لماذا الغياب ...
أراكَ رحلتَ
و أنت الأديبُ/الأريبُ/الجميلُ/الأصيلُ
و أنت الذي جئتنا...
كي تكَمِّل نقصاننا بالغيابْ...
أراك مضيتَ
و أنت الذي بالحروفِ
زرعتَ رمال العروبةِ
فوق السحابْ...
أراك قضيتَ
و أنت الذي
قد يعيشُ قُروناً ببضعِ قصيدةْ !
...
أراكَ مضيتَ
و أقزامُنا أمموكَ
فقد كنتَ
"أنتَ الكبيرَ"/"الملاذَ الأخيرَ"
و كانوا إذا ما بدا حتفُهمْ
يَهرعُون إليكَ
-و أنتَ العرينُ-
كَمثلِ سَحالٍ شَريدةْ...
فَأنَّى لهمْ
بعد موتكَ بِال"أَنْتَ غَيْرَك"
من سيدافعُ عنهمْ
إذا داهَمَتهُم "مِيليشْيا"
بِجرمِ التَّلبُّسِ
في بيعِ
ما قد تَبقَّى لَهمْ
من وطَنْ...
أَراكَ مَضيْتَ
وكُنتُ أسُنُّ يَراعِي
و أبحثُ عن فُرصةٍ
لِلنِّزالِ ..
وَ أدري بِأنَّكَ
لستَ تُبالِي
عَلى كل حَالِ!
...
لِماذَا
قتلتَ هجائيَ
قبلَ الولادةِ
يا سَيِّدي؟
لماذا تركتَ
يراعكَ
ثُم ضممتَ عليكَ
الكفنْ؟...
لماذا رحلتَ؟
لماذا تركت الحصان وحيداً؟
فلا من يصولُ
ولا مِن فوارسْ...
لماذا تركتَ
الرفاقَ يتامَى
حفاةً
عراةً
و ذَا البردُ
قَارِسْ؟
...
سَقطنَا !
رَأينَا ذراعك تسقطْ !
لماذا مضيتَ ؟
و لم تلتقطهَا ..
و لم تلتقطنَا..؟!