أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: إليــــه.. مع التحية.

  1. #1
    الصورة الرمزية أبا القاسم قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    المشاركات : 4
    المواضيع : 2
    الردود : 4
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي إليــــه.. مع التحية.

    ظلام يلف الدنيا... كل الشموس المتطفلة الكاذبة لم تقو على البقاء ساطعة،بان خداعها و ذهب بريقها و ما عادت تضيء قلوبنا المظلمة شموس ذابت في سديم الكون و راحت أدراج الرياح، لن يذكرها التاريخ إلا في مزابله و لن تتشرف بالتوقيع في دفتر النجوم الزاهرة..
    وحدها شمسك بقيت موهجة تنير لي طريق الحياة.. وحدك كنت الرفيق في ظلم العتمة و متاهات الليالي المظلمات. وحدك...نعم وحدك وهبتني سر البقاء و منحتني من فيض أنوارك أسرارَك الكثار، كنت تقول لي إن قلبي لن يتحمل أكثر من ذلك... و كنت أنا أقول لك هل من مزيد... قلبي الصغير المنطفئ عاد أكثر إشراقا بك، و صار يجد للفرحة طريقا و للبهاءات سبلا كثيرات ..كنت قبلك موحشا مقفرا خاليا من وهج الحياة و نور الجباه الذي يملكه الآخرون..و في عز التقلبات و التوهان... وجدتك في طريقي منارة سطع نجمها و شامة حسن عند الناس ذكرها..تبعتك و تقصيت أخبارك و رحت أستمد منك في مناماتي قوت يومي و كلمات الإصطبار و الاستمرار..تأتيني كل مساء..تربت على كتفي و تتمنى لي ليلة سعيدة، و كنت أنا أفرح بقدومك و أنام بملء راحتي و أراك في منامي تلبس جبة بيضاء زاهية.. كنت تنظر لي بعين الكريم و كنت تقول لي أن الطريق أمامي سينفتح و سأجد في دنياي الخير الذي كنت أبحث عنه..يذكر أصدقائي مغامراتهم مع بنات حواء و ما تمكنوا من انجازه رفقتهن...و أنا اذكرك عندهم فتصيب وجههم الصفرة و يستغربون...نعم أنا لست مثلهم...أنا كنت افضل منهم... هم بحثوا عن الجسد و أنا بحثت عن الروح..هم وجدوا و أنا وجدت،و شتان بيني و بينهم.
    كان قلبي ينخلع من مكانه و تصيبه الرجفة حين أقرأ كلامك، كان كلامك يفعل فيَ فعل السحر في المسحور، لم أكن أعلم أن هذا البيان الذي يسحر الإنسان يمكن أن يتحكم في جسده فيجعله يتراقص و يهتز طربا لأحرفك المتنورات...لم أكن لأتحكم في هذا الجسد و أنا في قاعة الدرس..أهتز بمجرد تذكري لحكمك البليغات .. يستغرب زميل لي بجانبي و يقول: هل مسك طائف من الجن يا رفيق؟
    ترى هل مسني طائف من الجن؟؟؟
    لا أبدا لم يمسني جن و لا هم يحزنون، و إنما هي أعضاء جسدي و أطرافه و خلاياه و جزيئاته و ذراته حنت إلى مقالتك و اشتاقتك إلى لباقتك فجعلت تضطرب و تغلي مثل مدمن على مخدر لا يملك أعصابه إلا بعد أن يسري الخدر في عروقه الفانيات.
    كنت أحتاج أن أملأ عيني بك و أْسمع أذني كلامك و أحاديثك الرائعات...كنت أمني يدي بأنها سوف تصافحك و رجلي بأنها حتما سترافق رجلك إلى حيث يعلم الله..
    كنت أرغب أن أبقى معك على طول الخط و على عرضِ المسافات الطويلات..
    كنت أريد لهذه الروح التي عقلت بك ذات قراءة لما كنت قد كتبته في إحدى المنتديات أن تقابل روحك و تنهل منها ما لا ينضب من زاد الحياة..
    كنت أريد أن أرقى بسلم يعلو الأرض حتى أتجول فوقها و ألمح منبع هذا النور الذي خط بضغطات *كليك* على أيقونات لوحة مفاتيح حاسوبه جمل الوفاء و كلمات البهاء و حروف الهناء و كل ضغطة كانت بحرف و كل حرف بنقطة ماء بارد حلو سائغ للشاربين
    هل يا ترى هذا الذي أخطه ينفع أن يبقى مكتوبا على بساطته و علاته؟هل يا ترى ما أكتب من كلام سيبلغك أني فعلا قد اشتقت لك.. حتى وإن لم تعرفني و إن لم ترني؟أنا ما عدت أدري أو أعي شيئا مما حصل و يحصل و يكفيني من الحياة أني وجدتك فيها، فمتى أراك و متى أسلم عليك و متى تأتي الليلة التي سأغني فيها مع تلك التي غنت ذات يومأغدا ألقاك؟؟؟؟أغدا ألقاك؟؟؟؟أ غـــــدا ألقـــــاك؟؟؟؟؟؟؟؟
    و جاء الغد و لم ألقاك.. رحت أبقش في صندوق يحوي رسائلي و رسائلك..أشواقي و أوراقك..كنت أعود لنصوصك كل مساء..أقرؤها و أعيد قرائتها .. ليس بالعين فقط و إنما بالعقل و القلب أيضا..نعم ..نعم.. لقد جعلت منها قوتا أستمد منه الطاقة و أقتات على حروفه و معانيه..كيف لا أعتاش منها و هي مكتوبة بخط يدك و بقلمك و على أوراق ارتوت من عرق يدك الطاهرة الحنون..تلك اليد التي تمنيت لو أني صافحتها وقبلتها... و تلك اليد التي كنت أتخيلك مرارا تمررها على رأسي و تربت بها على كتفي و تمسح بها عني عرق الجهد في الجبين و دموع العين على الخدين....و كيف لا أرتوي بها و هي كقطرة الماء تبلل جاف النبت وكقطرة الدم تضخ في القلب لتبعث في الجسد الحياة... و كيف لا و هي تستنفر في جسدي كل جزيئة و خلية فأعلم أنني ما زلت حيا...و مضت علي ليال كأنها السنون، و مرت مدة طويلة تركتني فيها منعزلا، أواجه وحدي تصاريف الدهر و مشاكل الزمن الكثيرات، كنت أقول أنك قد تظهر في كل لحظة تحمل عني هذا الحمل الذي يثقل يوما عن يوم، و كنت أقول في نفسي أنك لا بد قادم، و لا بد أن ينتهي انقطاعك الذي جاء مفاجئا و دون سابق إنذار، كنت أعدك في صيفي لتنفعني في شتائي فلم تأت لا في الشتاء و لا في الصيف، لا تقل لي أني كنت أبني الوهم و أصنع الخرافة، و لا تقل لي أنك فعلا لن تعود...قطعت علي موارد النور و حجبت عن عيني ضوء الشمس الذي به أهتدي في الطريق، صرت كالموت أخبط خبط عشواء، لا أعرف ليلا و لا نهارا و لا أعرف كيف سأقدر أن استمر حيا في ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تواطأت معك بشكل رهيب....كانت ليالي تمر كما الاختناق، مملة رتيبة، طويلة كئيبة، لا حلم بارد أهنأ به، و لا وسادة رطبة أضع عليها رأسي، و لا سرير مريحا أرمي عليه هذا الجسد الذي هده الرهق و أتعبه الزمن.كنت أريدك بجانبي تدفع عني غمزات الشياطين و همزات الحاسدين، كنت أرقب أن يسطع نجمك الذي لأجله فقط تجدني ما زلت على قيد الحياة، و لولا حبل الأمل الذي عقدته ببابي لكنت الآن ممن يسكنون القبور و يوزعون على أهلها تراتيل الحضور و فزعة السكن و وحشة المكان...تسألني أمي عن حالي ما الذي غيرها فأجيبها خوفا على كبدها من الالتياع أنني بخير... و أنا أقصد أنني لست بخير... أخشى عليها من قرحة في القلب هي التي تشكو من قرحة في المعدة.كنت أرقبك أن تأتي كما كنت تفعل من زمن و تقرأ علي بعضا من آيات القرآن الكريم و تذكر لي الرسول عليه السلام و نستمع معا لأذكار الذاكرين و أمداح المادحين، لكنك في كل ليلة كنت تخلف الموعد و لا تأتي.. حتى إذا انقضى الليل منيت نفسي بأمنية صغيرة و قلت لها اهدئي فغدا يعود...قلبك الذي كان يتلقى عني الصدمات ما عاد يقوم بواجبه و صدرك الذي بكيت عليه طويلا ما عاد دافئا كما كان... هل يا ترى انتهت مدة صلاحيتك و لم تعد صالحا لشيء، هل يا ترى تذكر أنك قد تركت خلفك من يحتاجك فعلا كاحتياج الرضيع لحليب أمه و كاحتياج النهار لضوء الشمس، هل يا ترى تذكر أن لك موعدا مع الزمن أخلفته و خذلت من كان ينتظر،و ماذا عساني أكتب لك؟ دعوة لإحيائي أم وثيقة توقع عليها لتتسلم جثتي الهامدة.اليوم لجأت إلى صديق رفيق، و قلت له هل تعيرني حضنك أبكي عليه قليلا فقال لي: إنني أخجل أن أرى الدمع يسير على خدك، و لو طلبت غيرها لوجدتني من الملبين...يخنقني البكاء يا رفيق، يجعل في حلقي غصة فلا يصبح قادرا على الكلام... أفلا ترحم هذه الدمعات التي تنسكب شوقا لك و رغبة في مد حبل الوصال؟..

  2. #2
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    :
    ::
    متعب هذا النص بــ تفاصيله المتعبة..
    [ أبا القاسم ]
    وحرف ينبض بــ الكثير ..!
    نثر يرقي بالذائقة.

    سلمت ودمت بــ بذخ.
    لك خالص تقديري وتراتيل نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيورد

  3. #3
    الصورة الرمزية روميه فهد أديبة
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    الدولة : مارس
    المشاركات : 772
    المواضيع : 12
    الردود : 772
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    القناديل البشرية أو الشموس الصامتة،تقيم النفع أينما وقعت أقدامنا،تتغلب على ضعفنا
    بنا ، تغرس في النفس همة واستمراية معطاءة نحو الثقة والنجاح.

    الفاضل أبا القاسم ...

    حيــاك الله في الواحة ، سعدت بقراءة نصك الأول ، أنتظر القادم بحفاوة روح.

    دمتَ لمن تحب ..

    روميه
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    كنت تقول لي..خطاب لذكر ..حيث لايمكن التخفي ..إن كنت ذكر فالمخاطب أنثى ..خطأفني ..
    واشتاقتك ..راجع الكلمة ..
    وجاء الغد و لم ألق/ا/ك..الجزم يحذف حرف العلة ..
    هل //بقش /كلمة فصيحة ..؟؟ أفدنا ؟؟
    وأعيد قرائتها..مفعول به ..الهمزة مفتوحة على السطر..قراءتها ..
    أقل ما يقال عنها ..إطناب في النثر الفني ..
    المضمون يتحدث عن جنسين ..وقد ذكرت / بتشديد التاء ..المخاطب ..
    لغة قوية تعد بإبداعات راقية جميلة ..
    نسيج محكم ..والقصة تعالج موقف الانشغال ..الذي يعني التعلق إلى لارجعة ..وفكرة الوصال ..التي يصلح بها المآل ..
    هناك نقص في الفواصل ..التي تريح القارئ ..وترتب المحتويات بصورها في باطنه ..
    لايخلو المنتوج من أخطاء ..
    أنت قلم واعد ..ستكتب الأفضل ..
    دمت بخير ..

  5. #5
    الصورة الرمزية أبا القاسم قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    المشاركات : 4
    المواضيع : 2
    الردود : 4
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة
    كنت تقول لي..خطاب لذكر ..حيث لايمكن التخفي ..إن كنت ذكر فالمخاطب أنثى ..خطأفني ..
    ..
    أهلا وسهلا..
    المرسل ذكر والمرسل اليه ذكر.. ولهذا السبب تصيب الصفرة وجه اصدقاء المرسل... ويستغربون.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة
    واشتاقتك ..راجع الكلمة ..
    وجاء الغد و لم ألق/ا/ك..الجزم يحذف حرف العلة ..
    هل //بقش /كلمة فصيحة ..؟؟ أفدنا ؟؟
    وأعيد قرائتها..مفعول به ..الهمزة مفتوحة على السطر..قراءتها ..
    ..
    واشتاقتك = واشتاقت (بعد المراجعة).
    ولم ألقاك = (بعد التصحيح) ولم ألقك (للقاعدة النحوية التي ذكرت).
    بقش = قد تكون وقد لا تكون (لم أقف على مادة ب ق ش).
    قرائتها = قراءتها (بعد التصحيح).
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة
    أقل ما يقال عنها ..إطناب في النثر الفني ..
    المضمون يتحدث عن جنسين ..وقد ذكرت / بتشديد التاء ..المخاطب ..
    ..
    المضمون يتحدث عن جنس واحد هو الذكر، تخيل ان المتحدث هو المريد والمخاطب هو الشيخ.
    الشيخ والمريد...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة
    لغة قوية تعد بإبداعات راقية جميلة ..
    نسيج محكم ..والقصة تعالج موقف الانشغال ..الذي يعني التعلق إلى لارجعة ..وفكرة الوصال ..التي يصلح بها المآل ..
    ..
    شكرا لك..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة
    هناك نقص في الفواصل ..التي تريح القارئ ..وترتب المحتويات بصورها في باطنه ..
    لايخلو المنتوج من أخطاء ..
    دمت بخير ..
    صحيح.. نقص فظيع في الفواصل وكأنني كتبتها لأقرأها لوحدي.. عذرا...
    بخصوص الأخطاء: هل هي الأخطاء التي ذكرتها أعلاه أم إن هناك أخطاء أخرى؟
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة
    أنت قلم واعد ..ستكتب الأفضل ..
    دمت بخير ..
    وأنت انسان مقتدر...
    أعجبني تركيزك ونقدك الذي جاء في الصميم..
    أنا أتعلم منك...
    دمت بألف ود
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية أبا القاسم قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    المشاركات : 4
    المواضيع : 2
    الردود : 4
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبا القاسم مشاهدة المشاركة
    النص بعد التنقيح:
    ظلام يلف الدنيا.
    كل الشموس المتطفلة الكاذبة لم تقو على البقاء ساطعة، بان خداعها وذهب بريقها وما عادت تضيء قلوبنا المظلمة. شموس ذابت في سديم الكون و راحت أدراج الرياح، لن يذكرها التاريخ إلا في مزابله ولن تتشرف بالتوقيع في دفتر النجوم الزاهرة..
    وحدها شمسك بقيت موهجة تنير لي طريق الحياة، وحدك كنت الرفيق في ظلم العتمة و متاهات الليالي المظلمات. وحدك، نعم وحدك.
    وهبتني سر البقاء و منحتني من فيض أنوارك أسرارَك الكثار، كنت تقول لي إن قلبي لن يتحمل أكثر من ذلك، و كنت أنا أقول لك هل من مزيد.
    قلبي الصغير المنطفئ عاد أكثر إشراقا بك، و صار يجد للفرحة طريقا و للبهاءات سبلا كثيرات. كنت قبلك موحشا مقفرا خاليا من وهج الحياة و نور الجباه الذي يملكه الآخرون، و في عز التقلبات و التوهان، وجدتك في طريقي منارة سطع نجمها و شامة حسن عند الناس ذكرها.
    تبعتك و تقصيت أخبارك، ورحت أستمد منك في مناماتي قوت يومي و كلمات الإصطبار و الاستمرار.
    تأتيني كل مساء، تربت على كتفي و تتمنى لي ليلة سعيدة. و كنت أنا أفرح بقدومك و أنام بملء راحتي وأراك في منامي تلبس جبة بيضاء زاهية.
    كنت تنظر لي بعين الكريم، و كنت تقول لي أن الطريق أمامي سينفتح و سأجد في دنياي الخير الذي كنت أبحث عنه.
    يذكر أصدقائي مغامراتهم مع بنات حواء و ما تمكنوا من انجازه رفقتهن.
    و أنا اذكرك عندهم فتصيب وجههم الصفرة و يستغربون. نعم، أنا لست مثلهم، أنا كنت افضل منهم، هم بحثوا عن الجسد و أنا بحثت عن الروح. هم وجدوا و أنا وجدت،و شتان بيني و بينهم.
    كان قلبي ينخلع من مكانه و تصيبه الرجفة حين أقرأ كلامك، كان كلامك يفعل فيَ فعل السحر في المسحور. لم أكن أعلم أن هذا البيان الذي يسحر الإنسان يمكن أن يتحكم في جسده فيجعله يتراقص و يهتز طربا لأحرفك المتنورات.
    لم أكن لأتحكم في هذا الجسد وأنا في قاعة الدرس،أهتز بمجرد تذكري لحكمك البليغات.
    يستغرب زميل لي بجانبي و يقول: هل مسك طائف من الجن يا رفيق؟
    ترى هل مسني طائف من الجن؟؟؟
    لا أبدا لم يمسني جن و لا هم يحزنون، و إنما هي أعضاء جسدي و أطرافه و خلاياه و جزيئاته و ذراته حنت إلى مقالتك و اشتاقت إلى لباقتك فجعلت تضطرب و تغلي مثل مدمن على مخدر لا يملك أعصابه إلا بعد أن يسري الخدر في عروقه الفانيات.
    كنت أحتاج أن أملأ عيني بك و أْسمع أذني كلامك و أحاديثك الرائعات.
    كنت أمني يدي بأنها سوف تصافحك ورجلي بأنها حتما سترافق رجلك إلى حيث يعلم الله.
    كنت أرغب أن أبقى معك على طول الخط وعلى عرضِ المسافات الطويلات.
    كنت أريد لهذه الروح التي عقلت بك ذات قراءة لما كنت قد كتبته في إحدى المنتديات أن تقابل روحك وتنهل منها ما لا ينضب من زاد الحياة..
    كنت أريد أن أرقى بسلم يعلو الأرض حتى أتجول فوقها وألمح منبع هذا النور الذي خط بضغطات *كليك* على أيقونات لوحة مفاتيح حاسوبه جمل الوفاء وكلمات البهاء وحروف الهناء.
    وكل ضغطة كانت بحرف، وكل حرف بنقطة ماء بارد حلو سائغ للشاربين.
    هل يا ترى هذا الذي أخطه ينفع أن يبقى مكتوبا على بساطته و علاته؟ هل يا ترى ما أكتب من كلام سيبلغك أني فعلا قد اشتقت لك؟ حتى وإن لم تعرفني و إن لم ترني.
    أنا ما عدت أدري أو أعي شيئا مما حصل و يحصل. و يكفيني من الحياة أني وجدتك فيها.
    فمتى أراك و متى أسلم عليك و متى تأتي الليلة التي سأغني فيها مع تلك التي غنت ذات يوم:
    أغدا ألقاك؟؟؟؟أغدا ألقاك؟؟؟؟أ غـــــدا ألقـــــاك؟؟؟؟؟؟؟؟
    و جاء الغد و لم ألقك..
    رحت أبقش/ افتش في صندوق يحوي رسائلي و رسائلك، أشواقي و أوراقك.
    كنت أعود لنصوصك كل مساء.
    أقرؤها و أعيد قرائتها. ليس بالعين فقط و إنما بالعقل و القلب أيضا.
    نعم ..نعم.. لقد جعلت منها قوتا أستمد منه الطاقة و أقتات على حروفه و معانيه. وكيف لا أعتاش منها و هي مكتوبة بخط يدك و بقلمك وعلى أوراق ارتوت من عرق يدك الطاهرة الحنون. تلك اليد التي تمنيت لو أني صافحتها وقبلتها، و تلك اليد التي كنت أتخيلك مرارا تمررها على رأسي و تربت بها على كتفي و تمسح بها عني عرق الجهد في الجبين و دموع العين على الخدين.
    و كيف لا أرتوي بها و هي كقطرة الماء تبلل جاف النبت وكقطرة الدم تضخ في القلب لتبعث في الجسد الحياة؟
    و كيف لا و هي تستنفر في جسدي كل جزيئة و خلية فأعلم أنني ما زلت حيا...
    ...و مضت علي ليال كأنها السنون، و مرت مدة طويلة تركتني فيها منعزلا، أواجه وحدي تصاريف الدهر و مشاكل الزمن الكثيرات. كنت أقول أنك قد تظهر في كل لحظة تحمل عني هذا الحمل الذي يثقل يوما عن يوم. و كنت أقول في نفسي أنك لا بد قادم، و لا بد أن ينتهي انقطاعك الذي جاء مفاجئا و دون سابق إنذار.
    كنت أعدك في صيفي لتنفعني في شتائي فلم تأت لا في الشتاء و لا في الصيف.
    لا تقل لي أني كنت أبني الوهم و أصنع الخرافة. و لا تقل لي أنك فعلا لن تعود.
    ...قطعت علي موارد النور و حجبت عن عيني ضوء الشمس الذي به أهتدي في الطريق. صرت كالموت أخبط خبط عشواء، لا أعرف ليلا و لا نهارا، و لا أعرف كيف سأقدر أن استمر حيا في ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تواطأت معك بشكل رهيب.
    ...كانت ليالي تمر كما الاختناق، مملة رتيبة، طويلة كئيبة، لا حلم بارد أهنأ به، و لا وسادة رطبة أضع عليها رأسي، و لا سرير مريحا أرمي عليه هذا الجسد الذي هده الرهق وأتعبه الزمن.
    كنت أريدك بجانبي تدفع عني غمزات الشياطين وهمزات الحاسدين. كنت أرقب أن يسطع نجمك الذي لأجله فقط تجدني ما زلت على قيد الحياة. و لولا حبل الأمل الذي عقدته ببابي لكنت الآن ممن يسكنون القبور ويوزعون على أهلها تراتيل الحضور و فزعة السكن و وحشة المكان.
    تسألني أمي عن حالي ما الذي غيرها؟ فأجيبها خوفا على كبدها من الالتياع أنني بخير، و أنا أقصد أنني لست بخير. أخشى عليها من قرحة في القلب هي التي تشكو من قرحة في المعدة.
    كنت أرقبك أن تأتي كما كنت تفعل من زمن و تقرأ علي بعضا من آيات القرآن الكريم و تذكر لي الرسول عليه السلام و نستمع معا لأذكار الذاكرين و أمداح المادحين، لكنك في كل ليلة كنت تخلف الموعد و لا تأتي. حتى إذا انقضى الليل منيت نفسي بأمنية صغيرة و قلت لها اهدئي فغدا يعود...
    قلبك الذي كان يتلقى عني الصدمات ما عاد يقوم بواجبه، و صدرك الذي بكيت عليه طويلا ما عاد دافئا كما كان...
    هل يا ترى انتهت مدة صلاحيتك و لم تعد صالحا لشيء؟ هل يا ترى تذكر أنك قد تركت خلفك من يحتاجك فعلا كاحتياج الرضيع لحليب أمه و كاحتياج النهار لضوء الشمس؟ هل يا ترى تذكر أن لك موعدا مع الزمن أخلفته و خذلت من كان ينتظر؟
    و ماذا عساني أكتب لك؟ دعوة لإحيائي أم وثيقة توقع عليها لتتسلم جثتي الهامدة؟
    اليوم لجأت إلى صديق رفيق، و قلت له هل تعيرني حضنك أبكي عليه قليلا، فقال لي: إنني أخجل أن أرى الدمع يسير على خدك، و لو طلبت غيرها لوجدتني من الملبين.
    يخنقني البكاء يا رفيق، يجعل في حلقي غصة فلا يصبح قادرا على الكلام.
    أفلا ترحم هذه الدمعات التي تنسكب شوقا لك و رغبة في مد حبل الوصال؟..
    والشكر موصول للاستاذ معروف محمد آل جلول.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    جميل هذا النص باسلوبه الخطابي ، والمشاعر النبيلة التي تضمنته ..
    رسالة جميلة لمن نجد الراحة معهم وعلى صدورهم ..
    هو قد وضع قدمك على بداية الطريق ، فأكمل الدرب دون خوف أو وجل ..
    رما يعود وربما هناك ما أجبره على البعد لكن يبقى لديك علم علمك إياه فانتفع وانفع به .

    مرحبا في واحة الخير ..


    تحيتي .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

المواضيع المتشابهه

  1. مَوْعُدٌ مَعَ السَّحابْ
    بواسطة عبدالملك الخديدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 28-10-2014, 10:27 AM
  2. معَ ابْنِ تيْميةَ في سجن القلعة..
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 12-12-2013, 01:23 PM
  3. إِلَى حَازِمِ غَزَّةَ مَعَ التَّحِيَّة
    بواسطة سالم العلوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 14-06-2010, 11:16 PM
  4. تقرير حول أُمسية أشبال ملتقى رابطة الواحة الثقافية معَ التسجيل
    بواسطة نزار الكعبي النجفي في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 19-03-2006, 09:40 AM