تغزو لحظات التمرد فكر الإنسان و أعماقه..فتعتريه أحاسيس متناقضة و غريبة لا عبرة فيها أحيانا.. و قد تحمل مع ذلك كل العبر إذا ما فكت رموزها بطريقة معكوسة..
يستيقظ الإنسان لصباح جديد..كله توق للانعتاق من ليل دام مخاضه الكثير من الآهات و التوجعات ..فقط يريد هذا الإنسان أن ينفلت من عتمة الليل القاسي.. لكي يقضم الصباح الجديد بشهية و نشاط..تتلبسه اللذة في البدء من جديد مع أول اشراقة..لكن مع أول خيط الصباح تصيح كوابيس الليل من إذن لك بالمرور؟ بالانعتاق؟.. يصرخ الإنسان.. يلعن.. يتوسل ويضيع ..و لا من يغيث.. فقد ارتدى الليل رداء الصمم من يوم بدء التكوين..لا مفر إذن..يظل حبيسا يتنفس الآه و العتب..ينتشي الفرج القريب في الحلم و الخيال فقط..يذعن لكل بصيص أمل.. لكنه مع ذلك يظل حزينا.. تلجمه الغصة الكاسحة فوق صدره.. كل أعضائه توجعه..ضربات قلبه تعدو عدوا لا مباليا.. دورته الدموية غيرت لون الكريات فقد تداخل الأحمر و الأبيض فيها..عاد الوجع من جديد قويا طاغيا جبارا.. عاد الألم يكتسي منطقة الحنجرة.. يرفض الصوت أن ينفجر.. أن يندفع... لا مفر... قطع اللسان و انعدم الماء.. بياض واضح و جفاف مريب..الشفتان تتلفظان بآخر كلمة في أول انفراج.. في أول انشراح كفى.... كفى كدرا..أشم رائحة الجنة..
ندى يزوغ
المغرب