فضيلة
(قصّة قصيرة جدّا)
كانت فضيلة محلّ حنق نساء الحيّ.. والسّبب في ذلك جمالها الصّارخ ولباسها الفاضح..
أفاقت ذات صباح وقد غمرت قلبها موجة نور إيمانيّة.. قرّرت التّديّن، فتحجّبتْ، ولم ينقص هذا من حنق نساء الحيّ.. "الإيمان في القلب!".. هكذا تحدّثت إحداهنّ وقد نفخت صدرها الضّخم، وعلكة الكلوروفير تطقطق بين أسنانها..
في معهدها رفض المدير قبولها بزيّها الجديد:
- هذه بدعة مستوردة
- بل هذا أمر إلاهي
- أمامي قرار حكومي
- وطاعة الله؟
- أنا أنفّذ القانون..
تركت الدّراسة، ولم تجد عملا..
مرّت سنوات عادت خلالها فضيلة إلى جمالها الصارخ وإلى لباسها الفاضح.. وأصبحت عندها محلّ إعجاب نساء الحيّ..