المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف أحمد
حبيبتي
شعر: يوسف أحمد- فلسطين
16/10/2008
/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\
عشقتها
فأورقَ النباتُ
وزغردَ الدّحنونُ في صباحها
وغرّدتْ بلابلُ الهوى عزيزةً
وأزهرتْ في كفّيَ الدواةُ
عشقتُ بحرَ الحُبِّ في عيونها
ونورسَ الحنينِ في جفونها
فأينعتْ بخاطري الحزينِ
ذكرياتُ
بيني وبين أهلها الجبالُ والعِدا
ورعشةُ الصراخِ والصدى
بيني وبين قلبها الحنونِ
أمنياتُ
حبيبتي
يمتدّ في عروقها دمي
وفي عيونها حزني
الذي ضاقتْ به
الفلاةُ
عشقتها
مذ أذّنَ الصباحُ بابتداء مولدي
وسبّح الحسّونُ في رياضه
وأزهرتْ في روحيَ
الصلاةُ
صحراؤها الولودُ ثوبُ عِفّتي
وحرّها سكينتي
وبردُها الشديدُ
دفءُ راحتي
وصمتُها الوقورُ
أغنياتُ
ما بيننا
تشامخ الفراقُ
وأقفر العناقُ
ومد رأسَه بالشدّةِ
الوثاقُ
ما بيننا وجْدٌ وسُهْدٌ دائم
ما بيننا
لم تزهرِ العِدَاتُ
...
أنا أقيمُ في غدي
لأنّ حاضري الرهيبَ
في أصابعِ الذين يهدمونَ
كلَّ قيمةٍ ينمو بها
الجمالُ والعِظاتُ
أسندتُ ظهر حلميَ الجميلِ
للجبالِ والهوى ضحىً
لكنني
سقطتُ بالنبالِ حينما
ترجّل الرماةُ
حبيبتي
بها من الفردوسِ خيرُ دُرَّةٍ
يشدو لها
التُّقاة
ونبعةٌ
شرابها اللذيذ
للحياة في تسنيمِهِ
حياةُ
حبيبتي
للوحي في ظلالها ائتلاقُه
وفي رحابها خطى النبيّ أزهرتْ
فأقمرتْ سماؤها
وأسفرتْ صفاةُ
حبيبتي
لسحرها تبسمت قداسةُ الرؤى
وأشرقتْ بنورٍ وصلها
النفوسُ فازدهى التاريخُ
واطمأنّتِ الجهاتُ
حبيبتي
مدينةٌ تنام في ملابسِ الإحرامِ
والجلال والهدى تُقىً
مذ كانت الحياةُ
تغفو على عبادةٍ
تصحو على عبادةٍ
يطوف في رحابها الفؤادُ
خاشعا
وفي شعاب روحها
يُهللُ السُّعاةُ
لا تعجبوا
فمكةُ اخضرارُ حُلمنا
وغايةُ المنى
وموئلُ القلوبِ حينما
تسمو
ولا تشدّها
للطينِ مغرِياتُ
حبيبتي
سنلتقي
فالروح تسري دائما
من قبة البراق نحو كعبة الهوى هوى
وتَعْمُرُ اللسانَ تلبياتُ
حبيبتي
سنلتقي إن شاء رب الكونِ قبل أنْ تحينَ
يا حبيبتي
الوفاةُ