إعتلى المنبرَ شيخٌ ، فخطبْ حَمِدَ اللهَ ، وأثنى ، واحتسبْ ومضى الشيخُ على منبرهِ يسكب الدمع ، ويتلو ما كتبْ إنها القدس : بيوتٌ هُدِّمَتْ إنها القدس : نساءٌ تُغتَصبْ في فلسطين : صغارٌ يُتِّموا ذا بلا أمٍّ ، وذا من غير أبْ غزةٌ - يا أيها الناس - غدتْ جثثا تملأ أخدود لهبْ أيها الناس : لنا في غزةً إخوةٌ ، للنار قد صاروا حطبْ وبكى الشيخ على القدس التي دُنِّستْ ستين عاما . وانتحبْ وعلى غزةَ ، سال الدمع من حرقةٍ ، والقلب يشتاط غضبْ إنها القدس ، ومن أوراقهِ جُمَلٌ تسقط من غير سببْ ليته قال على منبره ِ: لم يعد للقدسِ قدسٌ يا عربْ ليته قال لنا : غزةَ لم تبقَ فيها عزةٌ . حين خَطَبْ ليته قال ، فلو قال ، فقد صدق الشيخ - لعمري - ما كذبْ ومضى الشيخ وفي نفسي مضتْ ثقةٌ أن فلسطين خُطَبْ فإذن بالقدس يمضي قدرٌ ومع الإخوة في غزةَ رَبْ
حامد محمد أبوطلعة
1 / 1 / 1430