بين النظرية و التطبيق..

كان يلقي محاضراته أمام طلاب الجامعات بمهارة عالية و بفصاحة لسان نادرة..شارك في العديد من المناظرات و المؤتمرات التي تخدم المسيرة التعليمية بوطنه و خارجه ..و أسس نظريات كبيرة في علوم التربية و الديداكتيك..و لأنه يؤمن بأن التطبيق هو الابن البار للنظرية فقد استدعاه مدير إحدى المؤسسات التعليمية ليعطي درسا نموذجيا لمستوى السنة السادسة ابتدائي تطبيقا لنظرياته في فن إلقاء الدروس و تعويد التلاميذ على حسن الإصغاء...
دخل الفصل و ما لبث ينظر للعيون والأحجام الصغيرة التواقة للجديد والمتلألئة المشتاقة لشجب روتينها اليومي ..حتى وجد نفسه مترنحا و قد ابتلع جفاف الريق منه كل الكلمات ..التي كان قد قرر و برمج لإلقائها..دام الصمت و لم يدم صبر التلاميذ الذين بدؤوا يتهامسون..ثم ما انفكوا حتى استخلفوه و تحدثوا بدلا منه..إذ كان لا بد لأحد الأطراف أن ينفعل..صفروا و قهقهوا و تراشقوا بالكراسات ..صعق الأستاذ المحاضر ..و عند رجوعه للبيت أخرج من درج مكتبه بحثه الأخير حول ملازمة النظرية للتطبيق و وضعه في سلة المهملات..
ندى يزوغ
المغرب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بين النظرية والتطبيق، مسافة لا يمكن قياسها، هوة شاسعة وسحيقة

رائع قلمك في التقاطه لهذا الفرق، أظنها والله مشكلتنا نقول ما لا نفعل

نخط على الورق نظريات، وللأسف تبقى حبيسته لا نستطيع تطبيقها على أرض الواقع

إنها نظريات الورق، نتعب فيها فيستغلها غيرنا، ذاك الذي يمكنه تحقيقها واقعا ملموسا.

تحيتي لك أختي ومودتي.

ندى.....
نحن امام نص تربوي خالص ، فالديداكتيك ، باعتباره مصطلح اقترن بالتربية والتعليم يقدم نفسه لنا هنا ضمن ماهية الاشكال من حيث الكم الهائل من المشكلات التي تتبناه هذا المصطلح ، وباعتبار الانسان اداة الفعل في الوجود يتضح العلاقة بين التطبيق والنظري ، التفاتة جميلة منك.

محبتي
جوتيار

( بين النظرية والتطبيق) قصة جميلة تبين الفرق الشاسع
بين ما نقوله ونفعله
ولكن هل كانت نظريات استاذ الجامعة مناسبة لطلاب السادس الابتدائي ؟
أليس عجزه عن مواصلة المحاضرة دليلا على وجوب ان تكون النظريات متناسبة
مع السن والمستوى الدراسي ؟
دمت بخير اختي العزيزة