الحرب الآن دائرة في غزة ، فقط آلاف الجرحى ومئات الشهداء من أطفال وشيوخ ونساء أبرياء ، نراهم على الشاشات فتتقطع قلوبنا عليهم ، واسرائيل في جبروتها تطلق الصواريخ من البر والجو والبحر ، وتقتل وتسفك ولا تجد أمامها سوى الأطفال والمدنيين مرمى لصواريخها وقنابلها المحرمة دولياً ، فتأخذنا الذاكرة إلى حرب تموز وكم من شبه بين ما نشاهده الآن وما شاهدناه بالامس ، وإن دل هذا على شيئ فإنه يدل على العجز الذي وصلت إليه اسرائيل
ومن وراء كواليس الحرب يدور سيناريو بين رؤساء عرب معتدلين ، لديهم علاقات وطيدة مع اسرائيل وبين الاسرائيليين أنفسهم
تابعوا معنا هذا السيناريو
في بداية الحرب
الزعماء العرب : لا بد من عمل شيئ
الصهاينة والامريكان : لا.. اصمتوا
لا تتحركوا .. لا تتكلموا .. لا تلتفتوا لشعوبكم .. (خليكم أذن من طين وأذن من عجين .) ... فقط استنكروا ببيانات خجولة .. و نددوا بجمل ملعوبة ، فأنتم العرب تملكون لغة مليئة بالمفردات وغنية بالكلمات والتراكيب ... استفيدوا قدر ما تستطيعون من لغتكم في أي تصريح تقولونه ..
الزعماء العرب : نحن في موقف مربك . .. عملنا هذه الأمور .. ولكن الوضع حرج جداً ، أرجوكم متى تسمحون لنا بالتدخل ؟؟ .
لقد أنفضحنا يا جماعة .. وصار وجهنا أسود .
الصهاينة والامريكان : الوضع الآن ما زال مبهماً علينا ، لا نستطيع وعدكم بشيئ ، ولكننا سوف نخبركم متى تخرجون .. وتتكلمون وتبدؤون التوسط لتنهوا الحرب ..
الزعماء العرب : دعونا نبدأ الآن ، (والله تبخشت جنابنا من الحكي .)
الصهاينة والامريكان : لا . لماذا لا تسمعون الكلمة ؟، قلنا لكم ،إن الوقت لم يحين بعد، (شو أنتو معنا أم علينا ) ؟؟
الزعماء العرب : لا نحن طبعاً معكم .
الصهاينة والأمريكان : نحن الاسرائيليون ما زلنا حتى الآن نقاتل ، ربما ننجح ، ونقضي على المقاومة ، ونستأصلها من جذورها .. ونحقق أهدافنا في تصفية القضية الفلسطينية وكل الحركات الممانعة في المنطقة ، لنرتاح منها إلى الأبد ، فلا مجال للتراجع الآن ، إنها قضية وجود ، وصدقونن لما نحن نرتاح أنتم أيضاً ترتاحون
لكن إذا لم نحقق هدفنا ، وشعرنا بالعجز والارباك .. عندها يمكن لكم أن تبدأوا بالمبادرات من أجل إنهاء الأمر ..
الزعماء العرب : أرجوكم حققوا أهدافكم بأسرع وقت ممكن .. تباً للمقاومات ، (من وين إجتنا هي ؟؟ ..ما كان ناقصنا غيرا ، ما صدقنا خلصنا من المقاومة بحرب لبنان ، إجتنا المقاومة بفلسطين .. والله أعلم مين بيجي بعدها ..شي حلو صارت المقاومات موضة هي الأيام ....مشان الله يا أخوانا خلصوا هي الأمور بسرعة)
الصهاينة والأمريكان : نحن نعرف شغلنا أكثر منكم.
الزعماء العرب : ولكنكم دائماً تضعوننا في مثل هذا الموقف ، رأيتم الحرب على لبنان ؟، وعدتمونا بشيئ وحصل شيئ أخر ، ولم ينتابنا إلا سواد الوجه .
الصهاينة والامريكان : كفاكم كلاماً ..ونحيباً ..ولطماً لوجوهكم ، فقط نفذوا ما نقوله لكم ، ولا تنسوا ، في اللحظة المناسبة التي نخبركم بها ، لمّوا بعضكم وشاركوا كل من أمكن ، وأنهوا الحرب بما يخدمنا .
أف...
فهمتم شو قلنا أو نعيد من جديد..
وهكذا بعد حوالي ثلاث أسابيع على الحرب واسرائيل لم تحقق أهدافها ، كشّر هؤلاء المعتدلون عن أنيابهم و أصبحت وجوهم سوداء مكفهرة ،و لم نعد نسمع منهم كلمات منتقاة أو بيانات دبلوماسية ،لقد إستوحشوا وغدت كلماتهم تنزل على الفلسطينيين وعلينا .. كالحمم ، كالقنابل الفوسفورية ..
و السيناريو ما زال يتكرر ويتكرر ويعيد نفسه ..