أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: ليس حلما

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 271
    المواضيع : 44
    الردود : 271
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي ليس حلما

    ليس حلما

    فرحتُ حين سمعتُ خبرَ موتِها ..وشاركتُ مراسم دفنها عن بعد ..وعدتُ ليلاً كي أنبش قبرها
    ***
    أحبها ، وما زلت أحبها ، منعني الفقر من خطبتها ، ولم يُسمح لي حضور عرسها ، واسترقت النظر إلى جسدها وصدرها الناصع البياض المكسو بجواهر نفسية من زاوية البيت، وهي تركب السيارة بثوب الزفاف .كانت سعيدة بزوجها الغني والجميل ، وكنت حزيناً بتجاهلها لي ..ومتفائلاً بأنها ستكون لي آجلا أم عاجلا..

    حلمتُ بموت بعلها ، أو طلاقها منه، فأكون البديل .إلا أن بعلها لم يمت ، ولم تطلّق ، وعاشت معه عقدين من الزمن، في بلد أخر ، أنعشه النفط ..

    قبل أسبوع، عادت مريضة، ولكنها لم تكن شاحبة ولا هزيلة، بل جميلة كما أعرفها، واصطنعت أكثر من خطة للقاء بها، و فشلت . حين ماتت، قلت لنفسي جاءت الفرصة، ستبقى الآن وحيدة وغريبة عن زوجها، الذي لم يعد زوجها بموتها ، ومثل القرنفل الميتة التي تضاف إلى الشاي، سيكون لها مذاقا طيبا ومخدرا .
    المقبرة التي احتضنتها لم تكن بعيدة، فهي في الجهة الشرقية من القرية، ولا يوجد حارس للمقبرة.
    ولا أحد يجرؤ في الليل الاقتراب من المقبرة، وخاصة أن الطقس باردٌ ومعتمُ ينذر بالصقيع .
    قلت لنفسي ، برودة الطقس سيمنحني الاجتماع معها فترة أطول ..

    تأبطت الفأس وخرجت، بعد انطفاء أخر سراج في القرية . سرت نحو المقبرة، لا أشعر بالبرد، مثل من شرب زجاجة نبيذ معتق ، وأسرعت الخطى فلم أعد أشعر ببرودة الأطراف، اهتديت إلى قبرها بنور ولاعة ليزرية ، وضعت يدي على التراب، وقلت لها :
    - الليلة ستكونين لي .

    باشرت النبش ، كان التراب طرياً ، فلم أتعب في النبش ، ودهشت للسرعة التي عملت بها فلم أصدق بأني وصلت إلى الحجارة التي تغطي القبر ، رفعت الحجارة ومددت يدي الى الجثة اسحبها من لحدها ..كانت أخف مما ظننته ، كنت أظن أن الميت ثقيلٌ بعد أن يغادر روحه ، كأني أرفعها عن سريرها مع لحافها وهي نائمة ..
    وضعت الجثة الملفوفة بالكفن الأبيض على كتفي، وأسرعت نحو داري فرحا بالخطيفة، متعجبا من جرأتي . أركض كالفهد ، وحسب ما قال مدرس الفيزياء يوما، أن السرعة تتناسب عكساً مع الكتلة، فكلما أسرعت أكثر خف وزنك أكثر ..ولعل هذا ما جعلني أصدق خفة الجثة على كتفي وحاولت أسرع أكثر ، فشعرت بالهواء يرفعني مثلما يرفع الطائرة كما قال أستاذ الفيزياء أيضا ..

    دهشت ، حين نظرت إلى قدماي متعجبا من سرعتي وخفتي ، الدهشة كانت حين لم أرى الأرض وحين نظرت إلى خلفي لم ألمح المقبرة، فقلت لعلها بسبب العتمة، وفكرت بالتوقف قليلاً، والتأكد من طريق البيت ، فشعرت كأني أهوي في وادي سحيق..

    حين فتحت عيني ، لم أجد جسدي كما ظننت على الأرض وقد سقطت من السرير مثلما كان يحدث معي حين كنت جنديا يؤدي خدمة العلم ، لأني أنام على الأرض وعلى فراش جدي الذي ورثته ، ولم أبسط رجلي لأنها لم تكن على شكل ثمانية هندي،حين استيقظت، لأني كنت متكوّما على نفسي من شدة البرد وقد ابتعد عني الغطاء .

    جررت الغطاء البعيد برجلي، محاولا النوم مجدداً، راغباً في متابعة الحلم لحظة السقوط، لولا صوت زوجتي وقد دخلت غرفتي :
    - انهض ..جثة علياء طارت من القبر.

    فززت من سريري ، وأسرعت نحو المقبرة لا أصدق ما اسمع ، وأقول لنفسي ما زلت أحلم ، وحين وصلت المقبرة، رأيت القبر مفتوحاً والحجارة منزوعة، ولا جثة ..وحين التفت حولي، رأيت أهل القرية انشغلوا بي أكثر من الجثة، فعرفت أني هرولت حافي القدمين ، بسروالي القطني الأبيض، وكنزه الصوف التي شغلتها زوجتي.

    خلع إمام المسجد جبته ودثرني، وعادت القرية تتحدث عن الظاهرة الخارقة للعادة، مواسية أهل الفقيدة بمصبية فقدان الجثة. وعدت إلى بيتي بعد أن أسعفني ولدي الصغير بحذائي وفروتي، التي لبسها الإمام كي لا يتكرر منظري مرة أخرى، وأنا أردد في سرّي أنه حلم ، لا شك بأنه حلم ..


    علاء الدين حسو
    قاص سوري

  2. #2
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    أخي الفاضل الأديب / علاء الدين حسو
    مرحباً بك بعد غياب
    برغم ان قصة الحب الأول ليست بجدبدة
    الا انك نجحت في تناولها في شكل شيق
    مزجت فيه الواقعية بالفنتازيا ..
    حقاً لم أعرف أكان حلماً ام لا؟
    هنا السؤال الحقيقي الذي تطرحه القصة؟
    هل يسيطر علينا إلى هذه الدرجة..
    هذا الحب ؟

    تقبل تقديري واحترامي
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  3. #3
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.15

    افتراضي

    قصة تثير الدهشة
    استمتعت كثيرا بقراءتها
    فكرة جديدة وأسلوب سلس شيق
    الأستاذ القاص / علاء الدين
    آسرني نصك جداً
    لكن الأحلام دائما ... لن تنتهي
    دمت بإبداع
    خالص التحايا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية مروة عبدالله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 3,215
    المواضيع : 74
    الردود : 3215
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي


    هو الحب عندما يتوغل أعماقنا
    يجعلنا نهذى ونحلم ونستيقظ ونجد أحلامنا تتحقق
    هو ليس بحلم أم حلم كثيراً تساءلت بعد قرائتي
    لقصتكَ الجميلة
    بحق توغلت بنا بطريقة سلسة جعلتنى أبتسم معكَ وأشفق
    على حال قلبك

    دمتَ بكل خير ومحبة

  5. #5
    الصورة الرمزية سعيدة الهاشمي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    المشاركات : 1,346
    المواضيع : 10
    الردود : 1346
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    أخي الفاضل علاء الدين حسو،

    حرفك خلق جوا من الدهشة والإثارة في ذات الآن، كان حلما غريبا تتجلى غرابته

    في عدم الاستسلام في الوصول إلى المحبوب رغم أن هذا الأخير أسس حياة خاصة به

    لكن الغريب ولو كان حلما شدة التعلق بهذا الشخص لدرجة نبش القبر واستخراجه.

    يستيقظ البطل فيعرف أن ما شاهده مجرد حلم عبر، إلا أن الحلم يتحول لحقيقة فالجثة

    اختفت فعلا. فهل كان ذاك حلما فعلا؟ لقد دفعت بنا قصتك للتساؤال: ما هي حدود

    الواقع والحلم فيما قرأنا؟

    احترامي وتقديري.

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 271
    المواضيع : 44
    الردود : 271
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل الأديب / علاء الدين حسو
    مرحباً بك بعد غياب
    برغم ان قصة الحب الأول ليست بجدبدة
    الا انك نجحت في تناولها في شكل شيق
    مزجت فيه الواقعية بالفنتازيا ..
    حقاً لم أعرف أكان حلماً ام لا؟
    هنا السؤال الحقيقي الذي تطرحه القصة؟
    هل يسيطر علينا إلى هذه الدرجة..
    هذا الحب ؟
    تقبل تقديري واحترامي
    صديقي الاديب الغالي ذكرتني بالشاعر الذي قال
    رق الزجاج وراقت الخمر فتشاكلا فتشابه الامر
    وكأنما خمر ولا قدح وكأنما قدح ولا خمر
    وكذا الحب صديقي لا تعرف التميز بين الواقع والخيال
    مودتي

  7. #7
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    أحيانًا يرفض العقل الباطني للإنسان قبول الواقع ، وما يتمناه ولا يدركه قد يحفر نفقًا عميقًا في الذاكرة فيدفن فيه مع مرور الأيام .
    الحب الحقيقي لا يعرف الموت ولا يخضع له .
    وللذاكرة سطوة تفرض نفسها .. أحيانًا على النسيان .
    هل كان حلمًا ؟
    لا شك أنّ بطلنا تمنى أنْ يكون كذلك ..
    ولا شك أنّني استمتعت بقصتك .
    الأديب علاء الدين حسو
    هل ما نراه في الأحلام يعكس حقيقة ما نمتناه أو ما كنّا نتمناه ؟
    سؤال خطر لي وأنا أقرأ نصّك الجميل .
    تقديري واحترامي

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    قصه ابداعيه فريده كان يكفي عنوانها لادخل هنا
    تحيتي لك
    فرسان الثقافة

  9. #9
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 271
    المواضيع : 44
    الردود : 271
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنيم مصطفى مشاهدة المشاركة
    قصة تثير الدهشة
    استمتعت كثيرا بقراءتها
    فكرة جديدة وأسلوب سلس شيق
    الأستاذ القاص / علاء الدين
    آسرني نصك جداً
    لكن الأحلام دائما ... لن تنتهي
    دمت بإبداع
    خالص التحايا
    سعيد جدا حوزي على اعجابك ..
    صدقت ..الاحلام ليست كالرؤية .. تبقى احلاما..
    مودتي

  10. #10
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي

    لا بد أنك نجحت في العودة للنوم واستكمال الحلم ، وهو حلم لم يطب لي في بعض جوانبه.

    ولكن رغم هذا أشكر أسلوبك في القص وأحض على تنقيح اللغة مما شابها من هنات.

    دمت بخير وعافية!

    وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. هل كان حلماً ؟!! - قصه رومانسية
    بواسطة أحمد فؤاد في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 13-12-2013, 06:43 PM
  2. " كان حلماً أن ألقاها ، ولقيتها " د. سلطان الحريري
    بواسطة أهداب الليالي في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 10-09-2007, 02:44 PM
  3. ربما أعيشك حلما أخر
    بواسطة زين عبدالله في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 15-02-2007, 08:51 AM
  4. جِئْتُ أعْتَمِرُ حُلُمًا !
    بواسطة رقية الحارثية في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 04-02-2007, 03:41 AM
  5. وتبقين حلما بصدري
    بواسطة اشرف نبوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-10-2004, 09:26 PM