سترة الصيد- بقلم: فهمي حمدالله
سترة الصيد:
قال الزوج لزوجته: يا حبيبتي أنا ذاهبٌ في رحلة صيد لمدة أسبوع مع مجموعة من رؤسائي وزملاءي في العمل‘
سنذهب لصيد الطيور وأنتِ تعرفين أن هذه فرصةٌ جيدةٌ لي لكي أُُوَطدَ علاقتي معهم‘
لذا إن سمحتي وتلطفتي جهزي لي حقيبةَ ملابسي ولا تنسي سترة الصيد الجلدية الجديدة التي اشتريتها الأسبوع الماضي لأننا سنبدأ الرحلة مساء غدٍ الأربعاء لنستفيد من عطلة نهاية الأسبوع مع إجازة الربيع التي تبدأ من يوم السبت المقبل ‘ وسنقضيها إن شاء الله في البَرَّ القريب من البلدة وكما تعرفين ليلَ الصحراءِ شديد البرودة في الليل‘
وإذا سمحتي جهزي لي أيضا حقيبة الصيد وضعي فيها بندقية الصيد مع صندوق طلقات الرش‘ لأننا سوفَ نَذهبُ بعد الدوامِ مباشرة ً لنبدأ الصيد من بعد صلاة العصر‘
وسوفَ آخذ الحقيبتين معي في الصباح الباكر إن شاء الله وأنا ذاهب إلى عملي نظراً لضيق الوقت‘
بعد أسبوعٍ رجعَ الزوج ُمُرهقاً مُتعباً وأولَ ما أن سألته ُزوجتهُ عن رحلةِ الصيد مع زُملائه وكيف كان الصيدُ معهم ؟
قال لها: لقد صِدنا صَيداً وفيراً ورائعاً من جميع أنواعِ الطيور‘
صدقيني بندقيتي لم تتوقف عن الصيد طولَ الوقت‘
لقد قُمنا بالصيدِ طول الوقت من الفجر إلى المساء ويشكلٍ مُتواصل‘
لكني تَعبتُ تعباً كثيرا يا حبيبتي من كثرة الإجهاد طيلة فترة الصيد‘
وإني عاتبٌ عليك يا حبيبتي لماذا نسيتِ أن تَضعي سترتي الجلدية في الحقيبة كما طَلبتُ؟
سامحكِ الله‘
فردت عليه زوجتهُ بِكُلِ بُرودٍ وخُبْث:
لو أنك فتحتَ حقيبةَ الصيد كما قلت!!
لَكنت وجدتَ السترة فوق البندقيةِ مباشرةً.
أبو المعتصم
28-11-2008