|
تلك الدماءُ بقلبِ القدسِ تنْسَكبُ |
والعرضُ مُنتَهكٌ فيها ومُغْتَصَبُ |
والطفلُ يُقْتلُ في أفناءِ منزِلهِ |
والتّينُ يُحرَقُ والزيتونُ والعِنَبُ |
والأفْقُ يسْكُبُ نيراناً مُدَفَّقَةً |
كأنّها سُحُبٌ في إثْرِها سُحُبُ |
ومُهجةُ الشمسِ غاضتْ في مشارقِها |
من شدَّةِ الحَرِّ في أرْواحِ مَن غَرُبوا |
وذاك شارونُ في الاقصى مشى ثَمِلاً |
وَحولهُ نُدماء الصلحِ قد شربوا |
قد حطَّمَ الناسَ والأكوابَ قاطبةً |
فلذَّةُ الشُّرْبِ لا تحلو ولا صَخَبُ |
يمشي على ساحةِ الاقصى بلا وَجَلٍ |
قد نامَتِ العُرْبُ لا تصحو ولا تَثِبُ |
سَحقاً وبُعداً لكم يا ايها العربُ |
اضحوكةٌ انتمُ ضجَّت بها الحُقبُ |
مسامعُ الدهرِ سُدَّتْ عن مَفاخِرِكم |
امّا المَخازي فعنها ضاقَت ِالكُتُبُ |
اني اذا ذكر الاقوامُ اسمكمُ |
طأطأتُ رأسي من الإحراج يا عَربُ |
فانتمُ نخوَةً صِرتُم كَسنْبلةٍ |
مرفوعةِ الرأسِ للإهدارِ تَنتَصِبُ |
وانتمُ قُدُماً كالتَّيسِ مَذْهبُكُم |
عَزْمٌ مريضٌ ولكنْ ما له سَببُ |
لا يُرتجى لكمُ حسٌّ ولا غَضبٌ |
فانتمُ البُهمُ لا حِسٌّ ولا غَضبُ |
تزايدَ الخيرُ لا من شُكرِ شاكرِهِم |
كأنَّما اللهُ يُعطي كلما طَلبوا |
فالمالُ في الغربِ قد ضاقت خزائنُهُ |
والنفطُ في الشرقِ لا يخبو له لَهبُ |
يا من تدقّونَ خازوقاً بنا زَمَنا |
أتْعبْتُمونا الى أنْ ملَّنا التَعبُ |
رِفقاً بنا إصْمِتوا ما أوْقَحَنَّكُمُ |
خمسونَ عاماً مضت والقدسُ تَنتَحبُ |
وأنتمُ أنتمُ ما بينَ مُلتَمِسٍ |
صُلحاً وَمُرْتَجِلٍ طابت لهُ الخُطَبُ |
اليومَ قد أدرَكَ التاريخ أنَّكمُ |
ضَفادِعٌ من صَدى أصواتِها تَثِبُ |