لن تكوني لصديقي
شعر: يوسف أحمد- فلسطين28/10/2008إنني
---------
لا تُطيلي بُعدَك الصارخَ عنّي
ودعي البُعْدَ وهَمّهْ
ليس تَقْوينَ على الهجرِ
فَرِفْقا
كم شجاعٍ شدّ قوسا
فأطاح الحظُّ
سهمَه
ليس من طبعي التنائي
غير أني للحكيم الكهلِ حِكْمَةْ
فإذا أحببتِ كفّي
فزتِ من ثغري ببسمة
وإذا أحببت ضعفي
طرتِ في أفْقيَ نَسْمَةْ
وإذا أعرضتِ صَدّا
وركبتِ الرأسَ نَهْدا
وطويتِ البيدَ عني
وحسبتِ الهجرَ نعمة
لن تري دمعي هتونا
لن تري شعري حزينا
خاشعا يطلب رحمة
فأنا مذ كنت طفلا
كانت الأرض حذائي
ورضا نفسي سمائي
من جبيني تستمدّ الشمسُ عزّا
وترى قلبيَ حِرْزا
فاسمعي قولي ورُدّي:
هل سأحني رأسيَ الشامخَ يوما
في دياجٍ مدْلهمّة ؟
قد تظنين بأني لست كُفْئا
وبأني في زمان النفط والدولار ما ساويتُ شيئا
قد ترينَ الفارق الشاسع نقمةَ
كلّ أصحاب المعالي
في قصور من خيال
وأنا في جُبّ فقري
عاكف أمضغ عتمَة
أنتِ في الدنيا كدنيا
تعشقُ الوردَ وشمَّه
وترى الكونَ ونبضَ العيش
مزمارا ونغْمَة
وأنا كفّي لِفَأْسِي
تحفرُ الصخرَ
وتقتات مع الآلام
لحْمَهْ
قد تظنين بأني
عاشق باع إلى التجّار
في الأسواق صَومَهْ
وأتى بالمال مَهرا
كي يرى وجْهَكِ في مرآةِ حبّ
وجرى زهوا فضََمّه
قد تظنينَ ولكنْ
كل هذا محضُ حُلْمٍ
فادفني الآخرَ
في ثوبِ حرير
واقرئي في حضرةِ الموتِ على الأمواتِ
حُلمَهْ
طمئني ثغرَك أني
سوف أبقى في علائي
لابسا ثوبَ حيائي
وبأني لست عُذْريا وأني
أعشق الثغرَ ولثمَه
وأرى البانَ على البانِِ حياةً
إن أتاني كي أضمَّه
لستُ أجري دون وعي
خلف حبٍّ مستحيلٍ
غير أني مطمئنّ
أنّك الآن ستَسعينَ إليّا
تَقطعينَ الكونَ طيّا
وتقولين بأني
قد غدوتُ الآنَ نجمَهْ
واطمئني يا حياتي
كلُّ من هاجرْنَ صبحا
عن دياري
جئن يخطِبنَ ودادي
دون علمي
حينما أرخى سحابُ الليلِ
في الآفاق ظلمَةْ
لا تظني منطقَ الهجرِ سيُجدي
أنت لي من قبل أن أبلغَ مهدي
فاسلكي ما شئتِ من سهل وتلّ
وارفعي رأسَك من طين وذلَ
وامتطي في ركْبك القادم غَيْمة
لن تَحيدي عن طريقي
لن تكوني لصديقي
أنت لي قسمةُ ربّي
في يساري ومضيقي
كلّ ما في الأمر أني مُسْلمً
أُوْقِنُ أنّ الرزقَ يأتي
ليس يُنئيهِ عن المِعْدة ذنبي
فاطمئني يا حياتي
ستعودينَ إلى ثغري لأحيا
لستِ من حظّ سواهُ
فاطلبي الصفح وعودي
واكشفي السرّ لأهلِ الكونِ طُرّا
أنتِ لا تعصينَ أمرا
واهتفي في الناسِ جهرا :
ليس لي ثغر سواهُ
يا ناس
لُقْمَة