( كول ) دكتور ألماني رماه حظه العاثر في مشكلة أودت بحياته بسبب الجهل ، فهذا الدكتور قدم إلى صنعاء للعمل في مستشفى اليمني الألماني ( بتمويل سعودي لصنعاء ) وذلك من أجل المساعدة في القضاء على الأوبئة المنتشرة هناك .
قدم إليه في يوم من الأيام بضعة رجال وطلبوا منه الذهاب معهم من أجل أن يقوم بعلاج والدهم وهو شيخ كبير لا يستطيع الحضور للمستشفى وقد أصابته علة لم يفد معها علاجاتهم الشعبية التي اعتادوا عليها مع كل مرض يصيبهم ، ولما كان الدكتور ( كول ) يسمع كثيراً عن اليمن وعادات أهلها وأخلاقهم الكريمة بادر بالاستجابة لمطلبهم وأعلن استعداده للذهاب معهم من أجل علاج والدهم دون أن يكلفوا نفسهم عناء الترجي .
وصل الدكتور للقرية وأ ُدخل للبيت وما أن بدأ في علاج المريض " مات " قبل أن يصنع الدكتور ( كول ) له شيئا فلم أراد أن ينصرف وقفت له المجموعة وهي متحسرة لما جرى لها من موت أبوهم ومن خسارة أموالهم وتذكروا أنهم قد أنفقوا كل ما لديهم من أموال من أجل الدخول لهذه المستشفى وأنهم دفعوا ( حق القات ) لكل موظف له علاقة في المستشفى الباهظة التكلفة ، لذلك فكروا في الإمساك بدكتور ( كول )..!! رهينة لديهم لمطالبة الحكومة بدفع كل ما خسروه للمستشفى وبدفع تكاليف إقامة العزاء وحفل المأتم لوالدهم ، وفعلاً أمسكوا بدكتور ( كول )..!! وأخبروه أنه ضيفهم ولا يمكن أن يخرج من عندهم أبداً .
أشيع في البلد خبر اختطاف دكتور ( كول )..!! وبدأت الحكومة جادة في محاولة تخليص الدكتور الألماني ..!! ( هكذا أصبحوا ينادونه ) وأرسلت فرقة كاملة من أجل إتمام هذه المهمة ، وفعلاً بدأت جولة من الضربات العسكرية ضد منازل المختطفين وقامت حمى إعتقالات لم تدع أحداً إلا وطالته ، حتى تمكنت الحكومة أخيراً من تحرير الدكتور الألماني ..!! وذلك بسبب قذيفة ضربت في البيت فأصابت الدكتور الألماني ..!! بينما كان يتصل بأهله في ألمانيا ليطمئنهم عن صحته وعن حالته الجيدة وعن كرم أهل البيت الذي يقيم معهم لدرجة أنهم عملوا له جولة سياحية في قريتهم لا يمكن أن يجد أجمل منها في حياته ، وكانت أن أصابته هذه القذيفة بجرووووح خطيرة جعلت الخاطفين يسارعون بتسليمه للحكومة وذلك من أجل إنقاذ حياته من الموت وعلاجه وهكذا أشاعت الحكومة مرة أخرى أنها تمكنت من تحرير الرهينة الدكتور الألماني ..!! بدون خسائر في الأرواح (( الغربية لأن العرب والمسلمين غير محسوبة أرواحهم )) وانه تم سجن الخاطفين وسيحالون للقانون من أجل محاكمة عادلة تعتمد على الديمقراطية الغربية .
بعد عدة أسابيع من العلاج المكثف خرج الدكتور الألماني ..!! من حالة الخطر وأستقرت حالته الصحية وتحسنت كثيراً وأخرج من غرفة العناية المركزة إلى غرفة أخرى ذات عناية خاصة جداً وفيها متابعة دقيقة أولاً بأول ، ذلك أن الدكتور الألماني ..!! لا زال بحاجة للعناية خوفاً من أن تنتكس حالته ، وفي هذه الأثناء قرر الرئيس علي صالح الذهاب لزيارة الدكتور الألماني ..!! وذلك من أجل مواساته ورسم صورة حسنة في العلاقات اليمنية الألمانية ، وفعلاً بدأ الأمن بإفراغ المستشفى من كل مرتاديه حتى المرضى والمراجعين والدكاترة ، ولأجل أن لا يطول الحوار بينه وبين الدكتور الألماني ..!! قرر الرئيس أن لا يأخذ معه مترجم وأن يكتفي بمعرفة الشيخ عبد الله ( المحدودة ) في بعض الكلمات التي يعرفها خاصة وأنه من المرتادين لألمانيا وبكثرة .
وفي غرفة الدكتور الألماني ..!! اقترب الرئيس منه وبدأ في السلام عليه والشيخ عبد الله يحدثه بكلمات يهز رأسه عليها ( ربما بسبب عدم الفهم ) وهنا أحمر وجه الدكتور الألماني ..!! وبدأ يؤشر للرئيس ويتكلم بلهجة غير مفهومة لدى الحاضرين وبدأ وجهه يزداد إحمرارا ، فما كان من رئيسنا الفطن والذكي إلا أن قال لباجمال ، سجلوا كل ما يقوله الدكتور الألماني ..!! علشان نشوفلنا مترجم يشرح لنا هذا الكلام باين على شيخنا عبد الله مش فاهم حاجة وباين على الدكتور الألماني ..!! إنه بيموت و يريد أن يقول لنا وصيته .
وفعلاً وبذكاء الحضرمي الخطير أوالحارس الذليل بدأ با جمال بتسجيل كل كلمة قالها الدكتور الألماني ..!! وفعلاً بعد دقائق بسيطة مات الدكتور الألماني ..!! مما يدل على مدى حنكة القائد الرمز ( مثل ما يقول بن ذي يزن ) وطلب الرئيس بإحضار السفير الألماني من أجل القيام بالواجب مع الدكتور الألماني ..!! وقراءة وصيته ، وهكذا أحضر السفير الألماني ، وبادر با جمال بتشغيل الشريط لكي يسمعوا وصية الدكتور الألماني ..!! وكلماته الأخيرة والتي في حقيقة الأمر كان ترجمتها حرفياً كما يلي : (( إبعد رجلك من انبوبة التنفس الله يخرب بيتك أنا ملاقيها منك ولا من شعبك ؟؟ )) .