أحاطوه كفراشات هائمة بألوان زهرة جميلة ...
على بساط حكاياه يعبرون الزمن ويعودون سنوات من القوة متعالين بأنه والدهم .
تلك بطولاته في معارك ثائرة .
أشلاء , قذائف , صواريخ . ما خاف ولا تولى .
هذا والدكم أيها الأنجاب ... ,
وكان وسامه الذي خرج به فقد إحدى يديه .
وذات الستة عشر ربيعاً .. إبنته الصغرى ــ إنتصار ــ تتطاول ...
يحملها الشموخ ... وتراقصها الخيلاء لفدائيته ,
عاشت معه الأحداث لحظة بلحظة ..
إستنشقت شذا بارود المعارك ...
وتعطرت بمسك دخان الدبابات والمدافع ....
كحلت عينيها صوره الفدائية ....
في اشتياق يتابع الحضور . تمر القذائف من جانبهم فينكمشون يحتمون به ..
انظروا تلك القنبلة يرميها هذا العدو الجبان ... يفتح لها صدره
ويلتف أبناؤه خلفه يفديهم وهم فرحون أنهم في عمق المعركة ...
إنبهرت العقول من هول الحكايا . وتمر السنون ...
ويلتف الجميع حوله مهنئين أول أفراحه .... يبتسم بعمق وهو يرى إبنته الكبرى في ثوب زفافها
ويجتمع زملاء المعارك يباركوا فرحه...
السرور يلف المكان .. والتبريكات تشعل الأضواء ..
تعالت أصوات الغناء ...
وإذا بصوت أحد أصدقاء المعارك يلتف حوله الأبناء في انشغال البطل بعرس إبنته البكر ..
لكن انتصار هوت حكايا الأبطال فجلست تاركة العرس والغناء ..
استمعت له وراحت تنصت شاخصة والدهشة تملؤها ...
عمي : أكنت مع والدي يوم أن فقد يده حينما أمسك بالقذيفة ليلقي بها على جنود العدو...
تبسم ...
أما زال يحكي تلك الحادثة ...
نعم كلنا يحفظها ..
نعم كنت معه ولكن هذا كان بعد المعارك ..
كيف ؟
وكانت الكلمة التي على إثرها انهارت وهوى معها كل شئ...
لقد فقد يده عندما حاول الإنتحار من أجل ..... عاهرة ؟
ليصمت الجميع ... وتُطْفِئ أنوار العُرس ... وتنتهي المعركة .....