خفايا تجسس الاستخبارات الأمريكية على نوري ( المالكي ) وحكومته الصنيعة ... صح النوم بوب وودورد معلوماتك قديمة جدآ
على الرغم من أن موضوع التجسس من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على نوري (المالكي) وبعض من أعضاء حكومته والمثار حاليآ في الصحافة العالمية والعربية وذلك استنادا إلى الكتاب الصحفي بوب وودورد المعنون الحرب الداخلية ـ التاريخ السري للبيت الأبيض 2006 ــ 2008 والذي سوف يصدر الأسبوع القادم يوم الاثنين تحديدآ والذي يورد فيه الصحفي وودورد مقاطع في كتابه استند عليها من معلومات زود بها من قبل أشخاص مقربين من قبل الاستخبارات ووزارة الدفاع الأمريكية , المعلومات المذكورة في الكتاب حول التجسس على (المالكي) وبعض من أعضاء حكومته هي ليست بالجديدة , وقد تم التطرق إليها من قبلنا في مقالات سابقة تفيد بأن الاستخبارات الأمريكية وفروعها المنتشرة في جميع دول العالم والدول العربية ـ أما في العراق أصبح تواجد مثل تلك الأجهزة المخابراتية أمر مفروغ منه كليآ ـ حيث كانت قد أعدت قبل عملية غزو وإحتلال العراق ملفات خاصة مخابراتية لجميع فصائل ما عرف حينها بالمعارضة (العراقية) وتضمنت تفاصيل دقيقة حول قيادات الصف الأول والثاني والثالث , إضافة إلى الشخصيات الأخرى المعارضة لنظام حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والتي لم تكن ضمن الفصائل الستة التي حددها في حينها الصهيوني المتطرف * مارتن إنديك وريتشاد دوني لغاية عام 2002 حيث كانت الفرزة النهائية لهذه المعارضة الأجنبية لمشروع غزو واحتلال العراق , ولكن المسالة الأهم التي حدثت بعد احتلال العراق وسيطرة القوات الغازية الأمريكية والدول المتحالفة معها على العراق.
فقد بدأ التفكير الجدي منذ الأشهر الأولى لعمر الاحتلال حيث كشف الأمريكان مدى الخديعة التي أوهموهم بها بالنسبة لمسألة مهمة وحساسة للغاية هي القاعدة الجماهيرية المليونية التي كانت زمرة المعارضة هذه تتفاخر بها أمام الأمريكان وهم كانوا يحسبون بان هذه المعارضة سوف تستطيع السيطرة على الغضب الجماهيري العراقي في حالة رفضهم للمشاريع الاستعمارية المخطط لها مسبقآ ويراد أن يتم البدأ بتطبيقها في العراق أولآ ومن ثم إلى جميع دول الجوار العراقي فيما عرف حينها بالشرق الأوسط الأمريكي الجديد , وانكشف بعد ذلك مدى الوضاعة التي تمثلها هذه المعارضة بين جميع أطياف ومكونات الشعب العراقي حيث لا قاعدة مليونية جماهيرية حقيقية تذكر لهؤلاء , وليست لهم على أرض الواقع ارتباط بالسيطرة على صوت الشارع العراقي الغاضب , وقد انكشفت الكذبة بسرعة بخصوص المعارضة التي نشأت وترعرعت في إيران , فقد سارعت في حينها مختلف الأجهزة الأمنية والمخابراتية الأمريكية في إعدادا ملفات مفصلة لجميع هؤلاء الذين أتوا مع دبابات الغزاة , وحتى وصل الأمر من قبل الأمريكان بطلب المساعدة الأمنية من دول الجوار العراقي مثل السعودية والأردن ولبنان لما تتمتع معهم بعلاقات وثيقة الصلة إضافة إلى تزويدهم من قبل سوريا بملفات أمنية بالغة الأهمية وحساسة عن طريق دولة ثالثة وسيطة , وخصوصا أن اغلب هذه الشخصيات المشبوهة كانت لها تواجد ومكاتب معارضة تنطلق منها للقيام بعمليات إرهابية ضد نظام حكم الرئيس العراقي الراحل , إضافة إلى معلومات جهاز الموساد الإسرائيلي الذي لديه صلات وثيقة مع أغلب هؤلاء الذين يسمون نفسهم معارضة ( عراقية ) و عن طريق أشخاص مجندين من قبل الموساد نراهم اليوم قد تمكنوا وبسهولة ولم تكن هناك عقبات تذكر أمام هؤلاء العملاء المجندين بسهولة الوصول إلى محافظة النجف وكربلاء ونسج علاقات متشعبة ووثيقة مع بعض المعممين في الحوزة النجفية وحتى وصل إلى التمويل المادي لبعض الحوزات العلمية في النجف .
ملف المعارضة الأجنبية (العراقية) في سوريا كان يشرف عليه في حينها و بصورة مباشرة العقيد صلاح زغيبة لأنه المسؤول المباشر على عمل هذه المعارضة , والعقيد زغيبة كما هو معروف عنه لا يترك أي صغيرة أو كبيرة إلا أحصاها أما عن طريق التسجيلات الصوتية أو الصورية أو الوثائق , قبل أن يتم نقله إلى حمص ليستلم ملف المعارضة ( العراقية ) فيما بعد صهر الرئيس السوري بشار الأسد السيد اصف شوكت .
إضافة إلى استيلاء قوات الاحتلال الأمريكية على معظم أرشيف جهاز المخابرات الوطني العراقي بعد الغزو , وهذا الأرشيف يحتوي على معلومات ووثائق وتسجيلات مصورة ـ صوت وصورة ـ لمعظم هذه الزمرة المعارضة التي كانت تتعامل في السر مع نظام الرئيس العراقي الراحل .
أما اليوم فجميع أعضاء ما يسمى بالبرلمان (العراقي) و البالغ عددهم 275 عضو برلماني هؤلاء أصبح لديهم ملفات شخصية لكل واحد منهم لدى أجهزة الاستخبارات الأمريكية , إضافة إلى رؤساء الكتل السياسية المشاركة بهذه الحكومة وكافة الوزراء منذ تشكيل مجلس الحكم سيئ السمعة والصيت عام 2003 وتحتوي هذه الملفات الأمنية على معلومات مفصلة ودقيقة للغاية بخصوص الأموال التي حصل عليها كل شخص من هؤلاء والعقارات والمباني التي أصبح يملكها خارج العراق حتى وان كانت مسجلة بغير اسمه وعوائلهم وأقرب الأصدقاء وأرصدته في البنوك , وأرقام حساباتهم وأسماء الشركات التي تم إنشائها من خلال الأموال التي تم نهبها من خزينة الدولة العراقية , إضافة إلى أموال سرقة النفط العراقي .
وقد تم التطرق سابقآ في مقالات متفرقة كنا قد ذكرنا فيها بان لدى الأجهزة الأمنية الأستخباريه الأمريكية الملف الأمني لرئيس لما يسمى برئيس الوزراء نوري ( المالكي ) والعمليات الإرهابية التي قام بها أو التي كانت بأشرافه سواء في داخل العراق أو خارجه وعندما كان احد الأعضاء البارزين في حركة الجهاد ( الإسلامية ) الإيرانية ومنها تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1982 والتي ذهبت ضحيتها السيدة بلقيس زوجة الشاعر نزار قباني , إضافة إلى جميع مستشاريه وأعضاء مكتبه وحتى مجموعة الحرس الشخصي الذي يحميه أثناء تنقلاته في العراق .
المضحك في كل هذا الأمر الذي أراه بشأن قضية التجسس على حكومة ( المالكي ) نوري , أن علي الدباغ الناطق الرسمي لهذه الطغمة الحاكمة الفاسدة عندما سمع بقضية التجسس صرح لصحيفة التايمز اللندنية " في حال ثبتت صحة المعلومات التي كشف عنها الصحفي وودورد في كتابه , فأن ذلك سينعكس سلبآ على العلاقات بين بغداد ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي أي ايه . وأضاف الدباغ في تصريحاته للتايمز انه " في حال صحت معلومات وودوارد، فذلك يعني أن لا ثقة للمؤسسات للأمريكان بالحكومة العراقية آذ تتجسس الوكالات الأمريكية على الذين من المفترض أن يكونوا أصدقاء، بالطريقة نفسها التي تتجسس بها على أعدائها " .
أنظر عزيزي القارئ الكريم لهذا التصريح الساذج الغبي الذي يعترف فيه علي الدباغ بأن علاقتهم ليس مع دولة وإنما مع أجهزة استخباراتية فقط وهو يعترف من دون أي دراية بالعمل الدبلوماسي بأنهم مجرد عملاء ومرتزقة ليس إلا .
هؤلاء المراهقين السياسيين الذين تم جلبهم من دول الجوار والدول الغربية التي كانوا يتواجدون فيها , لم يعرفوا إلى الآن أنهم ليسوا سوى مجموعة من زمرة من العملاء لا أكثر ولا اقل , وفي الوقت المحدد وعندما تنتهي صلاحيتهم سوف تخرج أمريكا وتقول هؤلاء هم سراق الشعب العراقي الحقيقيين , ويجب محاكمتهم وخصوصا أن اغلبهم مرتبطين بعلاقات وثيقة الصلة مع أجهزة الحرس الثوري الإيراني في العراق بعد أن صنفته قبل سنة الولايات المتحدة الأمريكية كجهة إرهابية عالمية يجب الاقتصاص منهم أينما كانوا وأينما حلوا .
سياسة الولايات المتحدة لا تعتمد على أصدقاء دائمين ولا على أعداء دائمين , وإنما تعتمد هذه السياسة بالدرجة الأساس على مصالح دائمة , فأينما توجد مصلحة أمريكية حتمية في بلد ما تكون هناك رعاية لمثل هذه الزمرة ومتى ما انتهت صلاحيتهم يتم رميهم غير مؤسف عليهم إلى المحاكم العراقية والمحاكم الدولية ويتم مطاردتهم من قبل الشرطة الدولية الأنتربول , وجميع الأجهزة الأمنية في الدول التي لديها مصالح وثيقة الصلة مع الولايات المتحدة الأمريكية . فإلى ذلك الحين نسترعي الانتباه .
أما قوى الممانعة والمتمثلة بالشخصيات العراقية الوطنية الرافضة للاحتلال الأمريكي وحكومته الصنيعة المنصبة في المنطقة الخضراء , فلا يهمها متى يتم رفع الغطاء الأمريكي عن هذه الطغمة الحاكمة الفاسدة فهذا الشأن لا يعنينا وسوف نستمر بدون كلل ولا ملل لكشف هؤلاء أمام الرأي العام العراقي والعربي والعالمي .
هناك صراع حقيقي بدأت تظهر بوادره في الأفق العراقي بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي من جهة وبين أجهزة الحرس الثوري الإيراني لغرض السيطرة على السفارات العراقية في الخارج وهذا الموضوع تحديدآ سوف نتطرق أليه بشيء من التفصيل في مقالة قادمة أن شاء الله .
سياسي عراقي مستقل
باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني
sabahalbaghdadi@maktoob.com
الصهيوني المتطرف مارتن إنديك كان بمنصب مستشار شؤون الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية والمسؤول المباشر على ملف ما سمي حينه بالمعارضة ( العراقية ) فقد وقع اختياره على سبعة فصائل معارضة من اصل أكثر من سبعين فصيل معارض , وهؤلاء السبعة تم الاعتماد عليهم مباشرة لغرض تهيئة الأرضية المناسبة لغزو واحتلال العراق على أن تكون هذه الفصائل ومجاميعهم مجرد إدلاء للقوات الاحتلال أثناء عمليات غزوها للعراق ورسالته إلى مدير الاستخبارات الأمريكية في تقريره النهائي الذي يقول فيه : لم نجد أكثر من هؤلاء مطيعين لنا واستخدامهم كإدلاء إثناء قيامنا باحتلال العراق لدرجة حتى لو تم تدمير العراق فهم سوف يقومون بدورهم على أكمل وجه بعملية غسل أدمغة الشارع العراقي وعدم إثارته علينا .
أولآ : زمرة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ويقودهم عبد العزيز الطبطبائي ( الحكيم ) .
ثانيآ : زمرة حزب المؤتمر ( الوطني ) ويقودهم احمد الجلبي الذي تم تأسيسه من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية عام 1992 وقد أشرفت عليه ومولته ودربة مرتزقته في معسكرات دول الكتلة الشرقية ثم تخلت عنه بعد اكتشاف ارتباطه بالحرس الثوري الإيراني , وأنه ليس سوى شخص كذاب وعميل مزدوج .
ثالثآ : زمرة حزب الاتحاد ( الوطني ) الكردستاني ويقودهم جلال الطالباني والذي تأسس في سوريا عام 1975 بأوامر من قبل الرئيس الراحل حافظ الأسد لغرض أن يجد موطئ قدم له في العراق عن طريق هذه الزمرة ثم حول ولائه بداية الثمانينات إلى الاستخبارات الأمريكية وجهاز الموساد الإسرائيلي .
رابعآ : زمرة الحزب ( الديمقراطي ) الكردستاني ويقودهم مسعود البرزاني ويعتمد بالدرجة الأولى على الولاء العشائري والقبلي وله علاقات تاريخية وصلات وثيقة منذ بدايات التأسيسه مع أهم رموز العصابات الصهيونية وجهاز الموساد الإسرائيلي ودخل بحرب ضروس مع غريمه التقليدي في محافظات شمال العراق بين عامي 1994 إلى 1998 والتي ذهب ضحيتها ألاف من الأكراد والمشردين وسميت حينها بحرب الكمارك .
خامسآ : زمرة الحركة الملكية الدستورية ويقودهم علي بن الحسين وهذه الحركة تم تأسيسها من قبل المخابرات البريطانية .
سادسآ : زمرة حركة الوفاق ( الوطني ) العراقي أسست هذه الحركة عام 1991 ثم تحولت ولائها إلى المخابرات البريطانية لغاية منتصف التسعينات من القرن الماضي ثم حولت ولائها إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية وزعيم هذه الزمرة مشهور بتصريحه الصحفي الذي يعترف فيه بتعاونه مع سبعة أجهزة مخابراتية .
سابعآ : زمرة حزب الدعوة ( الإسلامية ) ويقودهم إبراهيم الأشيقر ( الجعفري ) والذي أصبح لديه علاقات حميمة وقوية مع المخابرات البريطانية ومن ثم الأمريكية والموساد الإسرائيلي .