أحدث المشاركات
صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 34

الموضوع: يوميات شعبان في رمضان ..

  1. #1
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي يوميات شعبان في رمضان ..

    يوميات شعبان .. في رمضان
    مع بطل وما هو ببطل
    ستجدونه في الاسواق العامة
    في ساحة الجندي المجهول
    على شاطئ البحر
    ستجدونه مع حكومة هنية تارة
    ومع دايتون تارة اخرى
    مع شعبان الإنسان البسيط الغزاوي ذا الشعر الكث والكرش الفقيرة
    التي ربما ملأها بالهواء والفول المدمس والحمص
    ومع زوجته الست العاقلة الراكزة " الكمل " .. مرزوقة
    نفتح دفتر الذكريات
    أموتُ أقاومْ

  2. #2
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    بطاقة تعريف


    من هو شعبان ...
    شعبان رجل... غزاوي جداً جداً
    في منتصف الثلاثينات من عمره
    لا يحمل أي من مواصفات البطولة
    ليس ممشوق القامة ولا من أبطال الجري
    رجل عادي غلبان .. بسيط
    لكنه ببساطته هذه ربما يتوصل لأمور لم يتوصل لها عباس ودحلان ورؤساء دول عربية
    يعيش في بيئة فقيرة
    في حارة
    بيته من الاسبست
    لا يعرف له تنظيم محدد
    يقول للبعض أنه انتخب حماس
    ويقول للبعض الآخر انه انتخب فتح
    لكنه ليس منافقاً
    فعقله البسيط لا يتوصل للحقيقة دائماً

    شعبان
    هو الإنسان الفلسطيني
    الإنسان العادي جدا
    الذي يحلم ببيت واسع نظيف
    ببيارة الأجداد كي يزرعها ويعمرها
    يحلم ببيت أبيه في عاقر أو الجورة أو اسدود

    له طفل وحيد يبلغ من العمر عشر سنوات تقريباً
    اسمه ... علي ...

    يعني هو شعبان ابو علي ...
    مش لازم يكون اسمو حسن عشان يكون ابو علي

    وشعبان إنسان غزاوي جدا
    يتحدث باللهجة الغزاوية
    ويعيش الحياة بطولها وعرضها
    مع مرزوقة
    الزوجة التي تراها من بعيد
    فتحس بمدى قوة شخصيتها وتسلطها
    لكن هذه القوة تخفي خلفها جلداً وبأساً وصبراً على المكاره
    تخفي خلفها مشاعر أنثى
    تتمنى أن تعيش بكرامة كما نساء العالم .

    سنكون كل يوم مع حلقة جديدة
    تابعونا

  3. #3
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    الحلقة الأولى
    شعبان والحب من أول نظرة

    على الكنبة القديمة جلس ، التلفاز الملون يبث حلقة جديدة من tom & jerry على قناة space toon وهي من أهم القنوات التي يفضل فتحها في المنزل ...
    أبو علي يداعب قدمه وينظر إلى أم علي ويعود بذاكرته إلى خمسة عشر عاماً خلت ..
    على بسطته المتنقلة كان يبيع الفول السوداني والترمس .. يجوب بها شوارع غزة ...كانت الانتفاضة في آخرها وكان هو شاباً في العشرينات من عمره ...
    في أحد الأيام التي تمتلئ بالهدوء والأجواء الرومانسية
    حصلت الحادثة التي غيرت حياته ..
    الشباب يهاجمون جيباً للاحتلال ظهر من ناصية الشارع
    في ثانية واحدة تحولت المنطقة الى جحيم من الحجارة وقنابل المولوتوف الحارقة ...
    وبدأت الجيبات المحصنة ، وقاذفات الحجارة تقتحم المنطقة وانهالت الحجارة كالمطر
    هرب من هرب وتوارى شعبان في زاوية الشارع .. وجاء العشرات من قواتهم الراجلة وبدأ الهجوم المضاد
    وان كنت تعرف الانتفاضة الأولى فأنت تعرف أن الرابح في المعركة هو الذي يملك أسرع قدمين أما من لا يستطيع الجري فهو في خبر كان حتى ولو لم يفعل شيئاً
    الآن لن يميزوا بين بائع الترمس وبيع رامي الحجارة كلهم سواء
    وأطلق شعبان ساقيه للريح وقد بدأت القوات تتقدم ...
    وانطلق لا يلوى على شيء
    يراوغهم من حارة إلى حارة ومن شارع إلى شارع
    انه الخوف
    الخوف الذي يطلق كل مهارات الدنيا من عقالها
    الخوف الذي يدفع الأدرينالين إلى الجسم فيضحي قادراً على كل شيء ..
    - من هنا
    باغتته هذه الصيحة من باب شبه موارب وفتاة محجبة صغيرة السن تجذبه من ذراعه وتغلق الباب
    وبسرعة قادته إلى غرفة صغيرة لا يوجد في البيت المتواضع غيرها
    وأشارت إلى أجساد خمسة أطفال نائمين جميعهم في نفس الغرفة
    - أخوتي هنا ، نم بينهم وغط نفسك بينهم
    وكذا فعل شعبان وتمدد مرتجفاً بين أجساد الصغار
    وطرقات على باب المنزل
    - أيوة لحظة شوي
    الطرقات تزداد ...
    - طيب .. بدنا نلبس المناديل اصبروا
    وفتحت الباب .. عاقدة ذراعيها أمام صدرها
    - نعم
    - تفتيش ... وسعي من هون
    يتكلمون بلهجتهم العربية الركيكة السمجة ، من طراز " افتخ البيت .. اخنا الجيش "
    تفسح الطريق لهم قائلة في تحدي ..
    - شو عاوزين كلنا نسوان وأولاد صغار
    هذه أمي العجوز ... وتشير إلى أمها التي تجلس في زاوية " البرندة " منكمشة حتى لا تكاد ترى وقد هدها المرض والفقر
    وتشير الى الغرفة ..
    - وهؤلاء أخوتي الصغار نائمون جميعهم ...
    أدخل أصحيهم
    - لا بلاش .. خلاص
    لو شفتي مخرب ما تفتخي بيتك ... مفهوم
    - مفهوم
    وانطلقوا
    وتنفس " شعبان " الصعداء
    وشرب أول كأس شاي من يديها
    مرزوقة ... أنقذتِ حياتي
    تبدو الرقة في ملامحها ... التحدي .. الكبرياء
    يومها نظر في عينها الواسعة الجميلة ...
    فأطرقت هي بحياء
    وعرف أنها ستكون زوجته وأم أولاده
    .......
    - ولك قوم يا زلمة قاعد زي الصغار على سبيس تون
    قوم شوفلك شغلة بدل مانت قاعد مثل النسوان في البيت مستني فياض يقبضك ...
    ينظر الى زوجته
    ويرجع بذاكرته الى مرزوقة الفتاة الجميلة التي أنقذته قبل سنوات
    ويهز رأسه بقوة ....لاااا
    - الله يحرقوا اللي يقعدلك في البيت
    ويخرج مسرعاً إلى المقهى ليشرب رأساً من الأرجيلة
    ويحلم بالنظرة الأولى ... مرة أخرى
    ***********

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزيز احمد....

    تنقلنا بلغتك الوصفية الدالة المعرفية ، الى الاجواء العامة للقصة بتقنية جيدة ، ورؤية اجمالية تعبر عن المكنون الداخلي للسارد وللموري عنه ، وهذا بلاشك يشكل الحلقة الاساسية من السلسلة التي يمكن ان تخلص مسيرة شعبان / الانسان في واقع متصدع ذاتيا وخارجيا ، ومن خلال الرصد العياني للحدث من الداخل والخارج يبدو اننا سنكون على موعد مع احدى السير الذاتية التي ستشكل في النهاية سيرة شعب ووطن باكلمه ، وطن منقسم على نفسه اكيد.

    محبتي
    جوتيار

  5. #5
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    الحلقة الثانية

    شعبان سواق تاكسي


    - عليا الطلاق لتبيعي الدهبات يا مرة
    شغل وفش ، قعدة وقعدنا لو داومت المقرود فياض حيقطع راتبي
    ولو قعدت في الدار زي المرة الراتب حيضلوا ماشي
    وأنا مش مرة ، وبدي اسلي حالي واشغل وقتي وأدبر لقمة لحد ما ينزل راتب الشهر
    مصمصت "مرزوقة" شفتيها في حسرة ..
    يعني صاير رجال وما بتطيق قعدة الدار
    بيع الدهب يا سبع .. وحياة شنباتك لو ما جبتلي قده مرتين
    أول ما تنزل مستحقاتك ما بقعدلك في الدار ... وخلي سيارتك تطبخلك وتعجنلك
    برم شعبان شنباته وكأنه حقق انتصاراً
    وابتسم ..
    وفي اليوم التالي كانت السيارة المرسيدس على باب الدار الاسبست
    وصار يفكر
    غزة رفح .. طريق بعيدة .. والركاب مش كتار وانا اصلاً مش حافظ الطريق
    الساحة - الجامعة .. بيمشي الحال
    وبدأ صباحه ليس كمثل أي يوم
    نهض باكراً كما لم يعهد من قبل
    طلب من مرزوقة أن تعد له الافطار
    وبعد عدة محاولات .. وتهديدات بالطلاق والضرب
    قام وأعد افطاره بنفسه
    وارتدى الفانلة الجديدة
    وركب سيارته
    وصار يتأمل شوارع غزة وكأنه يراها لأول مرة
    الحركة في الشوارع
    طلاب الجامعات يتحركون في همة ونشاط
    كل يذهب الى عمله
    وهو نسي هذه المشاهد تقريباً
    فقد اعتاد النوم حتى الظهر
    ومش فارقة معاه
    راتبه ماشي
    وكلو ماشي
    - الجامعة
    اركب
    شاب ملتحي .. يبقى أكيد حمساوي
    اتفضل يا باشا
    - مستعجل يا استاذ
    ولا يهمك حبيبي ..
    بس نوخد هالبنات للجامعة
    وتوقف لفتيات محجبات ركبن في نفس الطريق
    وانطلق
    كان يبدو على طريقة سواقته أنه مبتدئ هذا رجل لم يقد سيارة منذ فترة ليست بالبسيطة
    الخوف يبدو على ملامح الشاب الملتحي
    - بالراحة يابا .. انت معاك رخصة
    - عيب يا حج .. أنا كنت السائق الخاص للضابط ... قبل " التطهير "
    - شو .. تطهير
    - أيوة يا حج .. كنت بشتغل عند الهامل ... والحين أنا بساعد حكومة ابو العبد
    وبقدملهم خدمات مجانية واستشارات ببلاش
    كلو عشان عيون حبايبنا
    - ومش خايف عالراتب
    - ما تقلقش .. الراتب ماشي من فياض والمنغولي عباس مش في الدنيا

    الشاب يبدو على ملامحه الاهتمام الشديد
    - انت عارف انك عجبتني
    حكيتلي شو اسمك
    - شعبان ... شعبان ابو علي
    - طيب يا حج شعبان
    انا مبسوط اني تعرفت عليك
    وابقى قابلني لو نزلك راتب هذا الشهر

    ينظر شعبان في مرآة السيارة
    الشاب يسجل ملاحظة ما على نوتة صغيرة في يده
    السيارة متوقفة الآن أمام منطقة الجامعات
    تترجل الفتيات من السيارة ..
    والشاب يهم بالنزول
    لكن السيارة تنطلق مرة أخرى
    كالصاروخ
    الشاب يصرخ .. توقف
    إلى أين أنت ذاهب

    شعبان
    - على مقر التنفيذية يابا
    وابقي قابلني لو خلفت بعد هيك


    ********

  6. #6

  7. #7
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    العزيز احمد....
    تنقلنا بلغتك الوصفية الدالة المعرفية ، الى الاجواء العامة للقصة بتقنية جيدة ، ورؤية اجمالية تعبر عن المكنون الداخلي للسارد وللموري عنه ، وهذا بلاشك يشكل الحلقة الاساسية من السلسلة التي يمكن ان تخلص مسيرة شعبان / الانسان في واقع متصدع ذاتيا وخارجيا ، ومن خلال الرصد العياني للحدث من الداخل والخارج يبدو اننا سنكون على موعد مع احدى السير الذاتية التي ستشكل في النهاية سيرة شعب ووطن باكلمه ، وطن منقسم على نفسه اكيد.
    محبتي
    جوتيار
    الفاضل جو
    شاكر لك مرورك الذي أشتاق له دائماً
    تحيتي لقلمك المتألق دوماً

    وسؤالي لماذا نقل النص الى قسم الرواية ؟

  8. #8
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر الليالي مشاهدة المشاركة
    :
    ومتابعة ....
    سلمت ودام قلمك.

    الأخت الفاضلة : سحر الليالي

    شاكر لك متابعتك
    كل عام وأنتم بخير

  9. #9
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    من مواويل الشاعر اياد حياتلة " ابو عاطف "
    يا عمّي شو هالقصّـه
    كل ساعة إلها جرصـه
    وبيطلّعهـا محقـوقـه
    وهوّي جاعص هالجعصه
    يفصفص بزر وفستوقه
    ما بيتـرك ولا فرصـه
    إلاّ ويعمـل خنّـوقـه
    وكل واحد إلو حصّـه
    من أعصابـو المحروقـه
    ساعة بيعي الذهبـات
    وساعة شوفي هالجحشْ
    وِن ما نفّذتي القرارات
    رح أفغش راسكْ فَغِشْ
    لا تعطيني محاضـرات
    لأنّـي مـا بفهَمِـشْ
    إلاّ بأسلوب البوكساتْ
    والشلاليط والرّفِـشْ
    بتبني أحلى سيكولجيّات
    وبتعيش وما بتندَمِـشْ

  10. #10
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    شعبان والدكتور نعسان
    غزة على حالها ..
    شعبان يدور بالسيارة في شوارعها
    الركاب يطلعون وينزلون ، هذا ملتزم ولسانه لا ينفك عن ذكر الله ، وذاك يلبس الجينز الضيق والبودي وجواله يصدع بأغاني نانسي وهيفاء وهبي ..
    هذه فتاة محجبة وبجوارها في نفس المقعد أخرى متبرجة وكأنها ذاهبة الى حفل عرسها ..
    وجوه متباينة تشي باختلافات متجذرة وأحوال بعيدة كل البعد عن جو متكامل متآلف ..
    وبينما هو في شارع الثلاثيني اذ يلمح يافطة معلقة باهمال على عمود الانارة على طرف الشارع ..
    - د. نعسان أبو لحية
    ودون وعي منه وقف شعبان بالسيارة وأخذ يقهقه بصوت عال ..
    - والله عال .. نعسان النعسان أصبح دكتوراً ، الله يرحم أيام الدراسة لما كنت تفهم الدرس بعد انتهاء السنة الدراسية ..
    وأخذ يتمتم :
    - والله لأروح أزوره وأشوف ايش قصته .. بدي أعرف من وكتيش نضفان هالولد..
    وقام بإيقاف السيارة على جانب الطريق ونزل الى عيادة الدكتور التي لا يوجد بها أحد ، خاوية على عروشها ، وعلى المكتب الذي يسبق غرفة الطبيب جلست فتاة غريبة الشكل شعرها منفوش وكأن كل شعرة كانت في حرب مع الأخرى ، ووجهها مكتظ بألوان لا تحمل بينها ذرة من تناسق ..
    وقبل أن يتكلم شعبان بادرته الفتاة :
    - 50 شيكل يا أستاذ ثمن الكشفية ..
    شعبان :
    - أنا داخل أشوف الدكتور في موضوع ..
    - متأسفة الخمسين شيكل بالأول ..
    - يا بنتي هذا الدكتور ابن صفي وصاحبي .. وأنا مش عيان ..
    الفتاة وهي تبدي تذمرها :
    - طيب ما تطول لأنو في مرضى كتير ..
    شعبان يجول بنظره في أرجاء العيادة الخالية الا من الذباب ..
    - حاضر ولا يهمك مش مطول ..
    وبالداخل مرت لحظات وشعبان يحاول تذكير نعسان به ..
    - أنا شعبان .. ابن زكية .. يا راجل لما كنا قاعدين في الكرسي الأخير أنا وانت ..
    ونعسان لا يبدو عليه التذكر ..
    فقال شعبان :
    - ناسي لما مسكك الأستاذ وانت بتسبرس في الحمام ومدك بالفلكة قدام كل المدرسة ..
    مين وقف معك موقف رجولي غيري ..
    خلاص نسيتني ..لما كنا ننط سوا من فوق السور ونروح عالبحر في عز الشتاء..
    وهكذا تذكر نعسان ، وأخذ شعبان في أحضانه وهو يتذكر أيام الطفولة السعيدة ..
    ساعات مرت ، والذكريات تتوارد بينهما .. يتذكران هذا الموقف أو تلك العلقة ..
    حتى قال شعبان فجأة ..
    - فماذا حدث لصديقنا سامر ..
    قال نعسان ..
    - أصبح دكتور متخصص في المسالك ، وهو زميلي في مستشفى الشفاء ..
    - ما شاء الله .. ربنا يوفقه .. بيستاهل .. رغم انو كان أجبن واحد بالصف ..
    طيب بيداوم ولا مضرب هو التاني ..
    نعسان :
    - احنا الاثنين مضربين .. ما بنقدر نضيع الراتب وهيو هيك هيك جاي واحنا نايمين ..
    شعبان :
    - بس هيك حرام يا زلمة ..
    نعسان :
    - انت مش قبل شوي حكيلي انك قاعد وبتقبض انت التاني ..
    شعبان :
    - أيوة بس أنا غير .. أنا ما كان بايدي حياة ناس مثل اللي بايدكم انتم .. أرواح كاملة ممكن تموت عشان خاطر نومكم ببيوتكم ..
    نعسان :
    - يا راجل انسى .. اللي يموت الله لا يرده ..
    شعبان وقد بدأ يفكر وعلامات الجدية المضحكة ترتسم على ملامحه ..
    - شو رأيك نعمل هالفيلم في الدكتور سامر ..
    - فيلم شو ..
    مال عليه شعبان يهمس في أذنه وكأنه يوجد غيرهما في الغرفة ..
    وبدأ نعسان يقهقه بصوت عال وقد أبدى اعجابه بالفكرة ..
    وان هي ثوان الا ورفعا سماعة الهاتف ضاربين رقم الدكتور سامر
    سامر : ألو
    شعبان : مرحبا
    سامر : أهلين
    شعبان : معك الأمن الداخلي .. انت الدكتور سامر
    سامر وقد بدا الخوف يتسلل الى صوته : نعم مظبوط
    شعبان : انت ليش ما بتداوم يا دكتور
    سامر : والله ما هو ذنبي .. اقسم بالله انو غصبن عني .. هددوني في رام الله
    أبوس ايديكم ما تعملولي اشي ، والله غير من الصبح أداوم ..
    شعبان وهو يقهقه :
    - البس يا ابن رشيدة ... معك عمك شعبان ..
    وأخذ يقهقه بصوت عال وأعطى السماعة لنعسان ليسمع سامر المقهور المزيد من الضحكات ...
    أقفل نعسان السماعة وهو لا يكاد يتمالك نفسه من الضحك ..
    - شايف هالجبان .. فعلاً طلع مرة ..
    سماعة الهاتف ترن
    نعسان : آلو ..
    المتحدث : مرحبا
    نعسان : مرحبتين
    المتحدث : بنحكي معك من الأمن الداخلي ..
    نعسان وهو يضحك : العب غيرها يا سامر ..
    المتحدث : بكفي مسخرة بحكيلك معك الأمن الداخلي .. انت ليش ما بتداومش .
    نعسان : أنا حر ، الك عندي .. أنا ابن فتح وحضلي طول عمري فتح .. أعلى ما في خيلكم اركبوه ..
    وطفق يغني .. أنا ابن فتح ما هتفت لغيرها .. وشعبان يدندن من وراءه ..
    المتحدث : جيب الشرطة ستجده امامك بعد دقيقة واحدة من الآن .. ولسوف نرى في المركز أي خيل نستطيع ركوبه يا صاح ..
    قالها وسرينة الشرطة تدوي وتقترب من العيادة .. ووجه نعسان أصبح ألف لون ..
    شعبان وهو يخرج مسرعاً :
    - سلام يا صاحبي ..
    أنا ما بعرفك .. وانسى انك شفتني ..
    وخرج مسرعاً وهو يدندن

    *****

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. بشرى/ يوميات شعبان في رمضان
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 01-07-2014, 11:11 PM
  2. يوميات فقير طحن ( 3 ) محمد محمود محمد شعبان ...حمادة الشاعر
    بواسطة محمد محمود محمد شعبان في المنتدى الأَدَبُ السَّاخِرُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 30-05-2012, 11:10 PM
  3. يوميات صائم في رمضان
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى مُنْتدَى رَمَضَان والحَجِّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-08-2010, 04:23 PM
  4. الاثنين هو المتتم لعدة شعبان . والثلاثاء غرّة رمضان ان شاء الله
    بواسطة د.أحمد الناعم في المنتدى مُنْتدَى رَمَضَان والحَجِّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 31-08-2008, 08:56 PM
  5. ** يوميات مؤمن في شهر رمضان **
    بواسطة نادية بوغرارة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 23-09-2007, 10:23 PM