|
الملك يسلب والكبار كبار |
والشامتون المشتفون صغار |
يا مالئ الدنيا على علاته |
تبقى، وتدفن في المدى الأصفار |
هذي الأهاجي عار من قد صاغها |
لا عار من عثرت به الأقدار |
ما ضرَّ من لقي الرزايا شامخاً |
أن تستبد بقيده الأشرار |
حتى الكرام الناقمون عليك في |
أيام بغيك – أطرقوا واحتاروا |
كانت تفيض بك العراق مظالماً |
واليوم من حزنٍ عليك تغار |
أفبعد عرش الرافدين وكلما |
خاضت جيوشك - وحشةٌ وإسار |
يا رُبّ أشعث أغبرٍ في صمته |
نطقٌ، وفي أطماره أعذار |
بغداد تأبى أن تلومك بينهم |
وعليك من درب الإباء غبار |
لو أن كفَّ الحق قد أخذتك لم |
نأسف، ولم تطرف لك الأنظار |
لكنها كف الصليب تذرَّعت |
بك للفرات، يقودها استكبار |
فرزقت بالمأساة مجداً لم تكن |
لتناله وبأمرك الأقطار |
ولقد رأيتك والمصور طائفٌ |
بك، والطبيب على يديه تدار |
والمخرج الساديُّ يبحث جاهداً |
عن ذلة أو نظرة تنهار |
وعليك من خِلَع المصائب حُلَّةٌ |
تُزري، ومن جَلَد الرجال شعار |
خفت لصورتك العقول فطائشٌ |
فرحاً، ومفجوعٌ بها، ومُطار |
لو كان للنبلاء حكمٌ فيك ما |
عبثت بشيبك هذه الأغرار |