صياغة قاصرة ..
أحبكَ لاعِلمَ لي كيف أهواكَ سرمدا ..
كيف أغيب في نجواك
كيف أشتاقكَ العمر كله مذ بدا ..؟!
أحبكَ والأشواق حولي تغص بي
تسربلني ..
ويأخذني نفح التّخيل لما أناجيكَ كي ألقاكَ في وحي الوجود السرمدي ..
يارشفة النور في قلب الحياة الساجية ..
***
أحبكَ ..
لاعلم لي أنّى ..
وكيف ..
أصوغكَ الحب فتّاناً وبالليل أنورا ؟!
وكيف أُشربُكَ الشوق ريّاناً وبالروح مُزهراً أخضرا ؟!
وكيف قل لي – يانسمة السحر السّائل في عروق دَنّي -
كيف أنشر لكَ العتبى ليلكاتٍ هُيامَى فوق التوّجد تسرق النفح من كفّيكَ وجدا ؟!
كيف يانهنهة السهد في فَيِّ النهار أسامركَ الليل ..
والفجر باقٍ في مهج الملاقاة لم يبلغ اللّيلَى ..
ولم يرشف من رمق البدر بقية السحر في لقاك ؟!
وكيف لي أشرد فيك والإلهام عالق في مساءاتك المتشرنقة فيّ
أتعلق فيها وتتعلق بي ..
كالقناديل المسرجة البهية ؟!
***
أحبكَ ..
لاتسل عمّ وكيف ..
وفي ماذا ..؟!
قد جرى الودُّ بيننا نهماً يختال في راحة الكون بنا ..
يمزق عنا علائق الحزن العتيدة ..
ويمضي بنا نحو شوارع الحب الفسيحة ..
ومدن اللهفة حولنا تهتز ابتهالاً من إشاراتنا الحالمة العريقة ..!
يارحمة القطر الشّهي ..
وطلة الربيع المباغت ..
يابهاء الشمس في لهو الشتاء الشجي الشقي ..
أحبك والأنسام تخالط الأنسام خلف أوراق الغيب النقية العفوية ..
يانفثة البوح في عمق الشوق المعمّق فيّا ..
أنت لي رشفةٌ ..
وطربٌ ..
ووجيبٌ ..
وطيوبٌ ..
ورجفةٌ ..
وعزيفٌ رشيدُ
وأنت الخيال الماكر اللوذعي الحبيبُ
***
قل لي ..
كيف أسقيكَ الودّ محضاً رطيباً ..؟!
وكيف لي أُدنيهِ منكَ هائلاً وقشيبا ..؟!
كيف أبعثر الحسّ فيكَ يحتويك مَشرِقاً وغروبا ..؟!
يا أنت ياوحي الحياة الرشيقة في الحياة الرشيقة
ونهم الحياة اللذيذة في الحياة اللذيذة
كيف لي أن أرعاكَ ..
كيف أصافيك ..
كيف لي أكتبك وأنت اللغات
وأنت الشعور ..
وأنت القصيدة ؟!
***
كيف لي البوحُ حباً في حضرة الوجد
ياحضرة الوجدان ..
وأنت المسكوبُ حبّاً
الممطور شوقاً
المرفّه شعلةً وبريقا ..؟!
***
ألمي الغائر فيكَ يختال مرحاً كلما غار فيكَ اختيالا ..
ونزفي المشقوق نزفا يصمت فيكَ تحية ومحبة وجلالا ..!
يا أيها المعجون بيّ ..
أهديكَ من روحي خليطاً
مزاجه أنتَ وتسنيمهُ روحكَ
عساني بذلك أستطيع أحبكَ
فلقد عجزت كيف لي أن أحبكَ
وكيف لي أن أشتاقكَ
وكيف لي أن أشاطركَ البوح كي نحلق فوق الدنى الفانية
وأن أشاطركَ الجنون والثرثرة ..
والرموز والشعوذة ..!
وكل الكلام الباقي في جعبتنا الشهية الشاعرة
ونهرب بالحب ..
وبالشوق ..
وبالوحدة ..
وبالسكنى ..
وبالبوح الشفيف ..
بعيداً عن أعين الورى الحاقدة .
..............
25 رمضان 1429هـ