|
أتيتُ أزرعُ في دنياكم الغَضَبا |
|
|
وأشعلُ الحُبَّ في أوصالِكم لهبا |
وأوقدُ القدسَ جمرا في مفاصِلِكُم |
|
|
يا أمّةً أوقدتْ في أمسِها الشُّهبا |
نظمتُ من هُدُب العينين أشرعتي |
|
|
وخضتُ بحرا من الأهوالِ مُلْتَهِبا |
وسرتُ في فلواتِ الصمتِ مصطرخا |
|
|
جرحي يضجّ، وصوتي من فمي وَثَبا |
أسائلُ الكونَ عنكم يا بني نسبٍ |
|
|
يُشرِّف الكونَ أن يلقى به نسبا |
وعن ضياءٍ تمشّى في الدنا أملا |
|
|
فظللَ الخَلْقَ والآفاقَ ثمّ خبا |
وعن جوادٍ سعى في اللهِ مُنْصلتا |
|
|
فزعزعَ الكفرَ والأصنامَ ثمّ كبا |
أسائلُ الأرضَ عن آساد " معتصمٍ" |
|
|
فكم طغى اليوم " توفِلْسٌ" وكم غَصَبا |
وكم تدرَّعَ بالإعلامِ جَحْفلُه |
|
|
حتى بدا الصِّدقُ من شرياننا كَذِبا |
يا سيّدَ النجدةِ الكبرى أما وصلتْ |
|
|
إليكَ آهاتُ شعبٍ ضجّ مُنْتَحِبا |
يُكفّن الطفلَ من أضلاعِ والدِه |
|
|
ويَدفنُ الشيخَ في أجفانِ مَنْ صَحِبا |
كم صرخةٍ أطلقتْها حُرّةٌ نزفتْ |
|
|
في " سربريتشا" وما لاقتْ لها صَخَبا |
وكم ببغدادَ من دهياءَ مظلمة ٍ |
|
|
أرختْ دمانا على آفاقِها سُحُبا |
وكم بكابولَ من رعبٍ تميدُ له |
|
|
أرضً توسّدت الأحزانَ والوَصَبا |
يا سيّدَ السيفِ كَمْ من قبّة لبستْ |
|
|
ثوبَ الهوانِ وكم من مسجدٍ نُكِبا |
أما فزعتَ إذ الأوطانُ هاربة |
|
|
مِن جلدِها ترتدي في دربِها الصُّلُبا |
أما سمعتَ، رأيتَ، ارتعتَ فانتفضتْ |
|
|
عروقُ صبرِكَ إذ سيفُ الهُداةِ نَبَا |
يا سيّد السيفِ سائلْ أمّةً نَسيتْ |
|
|
درسَ الرّجولةِ مِنْ كفّيكَ إذْ نَشَبا |
واغلُظْ عليها بتأنيبٍ وأسئلةٍ |
|
|
تَشُقُّ عنها ثيابَ الذُّلِّ والحُجُبا |
قد كنتِ رأس بني الإنسان شامخة |
|
|
فكيف ترضين بعد العزة الذنبا |
وكنتِ سيفا على أعناقِ من سَلَبوا |
|
|
فكيف تُضحين في أيديهم السَّلَبا |
وكنتِ بالنورِ للنيرانِ مطفئةً |
|
|
فكيف تُمسين في تَنّورِهم حَطَبا |
أآدكِ الوهنُ فاستعذبتِ مسكَنَهُ |
|
|
حتى نعستِ على أكتاف من غَلبا |
أمْ غرّكِ الأملُ المكذوبُ يبرقه |
|
|
إليك مِنْ قصرِه المقصورِ مَنْ كذَبا |
يُخاتِلون خيوطَ الشمسِ إن بَزَغَتْ |
|
|
ويغرسون بها الأنيابَ والقُضُبا |
ويُخرسون بكفِّ الظلمِ ألسنةً |
|
|
تشدو لصبحٍ بدا في الأفقِ مُنْتَصِبا |
لا تسأليهم ففي روحِ الإجابة منْ |
|
|
أنيابِ مكرهمُ ما ينهشُ السَّبَبا |
يَئِزُّ في جسدِ الأوطانِ شوكُهُمُ |
|
|
فكيف تبغينَ من أشواكِهم عنبا |
يا سيدّ السيف قد فرّت ملامحنا |
|
|
منا وولت على أعقابها هربا |
فاقرأ على ثُلّةٍ في الوهنِ راسفةٍ |
|
|
نصَّ السؤالِ الذي ما زالَ مُحْتَجِبا |
يا فرعَ أصلٍ لأَصْلٍ كانَ مدرسةً |
|
|
لم يقرأ الدهرُ إذ هُنْتُم لها كتبا |
يا معقِدَ النصرِ في أكبادِ أمّتنا |
|
|
كنتم أسودا فهلْ أصبحتمُ نُصبا |
أجفّ نسْغُ عروقِ الأمسِ في دمِكم |
|
|
حتى عجزتم عن الدَّيْن الذي وجبا |
أما بكِم من خلايا العزّ أنويَة |
|
|
نستنسخ الفرسَ والأتراكَ والعَرَبا |