متى تعودين ؟
مر على فراقهما عامان فكتب إليها
///
عامان ِ...جرحان ِ في الأعماق ِ ما التأمـا
والبعـد ُ يشـعـل ُ فــي وجـدانـي َ الألـمـا
عامان ِ..ما افتـرت ْ النُعمـى.. ولا خفقـت
روح ٌ ..ولا السعـد ُ فـي أحداقنـا ارتسمـا
منـذ ُ ارتحـلـت ِ وهــذا الأفــق ُ أشـرعـة ٌ
من الأسـى ضـج ّ فيهـا الحـزن ُ وازدحّمـا
هــل تذكـريـن َ الليـالـي حـيـن تجمـعُـنـا
ونحـن ُ ننسـج ُ مــن أشواقـنـا حُلُـمـا ؟؟
نتيـه ُ فـي مـدن ِ الأحـلام ِ.. نبـحـر ُ فــي
مـشـاعــر ٍ مـوجُـهــا مــــازال مـلـتـطـمـا
وكـم ركضنـا إلـى الميـعـاد ِ فــي جــذل ٍ
والشوق ُ فـي خاطرينـا بالحنيـن ِ همـى
وكــم عزفـنـا لـحـون َ الصـمـت ِ أغـنـيـة ً
عذراء َ لم تبـق ِ فـي أذن ِ المـدى صممـا
أتـذكـريـن َ زمــــان َ الــوصــل ِ يُـمـطـرُنـا
حـبــا ً..ويـنـثــر ُ فــــي أيـامـنــا الـنـعـمـا
هنـا لعبـنـا ..هـنـا طـرنـا ..هـنـا رقـصـت ْ
أرواحُـنـا ..وهـنـا الـحــب ُ الـبــريء نـمــا
هـنــا شـكـونـا إلـــى الظـلـمـاء ِ غربـتـنـا
وحزنـنـا ..وشـكـونـا لـلـسـراب ِ ظـمــا !!
هـنــا بـكـيـنـا وجــفــت ْ كــــل ُ أمـنـيــة
هـنـا شـدونـا وسلسلـنـا الـهـوى نـغـمـا
يـا فتنـتـي ـوأنــا المقـتـول ُ مــن زمــن ٍـ
يـداك ِ مـن جـرح ِ قلـبـي تقـطـران ِ دمــا
ظلمتـنـي وظلـمـت ِ الذكـريـات ِ..وهـــل
من راحل ٍ في دروب ِ العشق ِ ما ظلما ؟
أنـا المسـافـر ُ فــي عينـيـك ِ مــا تعـبـت
مـراكـبـي وشـراعــي ـبـعــد ُ ـمـاهُـزمـا
أنـا الـذي صـاغ َ نـور َ الشمـس ِ أسـورة ً
علـى يديـك ِ التـي لوحـت ِ لــي بهـمـا !!
أنـا دفـنـت ُ الليـالـي فــي ضفـائـرك ِ ال
سـوداء ِ أسكنـت ُ فـي أطرافِهـا الظُلـمـا
فــرشــت ُ دربــــك ِ أحــلامــا ً مـنـضــرة ً
وقلـت ُ: يــا أنجـمـي كـونـي لـهـا خَـدمـا
وكـم عـزفـت ُ لــك ِ الأشــواق َ ملحـمـة ً
مــن الحنـيـن ِ وصّـيــرت ُ الـزمــان َ فـمــا
أنــا الـــذي قـــال َ لـلأقـمـار ِ مـعــذرة ً!!!
فما عشقت ُ سواهـا ..مـا عشقـت ُ ومـا
يـا أنــت ِ ياحـلـوة َ العينـيـن ِ فــي ألــق ٍ
كم كنت ُ أعشـق مـن عينيـك ِ سحرَهمـا
تعبت ُ مـن لفحـة ِ الحرمـان ِ.. وانطفـأت ْ
مواسـمـي .. وأنــا أستـنـطـق ُ الـعـدمـا
والليل ُ يخنق ُ لحن َ الفجر ِ فـي شفتـي
ويـزرع ُ الـيـأس َ فــي عيـنـي ّ والسـأمـا
معـذب ٌ وجـنـون ُ الـجـرح ِ يعـصـف ُ بــي
سئمـت ُ...والقـلـق ُ الـمـوار ُ ماسئـمـا !!
أخبـئ ُ الـدمـع َ فــي الأعـمـاق ِ أكتـمـه ُ
وأصـدق ُ الدمـع ِ ـيـا حسنـاء ُ ـمــا كُتـمـا
أبكي الأماسي التي بالعطر كم خفقـت ْ
والجرح َ والحـزن َ والعمـر َ الـذي انصرمـا
متى تعودين ؟؟ كم طّاف َ السؤال ُ على
مـدائــن ِ الـوهــم ِ ثـــم ارتّــــد مـنـهـزمـا
ما زلت ُ في شرفـة ِ الأشـواق ِ منتصبـا ً
أسـائــل ُ الأمــــل َ الـمـذبــوح َ والألــمــا
عـامــان ِ أستـمـطـر ُ الأقــــدار َ أرقـبُـهــا
والوعـد ُ فـي شفـة ِ الأقـدار ِ قــد هـرمـا
///