كثيراً ما نسمع من مسؤولين صهاينة أو عرب أو غربيين أو محللين ، إن المقاومة هي سبب قتل الأبرياء ، وهنا لا بد أن نقول لهؤلاء ..
متى كانت المقاومة يوماً من الأيام نذير خير للصوص وقطاعين الطرق والمستفيدين والمرتزقة أمثال الكثيرين في عالمنا العربي والغربي ؟؟؟
الذين تم كشف النقاب عنهم وباتوا مكشوفين ، لا دبلوماسية تنفعهم .. ولا كلمات منتقاة من هنا وهناك .. ولا حجج ولا .. مبررات ..
منهم الرؤساء ومنهم الصحفيون ..ومنهم السياسيون ..ومنهم الأفراد ..
وهذا شيئ طبيعي .. لأن للخير وجهه الآخر .. وهو الشر .
والخير لن يشع ولن يتلألأ أكثر ،إلا إذا وضع أمامه الشر ..
يقولون سبب قتل الأبرياء في غزة ..الصواريخ العبثية التي تطلقها المقاومة .. حماس .. والتي دفعت اسرائيل لشن الهجوم وقتل هؤلاء الأبرياء .
حسناً هكذا يقولون ..
وقد قالوا سابقاً إن سبب الحرب على لبنان حزب الله وآليته العسكرية ..
ولكن هناك سؤال للاسرائيليين وكل من يساندهم ..
هل المجازر التي ارتكبها الصهاينة قديماً في دير ياسين ...وغيرها . كانت رد على صواريخ أنذاك ..؟؟؟
اسرائيل التي اعتادت القتل والابادة سبيلاً للحياة ،ولبسط النفوذ ،لن تنتظر أحد لتفعل ما تريد ..
تلك المجازر القديمة في حق الشعب الفلسطيني لم يكن وللأسف هناك إعلام يظهرها .. فبقينا نقول ارتكبت اسرائيل مجازر عام 1948 . ..
ولكن الآن أصبح إعلام يُري العالم الحقيقة البشعة للكيان الصهيوني ، مصاص الدماء ، ناشر الرعب ،قاتل الأطفال الابرياء والأمهات ، حتى في وقت الاعياد ..
شجرة عيد الميلاد التي قطعها بفأسه المسمومة ، ونثر نجومها ، وزينتها ، وبعثرَ أوراقها الخضراء ، وسلب هدايا الأطفال وطعامهم ، ولم يكتفي بذلك بل قطع بفأسه هذه رؤوسهم بكل وحشية وحرق أجسادهم الغضة ، فسلب عيدهم وسلب حياتهم وسلب منا سعادتنا برأس السنة وعيد الميلاد ..
إنه الكيان الصهيوني الذي لا يحب الفرح ..
والاعلام كشف قناعه الذي يتستر به . .. القناع الذي لم يعد يغطي شيئاً أو يخفي الوجه الآخر له ، وجه الرعب والسادية والتلذذ بالقتل وكل الجوانب اللاخلاقية واللانسانية التي يتمتع بها ..
فلابد لاسرائيل من حجة لتقنع الآخرين بأعمالها الارهابية ، وحجتها كانت من قبل حزب الله ..والآن أصبحت مبرراتها في القتل حماس ..
المقاومون الذين يُتََهمون بأنهم السبب في قتل اخوانهم ..
أسأل من هؤلاء المقاومون ؟؟
ومن هؤلاء أخوانهم ؟؟؟
أليسوا هم نفسهم الابناء ؟؟
أليسوا هم نفسهم الأخوان ؟؟
أليسوا هم نفسهم الشباب والرجال والفتيان من المواطنين أنفسهم من الشعب نفسه من القطاع نفسه ؟؟ أليسوا هم رجال قد استشهد لهم أخوة وأباء وأمهات وأطفال ؟؟
أليسوا هم أحفاد أولئك الفلسطينيون الذين قُتلوا منذ عهود قديمة من الاسرائيليين ؟؟؟
أليسوا هم الفلسطينيون الذين إغتيل رؤسائهم .. ودكوا في السجون الاسرائيلية ، وحُكموا فيها عشرات السنين ..
ولكن ما سبب هذا كله ؟؟
سأقول لكم السبب .. سأخبركم به ...
يبدأ من دفاعِهم المستميت عن أرضهم ،عدم تنازلهم عن حقهم ووطنهم ، رفضهم التطبيع مع الاسرائيليين ، امتناعهم أن تذهب دماء الشهداء السابقين ومعاناتهم هباءاً ..
فنراهم يُذبحون بين الفينة والأخرى ،بمدافع الاسرائيليين ورشاشاتهم والقنابل التي تنهال عليهم من الطائرات والدبابات ،ويُذبَحون أيضاً بألسنة العملاء من حولهم ومحاولة حصار المقاومين واخضاعهم التي فاقت حرقة سياط هؤلاء العملاء ، حقد الاسرائييليين أنفسهم ..
ولكن يكفي أن نقول لهؤلاء الخونة .. الذين باعوا انفسهم للشيطان ،و ايديهم ملطخة بسياسات الغرب لضرب الاسلام وتشويهه .
أقول لهم يكفي أن أسماؤكم في دروس التاريخ
ستدرس للأجيال القادمة ، رمزا ً للعار والصعلكة والعمالة ..وكم من الدعوات ستأتيكم الآن وبعد حين ، فهل تمعتلكون القدرة على تحمل اللعنات ..
أم إنكم ممن يشترون الدنيا بالأخرة ، فيخسرون الدنيا والاخرة .. لكم الله ولكم من شعوبكم حساب قادم لا محالة ..
وبعد هذا كله ماذا يفعل هؤلاء المقاومون ، والضربات تنهال عليهم من كل حدبٍ وصوب ، وأعين المخبرين تحاصرهم ،تراقبهم ، لتمنع عنهم الضوء و الحياة ، لتزيد من عذاباتهم وقتل قادتهم ..
ليجلس كل واحد منا مكانهم .. لن يجد بديلاً إلا المقاومة .. ولن يجد خياراً إلا القتال .. الخيار المفروض عليهم .. رغم حبهم للحياة .. ورغبتهم في العيش .. والزواج ..وانجاب الاطفال ..
ولكن هل الاسرائيليون يدعون الفلسطينيون يعيشون الحياة ..؟؟؟
هل اسرائيل التي تريد أن تبرر الآن عن وحشيتها وتضع اللوم على صواريخ حماس ؟؟
هل هي التزمت بمعاهدات التهدئة ..؟؟
كل فترة وأخرى نسمع ..
استشهد عدد من الفلسطينيين بغارات اسرائيلية ..
وقصف الاسرائيليون بعض من بيوت الفلسطينيون ..
إذا من يبدأ القتل ؟؟
من ينشر بذور الحرب ..؟؟
ويشعل فتيل الموت ؟؟
وهؤلاء القادة أولياء أمورنا ،ممن يُنتظر أن يقفوا معنا ، ماذا يفعلون الآن ؟؟
يضيقون علينا ويتشاركون في التضييق على المقاوميين بدل أن يحترموا المقاومة التي ترد على الاسرائيليين بما لديها من امكانيات ..
هؤلاء القادة المعتدلون يوجهون الاتهامات للمقاومة ويلومونها ..
هل على الفلسطينين أن يموتوا كلهم ؟؟
يرفعوا راية الاستسلام ليرضوا هؤلاء ؟؟..
طيب إذا فعل الفلسطينيون ذلك .. هل سيأمن شعب هؤلاء القادة غدر الاسرائيليون ؟؟
وهل سنأمن نحن غدرهم ؟؟
لا والله لا لن نأمن ..
لأن الغدر سمة الاسرائيليون ؟؟
وهكذا لن نأمن ولن يأمن الفلسطينيون أنفسهم .. مهما عملوا غدر الاسرائيليين ... لأن القتل سيظل عنوانهم ..
والشيئ الذي لا يمكن تجاهله ، هؤلاء الاشخاص الذين يكونون في مواقع حساسة وبيدهم القرارات سواء في بريطانيا أو أمريكا أو في مجلس الأمن وغيرها.
نجدهم تحت عامل الضغط ومعايير كثيرة لا يقولون الحقيقة ويكذبون ، وتخرج قراراتهم لتخدم المصالح الامبريالية والصهيونية ، ولكن عندما يتحررون من الالتزامات التي يفرضها عليهم منصبهم، ويعودوا أناس عاديين نسمع إداناتهم للاعمال الارهابية وللقتل المتعمد ، ويبدأ صوت الحق يظهر من داخلهم ..
نعم كلهم يعرفون أن اسرائيل على باطل .. إن اسرائيل شريرة ... وأعمالها إجرامية ..
وليس هذا فقط ..
بل إننا اعتدنا في دور السينما عند رؤية أهم الأفلام التي تحصد الكثير من جوائز الأوسكار مشاهد البطل الذي قُتلت حبيبته أو زوجته أو عشيقته أو أمه ، وأعتدنا من هذا البطل أن يفعل المستحيل ليأخذ بثأره ،
بوسائل بسيطة وماديات محدودة ، فيراقب المجرمين القتلة ويحيك الخطط مستخدماً ذكائه للإيقاع بهم وقتلهم ..
ولا يهدأ له بال ..ولا يهدأ نحن المشاهدين لنا بال ..حتى يأخذ هذا البطل ثأره ..
وكلما كان البطل قوياً .. واستطاع أن يقضي على أكثر المجرمين ويميتهم ، كلما أصبح مشهوراً ونجماً حتى لو مات في النهاية ، ونحن عند نهاية متابعتنا للفلم نصفق بحرارة ،لأن البطل شفي غليلنا ، ولم يستسلم بل دافع عن حقه حتى الموت ..
هذه القصص والأفلام تُنشر في هولييود وبولييود وكل المجتمعات الغربية والعربية ..ويشار لها بالبنان ..
وتحصد أكثر الجوائز والايرادات ..
إذاً ردة الفعل الطبيعية من شخص قُتِل أهله وأحبائه أن يأخذ بالثأر ويدافع ..
لا يجلس ويأكل الضربات ذليلاً خانعاً ..
ومن هنا استغرب .. لما ازدواجية التفكير لدى البعض ...؟؟
لماذا نرفض المقاومة من شعب يُقتل ويُذبح ويُسفح دمه وحقه ؟؟
ونعطي المبررات للقاتلين والنازيين والفاشييي ؟؟
ليت هؤلاء الذين يستنكروا حق الشعوب المظلومة والمحتلة والمستهدفة حقها بالمقاومة .. ليتهم يكفوا عن هراءاتهم هذه .. لأننا سئمنا منها حتى الملل ..
ولأننا شبعنا منها حتى التخمة ..
ولم يعد لها من تأثير .. فقد داستها أحذية الشرفاء المتظاهرين في كل أصقاع العالم ..