهرة ٍ جمجمة ؟
5
أي جدّيَ
الذي ترددكَ الحقول
شَعرُك الأبيضُ
كان متاعاً
لتناسـُل البيوت
واليوم متاعَ النار.
6
لِمَنْ تـَكتـُبُ اليومَ
لمَنْ فيه خيط ُ دمٍ ؟
الخيوط ُعـِبءٌ فاطـْو ِالورقْ .
( تجميل الموت )
1
الهواءُ قطيعٌ على أَجفانِ النهر ِ
وما يكتبه الماءُ
مُجرّد مـَنـْفى
سيـُصبحُ الماءُ رصاصاً
بعدَ قليلٍ يـُقدّم لكَ النهارُ نِسْيانـَه
وتـَبـْقى لـُعـبة ٌمـِنْ سـُعـال .
2
تدثــّرَ بـِكَ ظـِلـّكَ
لا تـَسْخـرْ من جـُنـُونـهِ
لرُبـّما الكفـرُ
ساعةَ الغـَسَـقِِ
يَتعـلـّمُ مِنكَ الكلماتِ النبيلة
ويكفرُ حين تتمزّقُ رِئـة ٌ
محشـوّة ٌبِالسـَراب .
3
أُوَشـْوِشُ الصورَ
كـُوني أُخـتَ قـَدمي
كـُوني حـُضـْنَ المـَدارات
أو زهرةَ التعـبِ
يـُوَشْوشني المتطاولُ عليّ
والمتخبـّط ُ بشرودِ حـُنجـُرتي
أتكسـّرُ بين قبضتين
يَبكي على حِجـْريَ طفلٌ
يستغيثُ مِنْ وجـْهي
الذي تهاوى في قفص ٍ شبح .
4
الّذين يَلتـَفـّون على حِبالِ الموْت
الّذين يترصّدون موعظةَ التوابيت
ويبتهِجون في صدرِ المعنى
الذي تورّمت آدميـّتـُه
وتفسّـخـَت أسفارُه
الذين يلتفـّون على ثـَوبِ نقائي
توسـّخوا بـِجُـمـَل ٍ
لمْ تـُترجم أنثى المطـر .
5
مصابيحُ الشارعِ
تجاعيدٌ تقتفي خـُطى الأعمدة
أُرتـّب حُجرةَ الساعةِ
أُعَـلـّقُ عليها جسدي الطافحَ بـِي
أينَ الشرايين ؟
قلبي لم يـُتكـْتـِك
لانّ غـُبارَ المصابيحِ
حائط ٌ وبيت .
6
شـُهـُبٌ وُجُوهُها حـُفرة
أكانَت لها غـِواية ٌ الرضا ؟
أكانَ لها سريرٌ يفرد فضاءَ العناق ؟
أكانَ لها خاتمُ بياض ؟
شُهُبٌ حفرة ٌيـَعبـُرعليها القدرُ
دونَ اكتراث
ويُجمّلها بالموت .
( حصار )
1
ثيابيَ فوقَ جسم ِالحقيقةِ
أزرارٌ بلا أقمشة
أتفتـّح ُ
أعـُدّ عظامَ صدري
عظمُ الكتف منشفة ٌ رطِبة
بلـّلتْ نفـْسَها بدبقٍ أحمرَ
واستعطفتْ أزرارَ الفـَتـْق
ثـُمّ تـَستـّرتْ بـِما ليس لديّ.
2
عِـندكَ خيوط ٌ
فـَصّـلْ دَمـَكَ
واترُكْ لي ما نـَسـِيته
يا ابنَ الحربِ
جمعُـكَ ثـُقـبٌ
مـِنَ الأجدى بـِكَ أنْ تـَنشَطِرْ.
3
المفتاح ُهيكلٌ عظميّ
حبـّذا لو تصرخ بـِحـُطامـِكَ
أيـُّها البابُ العالـِقُ بي
على سفينتكَ
عُـلـّّق رأسُ نوح .
4
هذان الثديان ألـْسِـنـَة ٌ
وفمُ القبيلةِ أدرد
هذان الجرحان أحصـِنة
إمش ِ وحدكَ
واتـّقن عـَفَـْنَ الخارطة .
5
عقربٌ هذا اليأسُ
وَوأدٌ على دكـّة الظلام .
6
إلتهمْ
إلتهمْ
هذا الكلامَ النيء
واطه يديك
واجر ِ
لم يبـْق َ ما يـُكْمِل البداية
إنـّها حفلة ُ حقلِ الألغام .
( إسراف)
1
أسرفتُ الليلة
صِرْفا كان الحـُزن ُ
أفكـّر مالذي يفعلـه الآخرون
حين يفلتون من عرباتِ العمر
تحت سماءٍ كافرة ؟
أهكذا يـُثمر الليلُ لتتدلـّى جـِراحي ؟
أشعرُ بأنـّني مُسافرٌ
بين النارِ والهواء
حقيبتي جَسَدي
ولي بعضُ ذكرى
في العين التي التـَهَمَها الغـُراب .
2
تلسعـُني دبابيرُ الدعوات
أتحصّن من الغارات بكهولة القرائين
وَأُصلـّي من أجل ِ درع ٍ فالت
كـُلّ ُ شيءٍ متكالب ٍ
حتـّى الذي يعوّذني ينبح .
3
أخيراً باتَ الخوفُ صديقي
رَبَـتّ على كتفه
وفقأتُ عيني
خشية أن تـُخيفه
تحتَ رمشي الأزمنة .
4
ما الذي تـُريده الأوتاد ؟
رُبـّما اللـُقيا
أو ما يـُسمّونه الصخب
الأوتادُ تجـُوع
كـُلـّما رأت رجلاً
انثالت عليه
يستيقظ ُ التـُرابُ من نومـِه
ويخنقُ نبضَ الممرات
فتدخل الجاداتُ حسرة أقفالها .
5
الصفصافةُ تمشي
الصفصافة حاملة جسم َالريح
الريحُ تـُخَشْخِشُ بـِتـُويـْج ٍ رضيع .
6
عطسَ الهواءُ
عطستِ الاقفاصُ
فصار بين جسدي والطيور
هواءٌ مزكوما
( ذئبة ٌ يمام )
1
أعـضــاؤهُ
لها طاسة الترابِ
الأرضُ رسمت شقوقاً
وقالت : ادخل
أنا الذ ئبة ُ الزرقاء .
2
لم يدفـن شَهواتـِه
فوق رغيف الأوصال
دَلـَقَ إدامـَهُ ومـَطـَق
رملٌ
أصابـِعـُه تلعقُ اليمام .
3
عـُذرك أبي
كان اسمُها شُجيرة
طفلة ُ النسيان
اقتلعت شرايينَ البحر .
4
يا مـَنْ تـُمَوّهُ للسقوط
الذي يكتب عنك
يـَشتـُم الطميَ
ويكتبُ الهلوسة .
5
رُقعة ٌ
وجهكَ رقعة ٌ
كـُلـّكَ رقعة ٌ
مرسى المرآة رقعة
فاعذر مقصّاً هائجا.
6
لـَمْ أطلـُب مشورتـَك
أيّها الصلصال
على السلالم
خروجيَ تحجّرْ .
( تمساح )
1
رُمّانتانِ عائدتان
مـِنْ صيدِ اللؤلؤ
شار ٍ ببلاش
تمساحُ المستقبل .
2
في المزبلة
عثرتُ على الشيء
الأكثرَ ملائمة ٍ لليـُتـْمِ
تسللـّن إليه ليلا
وريقات الصحف
ليأخـُذنَ مـَشورتـَه
وليحضيـْن بسََكينة عـُزلته .
3
الشمالُ
الجنوبُ
تعاهدا
على أن ينفخا طفولتي
بالونا ً للسيرك .
4
أيّها الوقحُ المُبْتـلّ
تحت من تعفـّفت
ونقشتْ على راحتيكَ
وسامَ امرأةٍ
قبيح ٌوجهـُكَ يا وطن
بُثيْنة عنقٌ
تجزّه خمائرُ الخـِراف ؟
5
إبنـُكَ الشرعيّ
بلا شرع
شاسعٌ نسيانه
إعـْتبـِرْه ُعابرَ سبيل
وارم ِ له خـَمرتـَك
أقلـّها
أعتراف السُكـر .
6
إحدى عشرةَ تمرة
على خَـد الندى
عجبي
هل البكاءُ دمٌ آخر ؟
ماذا لو أضفتُ له
إثنتي عشرة ضفـّة؟
كوكبٌ خبّط َ على بـوّابةٍ تـُقامر
( مرايا الفراشات )
1
الصريرُ يجرحُ ا لنافذة
ثلاثُ ساعاتٍ
تجُـرّ ذيلَ الحائط
خمسٌ خانت خواءَ غرفتها
المُستلقي على البلاط
هربتْ يَـدُه من النافذة
وحققتْ أمانيَ الصرير
ساعتانِ
أغمضتا البوصلة .
2
نـفـسـي
سجائرُ نـفـسي
أدخـّن ذاكرتي
وأتحصّن في مدخنة
وحدي
إله ٌ
في سماءٍ قذيفة .
3
بـَردٌ
يفتحُ أبوابـَه
مـِنْ أينَ جئت ؟
فيُجيبهُ بـَردٌ
بردُ
بردُ
ذراعي قميصي
سأتغطـّى ..
..
تغطـّت الاحتمالاتُ
وأصِبـْتُ بحـُمّى العـُريّ .
4
ليس ثمة ما يُقلق
تمثالُ الأرض
ليس ثمة ما يتكوّر
أيُّها العورة
الإنسانُ الذي تقمصّني .
5
فـراشة ٌ
أعطيتها إيقاعي
عيونُ الفراشاتِ في المرايا..
فراشاتٌ
يترجـّلن صهوةَ الندى
ويرقـُصن
الله الله يا ولد
ما أثقلكَ على ضمير العالم .
6
فكـّرتُ أن أصبح خنزيراً لأنجو
لكنه ظلـّلني
طفلٌ موبوءٌ
توّج نفسَه واندلق
لم أكن أدري باني يقين ُالماء.
( تأهيل )
1
له بياضُ الأشياء
وسوادي
النقيضُ لآدميتي
هيّأني للمحو
كما لو أنـّني الناقص .
2
ألأرضُ بابُ الله
مـُفتاحُـه
في كلّ الحالات مشلولٌ .
3
لمداواة الواقع
أحتاجُ أسبرينَ حقيقة
وبحورا ً
لأطهّرَ أنبياء الكلام .
4
يصرخُ بيَ نومي
أعتذرُ له
ولقدميّ اللتين شُلّتا
على يقين العبارة
تعتذرُ لي
ماهيّتي وتكنسني
مَنْ
يا معدن المكان
إلى أين ؟
5
خاصّتي
قفلٌ
دُعائيَ
مشنقة
على بساط ٍ مخلبٍ
كجلباب ٍ وسخ ٍ
ُطـُـويتْ
علامَ كلّ هذا القصف
ما دُمتُ لستُ إليّ ؟
6
أنجبتْ توأمين
سمراءُ الحق
أمّي
أنا والوطن .
( زجاج السر )
1
في جيبي سواي
أنفـُضه
أهـزّ التسامحَ
هو الآخَر
نصفُ آخَر
بتهذيب سيّىء
تلاشى
مَن يهذب مومسا ً
عالقة في وسخ مقاهي الحارة ؟
2
ليس للدودِ رخصة ُ سياقة
يقف بمحطاتِ همسي
محنة ُ شفتي
ركنهُ الشجيّ
ليس للدودِ ضحيّة غيري
أيّها النهرُ
ألكَ رغبة انتهاكي ؟
3
ضوضاءُ مدينة
أدار شرطيّّ المرور يدَه
لينظـّم سيرَ الأجراس
النخّاسُ يرفع يده
ليصفع المدينة .
4
سنة ٌ تسترخي على المراهَنة
وتقرأ التهويم
مزيداً من التجاعيد
الأبقى الموت .
5-
- أيحصل أن يفيضَ قبرُكَ عليك ؟
سورة الفاتحة أم الفواتح ؟
6 -
أوَ تتحدّث عن الورد ؟
لحظة أن يراكَ
يتهشمُ زجاجُ السرّ
(إسمي ، الكتاب ُ المستعار).
(صلاة الموت )
1
أمس ِ
أخَذتـْهُ مدرسَتـُهُ عالياً
كغرّة بياض ٍللصف
وجنتاهُ اليومَ
سكرتان تتمشـّى عليهما الجـِراح
عيناهُ على رصيف ٍعائم ٍ
فـَلَتَتْ منهما الصـُوَر
شاردٌ ماؤهما حيث إله ٍ آفل ٍ
تسدلان أوراقهما لتناسل الرماد
نافرٌ غضبُهما المنكـّس .
عيناه المنكـّستان
سقط منهما الصحـو
ومضى
كيفما يـُومىء إليه الرب .
2
لا يمكن أن يموت وردٌ
لقد أخطأ القبرُ
لا تحمّله وزرَ توريتك
شهيدٌ كونٌ جناح
دمُه قلادةُ وعدكَ
ووعدُكَ طرفة ُ رمش
أخطاءٌ وضوء الدلو
وتهتـّك المئذنة
حديدٌ لقاح دفـّتكَ
الورد لا يموت
حبيبتك مناديلُ القمح
ضياؤك من رافقها
وأجهد حقلاً يغازل
الصلاة حياة أخرى
صلينا ولبسناكَ
لبسناكَ وتاهت بنا الحجبُ
حتى خلنا أننا عرشـُكَ
فانتصبنا
هو ذا الموتُ يجر بياضكَ
كُلهُ قبل أن يأكلك .
3
أُعطي نفسي طينها
أنفخ ُفيها صورتكَ
كي تـُحاذرني الدبابات
ألقتلُ يصرخ
والدباباتُ كلام
ماذا أقول حين تمحوني أنت؟
أفتحُ صدري أدعو مياهكَ
فيفقس بعوضُ الدبابات
دون حذر يحصدك
ربّاه
حين صلـّى الموتُ لآلات الحرب
خشيتُ عليكَ
خشيتُ ان يَلبسكَ قبعة ً
ويقولُ اهتد يت
كلّ شيء لا محالة زائلٌ
ربّي هل منحتَ الموتَ ألوهيتك؟
4
إجهرْ
قّذيفتكَ نذيرٌ
قالت الاشجارُ كفرتَ
قال النخلُ
وسمّيت نفسكَ إلهاً؟
بل صوّرتني كما قال على صورته
وقلتُ اعطني يديكَ
كنتُ على يقين بأنـّي قِبلة ُالقنابل ِ
وأنّ الإله الصغير
يسبّح بالشظايا
وحين يستنفد
أشلاءً قطرات
ألعاباً قطرات
مطرَ أصابع
تسجدُ الحربُ لإلهٍ قتيل .
5
أطفئوا الشاشة
أطفئوا الأضواء
ربوبيتي
ستحرق الاشياء .
6
أخرجوا
قاعة الدنيا تحطـّمت
رقبتي عن جسدي انفصلت
***
تمت الرواية المحرقة
مع آهات / وفاء عبد الرازق
الف مبروك لك اختي الغالية