* سالم الفلاحات
حقاً لقد تمكنت امريكا من تحقيق الارهاب للعالم الاسلامي بتدمير افغانستان اولاً، وبالوقوف مع العدو الصهيوني ظالماً محتلاً جهاراً نهاراً..ولكن الهيبة الامريكية لم تتحقق.
وستواصل امريكا ارهابها طمعاً في تحقيق هيبتها بمزيد من الارهاب الرسمي الذي تمارسه او تباركه على حد سواء، وهكذا ستبقى كمن يشرب الماء المالح ليروي عطشه ولن يزيده الشرب الا ظمأ..وسيكون العرب اكثر المسلمين تضرراً وتجرعاً لكؤوس الذل والعار الامريكية.. وستواصل حكوماتهم الهروب الى الامام نحو الارهابي نفسه، تقف مع امريكا ضد شعوبها ومصالحها رغم التجارب المماثلة، والشقي كما يقول العرب انفسهم من وعظ بنفسه.
ويشتري الحكام العرب الوصفة الامريكية دون تردد او مراجعة، وهي الارهاب، ويمارسونها على شعوبهم بحرمانهم من حق التعبير وحتى التنظير والتفكير، وبمزيد من الاعتقالات والمحاكمات، ظانين انها ستكون شهادات حسن سلوك عند زعيمة الارهاب امريكا، هذا من جهة، ومن جهة اخرى لتحقيق الهيبة لهم على شعوبهم المقهورة كما تفعل امريكا تماماً.
وما علموا جميعاً ان الهيبة لن تتحقق بالارهاب، وبخاصة مع الامة الاسلامية، فالارهاب والطغيان لا يزيدها الا احتقاناً وتصميماً على التحرر، والهيبة تتحقق عندهم بالعدل والمنطق والحجة، والعفو عند المقدرة، وشرف الخصومة، وتعميم القيم العليا والمحافظة عليها، وترفع القوي عن ملاحقة الضعيف، واقالة عثرات الكرام.
ان القوي الذي يملك الهيبة او ينشدها هو الذي لا يستخدم القوة وان كان يحرص على امتلاكها، ولذا قال الله تعالي: «واعدوا لهم..» اما الضعيف منزوع الهيبة فهو الذي يفرط في استخدام القوة العسكرية لانه مهزوم وغيرواثق وخائف بسبب جرائمه وظلمه من كل من حوله، او هو الذي احرجته قوته المادية فطغى وتجاوز الحد بغير عقل وحكمة، مما يسرع في انهياره ولايحقق له الهيبة يقيناً.
ان امريكا مدعوة لوقفة مراجعة جادة لو انها تسمع فالعالم لا يستطيع ان يصبر على هذه الحالة الارهابية التي تمارسها زمناً طويلاً وعندها ستكون الكارثة العالمية والتي لن يفرح لها احد.
ان على امريكا ان تعيد النظر في مواقفها في العالم الاسلامي، وان تكف عن مناصرة البغي الصهيوني المستمر على هذه الامة منذ ما يقرب من قرن..
وانها مطالبة بأن ترفع يدها عن ابناء هذه الامة ليبنوا حضارتهم بقناعاتهم وتاريخهم وينهضوا بشعوبهم، وان تكف عن التحريض بين الشعوب والحكام، وان تنهج منهجاً آخر يوفر لها الأمن والهيبة التي تتباكى عليها.
انهامطالبة ان تحترم عقول الشعوب العربية والاسلامية، وان كانت قادرة على استمالة حكامهم حيناً من الدهر فلن يستطيعوا اقناع شعوبهم بما تريد امريكا الى الأبد.
واخيراً، فاسألوا الخليفة عمر بن الخطاب عن الهيبة، فهو الذي يعرف مصدرها ووسائل امتلاكها، وقد قال عنه اعداؤه: عدلت فأمنت فنمت.. والا فلا