حظّي سواد مذ ولدتُ
شعر: يوسف أحمد- فلسطين- 21/9/2008
( أتشرف بإهداء هذا النص إلى أستاذي الحبيب عطا الطل اعترافا بجميل أسبغه علي مذ علمني في الصف الثاني الإعدادي أبجديات اللغة العربية)
------
وأراك تسأل عن هواي
وأنت تعلم أنني
من كوكب المريخ راجع
ما سامني بشر هناك
وما تلفَّتَ نحو وجهي
في المزاد الحرِّ
قانعْ
فلقد حسبت بأن عقلي
شارةٌ لتميزي
عن كلّ جنسي
إذ صعدت
ورحت أسبق
كلّ من حجزوا هواء الأرض
واستعلوا
لأحجز ها هناك وكالة
لأبيع موجات الهواء
فما وجدت ظلال
بائع
وسعيت أحجز لي قناة
في الفضائيات
أو في النت دهرا
غير أني
لم تطاوعني المواقع
وأردتُ تصديرَ الطحينِ
وقلت: أصبحُ
في عداد القابضين على الوكالة والغنى
في ساعتين
فأغلقت دوني المطاحنُ والمزارعْ
حتى معامل شبسهم
لم تعترف لي بالبطاطا والزيوت
ونابذتني
واستبدت بالمصانع
وطفقت أسأل عن مرابع للشياه
فأنكرت غنمي وأهلي
كلُّ هاتيك المرابعْ
وجنحت حينا كي أقاول
فابتنيت خريطة للحلم ملأى
بالمدارس والشوارع
قدمت مشروعي الكبير
بخير سعر ممكن لكنهم
أرسوا العطاء
على مقاولهم جهارا
فانكفأت
كأنني للهمّ بالعْ
هذا أنا
أمشي على رأسي إلى بلدي
المحاصر مثل أقمار الكواكب
بالتوابعْ
عطفتْ عليّ عشيرتي
واستنبطت لي بئر نفط
في فناء البيت سرّا
فاشتعلتُ بنار نفطي
حين دكّتني المدافعْ
فعزمت أن أحيا كغيري
تاجرا حرّا صغيرا
فانصدمت بشرّ حال
فالدكاكين الصغيرة
داهمتها كلّ أصناف الرقابة
والضرائب
والجمارك
والمجامع
ومشيت بين الناس شحّاذا
ألملم ما استفاض
وزاد
عن دنيا القصور
أو الجوامعْ
فاستوقفتني شرطة الآداب
حتى ضجّ
بل واحتجّ
إذ طال انتظاري
في النَّظَارة
كلّ جرذان "البوالع"
وأراك تسأل جاهدا
إن كان دوري في الوظيفة قد دنا ؟
لم عدتَ تنبش في المواجع ؟
حظّي سواد مذ ولدتُ
وليس تسعفني الطوالعْ
فأنا رسبتُ في الامتحان
وليس لي في الدور شافعْ
وشهادتي
ومعّدلي الممتاز
صارا ريشةً
حطّت بفوهة الزوابع
فاشهد بأني سوف أنقع
في المياه شهادتي العليا وآمالي
وأشرب
ما أنا بالكفّ ناقع.