(وصلولي...!! بتعرف شو يعني وصلولي..!!) *
****
سنكتبُ كلّما نبْكي و نبكي كلّما نكتبْ و نسكبُ دمْعَ ما نحكي و نشربُ قدْرَ ما نسكبْ و نهلكُ فيكَ بعْدَكَ ..ما تغورُ الشمسُ أو تغربْ و ننشبُ في قوافينا غداةَ رثاكَ ما ننشبْ فلا تحزن (أبا عمّا رَ) ما اشتدّتْ و لا تغضبْ و كُنْ شمساً على نورٍ و كُنْ نوراً على كوكبْ إذا انقلبتْ قلوبُ القو مِ بين الفكرِ و المذهبْ وجدتَّ قلوبَنا ثبتتْ على ما شئتَ لم تُقلبْ تطيعُ الريحُ ثورتَنا و ترغبُ كلّ ما نرغبْ و تسجدُ تحت أرجلنا و ظهرُ شموخِها أحدبْ فلا تحزنْ (أبا عمّا رَ) ما اشتدّتْ و لا تغضبْ
إليكَ تسيرُ قافيتي
هوىً تمشي على رمْشي
إليكَ تطيرُ أخيلتي
إلى قمرٍ على عَرْشِ
إلى الأحلامِ أقطفُها
و أرصفُها
تشرّفُها خُطى قدميكَ
قافيتي تطيرُ إليكَ
بين النارِ و الأحزانِ
و الأحزانِ و النارِ
و قلبي شاحبُ الهّذَيانِ
في تخْريفِ إعصارِ
فكيفَ لحقلكَ المجنونِ
و المفتونِ في ذكراكَ..
بالوردِ الجريحِ,
و بالنسيمِ يدوخُ مُصْفَرّا
يُهيّجُ دمعةً حرّى
بأن ينساكَ..!!
هل ينساكَ..؟!
أنتَ الزعفرانُ الحُرّ,
زعترُ فجرهِ البلَديِّ,
لحنُ طفولةٍ أُخرى
تهيمُ على شذى الليمونِ
كيفَ لحقلكَ المجنونِ..كيفْ؟!
يجوسُ بِعُمْرِهِ عَبَثُ المناجلِ
في السنابلِ كلّ صَيْفْ!!
و كَيْفَ و أنتَ قافيتي القريبةُ
من بعيدِ الموتِ
حيثُ الصمْتُ تخدشُهُ رُتوشُ الصوْتِ
عفْتَ مراثيَ الأمواتِ في الأحياءِ؟!
أنتَ منارةُ البحرِ الفناءِ
الشاطئُ المفروشُ بالنجماتِ
و الصلواتِ و البسماتِ
ها جئناكَ من منفى الأسامي في الخرافةِ
نحملُ الحُلُمَ المُشقّقَ من مفازاتِ المسافةِ عنكَ
نحملُهُ إليكَ
لكي تُضمّدَهُ و ترفعَهُ و ترفعَنا على كتفيكَ
أهراماً تحاولُ شمسَ عزّتِها
و تحفظُ في أكنّتِها
تواريخاً من الماضي لتلقمَها فمَ الحاضرْ
على عينيكَ يا (ياسِرْ)
تشبُّ طلائعُ الآمالِ موجاً هادراً..
يجتاحُ أرضَ الشوكِ و المِلْحِ
تُهدهدُ جرحها الطاوي على جرحِ
و إنْ يطغى بها (شمشونُ) إن يطغى
و تلدغَ حيّةٌ في البيتِ أهلَ نعيمِها لَدْغا
و حاولَ بيننا الشيطانُ نزوةَ فرْقَةٍ نزْغا
فلنْ يَقْدِرْ
ستحرقُهُ زغاريدُ (البواريدِ)
و أظْفارُ الأناشيدِ..
ستنشبُ فيهِ ثأراً طامحاً أسمرْ
و لن يَقْدِرْ
_2_
على بالِ البيادرِ أنتَ
في بالِ العصافيرِ
و في بالِ الخيالاتِ الجراحاتِ
الجراحاتِ الخيالاتِ..
ازدهتْ في ثوبِ تحريرِ
تمرُّ بزمهريرِ الأرضِ صيفاً أسمراً
و تكسّرُ الثلْجَ العنيدَ عن البيارقِ,
و البنادقِ
ترفعُ الوجعَ الثقيلَ عن المآذنِ
عن صليبِ البرْدِ يزعقُ بالمشانقِ
أنتَ شرقيُّ العبارةِ من فُراتِ النّورِ
تكشطُ طلْسَمَ الديجورِ..
عن وَضَحِ الحَمامِ
سلامُ (أحمدَ)..
رفّ زيتونُ الكرامةِ بالسلامِ
سلامُ(عيسى)..
و الفدا من فديةِ الآلامِ
ألفُ قصيدةٍ ثكلى تحومُ على الضرامِ
و أنت سِرْبُ القمْحِ
من روحي إلى روحي تمرُّ
إلى ظلالِ اللهِ في الوطنِ المباركِ
ليلةَ الإسراءِ..
ليلةَ قدْرِنا قدَريّةِ الأبعادِ
ليلةَ قيلَ:يا أرضُ ابلعي أهلَ الضلالِ
و يا سماءُ تمدّدي فوقَ الظلالِ
لكِ الظلالُ ..و أسفَرتْ
ثمّ استقرّ الحُلْمُ و انتفتِ الرمالُ
إليكَ وحدكَ سادراً ..
في المشمشِ المهروسِ في شفَةِ الغروبِ
ترتّبُ الغيماتِ وفْقَ الكركراتِ
تُرتّبُ النسيانَ وفْقَ الذكرياتِ
و وفْقَ دحرجةِ الغيوبِ
في ذكراكَ هذا اليومَ
هذا الحُزْنَ..هذا الجَمْرَ
تحضرُني المقابرُ كلُّها..
صوراً ممزقةً على جدرانِ ذاكرةٍ سَفَتْها الريحُ
و اختصمت على أجراسِها الأشباحُ
و انكسرَ الأقاحُ من الترابِ المعدنيّ
و شابتِ الأرواحُ
و الأجراسُ هادئةٌ و صاخبةٌ
و باردةٌ كفوفُ الليلِ
حوْلَ نواحِها الغجريِّ
تحضرُني المقابرُ..لو تكلّمتِ المقابرُ
من علاظةِ صمتِها:
لا تسلموا للماءِ نارَكمُ العقيدةَ
و ابعثوا في الطينِ روحَ الدمّ,
روحَ الثأرِ
ثوروا و اغزلوا للفجر ريحَكمُ العتيدةَ
و ارفعوا عني الضّبابَ المَحْلَ
ينبتُ من رميمِ الليلِ صفصافُ
و لا تنجي من النيرانِ و الخسرانِ أعرافُ
_3_
مواويلٌ على الذكرى أزاميلُ
تفتّ الصخرَ
تطحنُ صلْبَهُ طحْنا
فلا كانوا و لا كنّا
و ما للحقّ تبديلُ
مواويلُ..مواويلٌ جنوبيّة
تسعّرُ في حناجرِنا مجانيقاً جنونيّة
إذا غلْناهمُ غيلوا
و فكّ اللغزَ تعليلُ
بعزمٍ من كلامِ الله مغزولُ!!
و كم نبكي..و كم نرثي ..
لدهرٍ خائنٍ يخطو على الأجداثِ..!!
لم تدروا بأنّ عزيمةَ المحراثِ ..
ما تفتضُّ عقْمَ الأرضِ,
تحفظُ رفْعَةً للعرضِ؟!
لا تبكوا و لا تَهِنوا
و عينُ الله ترعاكمْ
و (ياسرُ) في بنادقكم رصاصاتٍ
تشرذمُ من تحدّاكمْ
فمُدّوا الكفّ للكفّ
و شدّوا لُحمْةَ الصفِّ
إلى صُبْحٍ بلا تجريحْ
إلى مجدٍ نهوضيٍّ يردُّ كرامةَ المسفوحْ
و من سجعٍ جنوبيٍّ تشيعُ طلاقةٌ في الروحْ:
(و يا جبل الأخوّة ما يهزّكْ ريحْ)*
_______________________
*قالها الراحلُ لأحد مستشاريها عندما أحس بدنوّ الأجلْ.
*من أقواله المشهوره.