|
من أين قولي ؟ تهتُ في أوصافكِ |
بـدر التمـامِ وهيئـة الآرامِ |
جبليةٌ قالت ، فكان حديثهـا |
في القلب لا الآذان سجع حمامِ |
جبليةٌ - بنت الطبيعة - ما أنـا |
أخت الحضارة ، قصة الأوهـامِ |
أنا لست أدري ما المساحيق التي |
يحكينها أو رسمـة الأقـلامِ |
الكحل مسحوقي يزيّن مقلتـي |
و ( الحُسْنُ |
وروائحي كـاذٍ وفـل رديمـةٍ |
والنقش في كفي وفي أقدامـي |
وملابسي جاءت مفصلةً علـى |
ذوقي . بها أعلو علـوَّ مقـامِ |
جبليةٌ والشمس تشرق بعدمـا |
أشرقتُ كالأنوار في الأعـلامِ |
وسمعتها لغـةَ الطيـور جميلـةً |
تنساب في الأرواح كالأنغـامِ |
ورأيتها بيـن الجبـال طروبـةً |
تمضي الـى الأرزاق بالإلهـامِ |
وشممتها ريح الصبـاح زكيـةً |
للنفـس تغـدو بلسـم الآلامِ |
ومضيتُ أعرفها أمور معيشتـي |
ترتيب بيتٍ أو شـؤون طعـامِ |
عيشي كفافٌ فالقناعة مذهبـي |
والستر عندي منتهى الأحـلامِ |
فإذا تولى وانقضـت لحظاتـهُ |
لبس الوجود عبـاءة الإظـلامِ |
باشرتُهُ ذاك المساء فكنـتُ ف |
يهِ البدر أمسى سيـد الأجـرامِ |
وشرعتُ ألتحفُ السكون مخدتي |
كفي ، ونوم الهانئيـن منامـي |
وأعود كالأمس الذي ودعتُـهُ |
صبحا يدغدغ أعيـن النـوّامِ |
جبليةٌ - بنت الطبيعة - إننـي |
ما عدتُ أقواهُ امتلاك زمامـي |
هذا فؤادي فاسمعـي خفقاتـه |
قد هام قلبي فيـك أي هيـامِ |
هل لي بوصلكِ ؟ خافقي أسلمتهُ |
والحال ميسور ، الطريق أمامي |
لا تهلكيني بامتناعـكِ إن لـي |
قلبـاً يُصيّـرُ بامتناعـكِ دامِ |
قالت فؤادي في الجبال معلـقٌ |
فالعذر ما كان الميـول تهامـي |