[light=000000]
الآن تصمت
الآن تأبى أن تحلق
سكن الجناح على جوانبكَ الضعيفة لا يصفق
عشرٌ تجالسُ يأسها بين الحطام
عشرون تهمس للجدار العاقر الابواب ظمأى ما تنام
خمسون لا شيئا رأت
غير الرماد وبعض أسمال الغمام
مئة تمر وأنتَ شيئا لن يعِّلق!
تلك المرايا في عيونِكَ هل ستنكر ما لها؟
وهي الأسيرة صبرها
فاقرأ كتابة عينها
حرف الدموع المستميتة في الرجاء
إن خنت أنتَ بمن ستحلم في المساء
وبمن تلوذ وتحتمي
تشكو لديه وتَسْكُبُ المطر البكاء
تُلْقي الظنون بحجرهِ
ترتاح بين يديه تنسى فيهما ذل الشقاء
لكنها تمسي وتصبح لا سماء ولا سقاء
يا أمُّ ما وقع الفتى
الجب خاوٍ من زمانٍ وانتهى
هو قد نسى
قد غرَّهُ الأمل الملون وارتدى
في الزيف أثواب الردى
ما ضلَّ نورك حين أمسى أسودا
هو في الدروب يبيع أمسك واشترى
بعض الرفات وصار عبدا للهوى
فكفاك من مرِّ الاسى
هو قد نسى
وهي الحزينة ما ترى
غير القميص وبعض رجعات الصدى
الريح تعبث في دماها والرمال
مثل الشموس الجائعات لهيبها يقتات من قلب الظلال
مثل النداء ومثل شيئٍ في عماها والمحال
مثل السؤال !
والآن تجلس في الظلام وتنتظر
هي لا تصدق ما يقال وتنتظر
الأعين الصماء تلهب بالدموع وبالنظر
جسد الطريق المحتضر
يجري الطريق بشوقها
ويمر عام بعد عام تنتظر
حتى انتهى صبر الطريق وما ظهر
حتى انتصر
سوط الحقيقة والزمان المستعر
مات الطريق على مشارف حزنها
ومحى رحيلُكَ منه وقعا فانكسر
والحزن يشهد ما تبقى من بقايا للحريق
الليل والأم الوحيدة والطريق
أتراك تدرك ما يقول القلب في لحظ المغيب
أتراك تعرف صمت الموت في روح تغيب
أتراك تبصر من تكون ؟
هي من تكون ؟
كانت تلملم جرحها بين الليالي والعيون
وتذوب دمعا في احتياج والسنون
الأرجل الموتى قبور العمر ربَّات الشجون
تحيا وتشرب من كؤوس دموعها
وهي الخمائل صوتها
تبقى تردد في السكون دعاءها
تبقى تضمّد للسماء نجومها
فلعلها
يوما يراوح صدرها
نور الصباح
يوما تعود لقلبها
حلما وتجني صبرها
قمح السماح
وهي الضريرة لن يعاود نورها
فهي السجينة قيدها
ذبلت لديك ولن تكون بروحها
غير الجراح
ماذا جنت ؟
يا ليتها ما أنجبت
لو أنها ما أرضعت
فأضمم جناحك لا تصفق
أياك يوما أن تحلق
والآن فاصمت
والآن فاصمت
الأندلسي
10 - 11 - 2003
اللوحة للرسامة الكورية "يونج سو"
[/light]