كامب ديفيد... هذا الصداع المزمن
حين وقف الرئيس الراحل ليعلن عن نيته زيارة اسرائيل تصور الكثيرين من العقلاء انها مجرد فرقعه إعلاميه مما كان يهواها الرئيس خاصة بعدما أحاط به شرزمه من المنتفعين وأصبحو بطانة السوء التي هيئت له كما هيئت زمره سابقه لسلفه أنه الزعيم الملهم الذي لا يخطئ ، لكنه مضي في ما أعتبره مصلحة شعبه وتوالت الأيام وتوقع مصر ممثله في شخصه أتفاقيه كامب ديفيد ( المشؤمه ) ولسنا هنا بصدد الحديث عنها وعن أثارها المحبطه وما سببته من تنازلات كثيره لم ولن نفهم لماذا نحن كدوله وكنظام مصرين علي تقديمها إلي وقتنا هذا برضا وتسليم ، انما ما اري اننا بحاجه لفهمه الان هو بنود هذه الاتفاقيه وملحقاتها السريه التي أنا علي يقين من وجودها ، أما لماذا أنا علي يقين لأنه ليس هناك من عاقل يتصور كم الألتزام من قبل النظام بهذه الاتفاقيه دون أن توجد شروط مجحفه ومقيده لاي تصرف بحق مصر في حال مخالفاتها لتلك الشروط ، خاصة وإن هذه الاتفاقيه تمت مع عدو لم يعترف يوما بقرارات او يحترم إتفاقيات أو هيئات أو مواثيق دوليه ، وليس لديه نيه للألتزام بأي مبادئ ، فما بالنا نحن نتمسك بالهوان ونلتزم جانب التنفيذ الحرفي ، ونتنازل عن أبسط الحقوق وأيسرها
أليس من حقنا كشعب فرضت عليه تلك الأتفاقيه أن نعرف ، وأن نقيم قرارات أتخذت بحق بلدنا دون أن نناقشها أو نوافق عليها ، أليس من حقنا بعد كل تلك السنوات من الأهدار والتنازل والهوان أن نتطلع علي مسودات كانت خافيه أو شروط قصد إخفائها ، لعلنا نلتمس العذر للقياده الحاليه جزئيا لانها غير مسؤله بشكل مباشر عن ما تم الإتفاق عليه قبل مجيئها لسدة الحكم ، ولكننا وقتها ربما نجد حلا لهذا الصداع المسمي كامب ديفيد بكل ما تحمله تلك الأتفاقيه من ذل وهوان وبكل ما تحويه من بنود إستسلام لا سلام ، يا سادة نحن في حل من هذه الأتفاقيه ونحن قادرون علي تحمل مغبة نقضها ، يا سادة تجوع الحره ولا تاكل بثدييها ، هكذا علمنا الأجداد ، وهكذا عرفنا النخوه والإباء ، لينظر احدكم إلي ما وصلنا إليه رغم تطبيقنا الحرفي للظاهر والمخفي من بنود تلك المعاهده المشؤومه ، وليخبرني احدكم أهناك أسوأ مما وصلنا إليه ، وما كان يمكن أن يحدث لو رفضنا الإنصياع لبنود الإتفاقيه ، أظن انه ليس من المنطقي وصولنا لأسوء مما وصلنا إليه علي اسوأ الاحوال والأفتراضات
نحن لا نطلب لبن العصفور ياساده ، فقط اطلعونا واشركونا معكم نحن شببنا عن الطوق واصبحنا شعب راشد ، فلا تهلعوا ولا تجزعوا فلسنا بحاجه اليوم لأولياء لأمرنا نحن نستطيع أن نقرر مصلحتنا ونستطيع أن نخبركم اليوم ما هو الأفضل لنا ولبلدنا ، ونحن قادرون علي تحمل كل التبعات فقط أرفعوا ايديكم عنا ووصايتكم عن كاهلنا
نحن لا نريد التطبيع ولا نريد أن يذهب الغاز إليهم ليحرقوا به أخواننا ويقتلوهم ، ولا نريد أن نتاجر معهم ولا أن نصدر لهم او نستورد منهم ، نحن نريد ان يعرفوا انهم ما زالوا أعدائنا وسيظلون ونريد أن نتحكم في ارضنا كيفما شئنا فنضع جنودنا في سيناء وجيشنا بكامل عتاده علي حدودنا ، لا نريد أن نصبح ونحن قد غدرنا منهم لأننا صدقنا أنهم جيران وأولاد عمومه ، أو صدقنا أنهم حين يستشعرون قوتهم لن يعاودو الكره بأعتدائهم علي أرضنا وقتل أولادنا ، لا نريد أن ننتظر ، إن الأمه تصبح ذليله لا قيمة لها ولا لأبنائها حين ترضى بأن يتحكم بها وبمقدراتها أعدائها ، حين تتنازل عن كرامتها وسيادتها علي اجزاء من أرضها وهي واهمه بأن الارض ارضها والغاز غازها ، والحقيقه غير ذلك علي ارض الواقع فلا نحن بقادرين علي السيطره الفعليه علي سيناء ولا نحن بقادرين علي منع تصدير الغاز وشتي المنتجات لأعدائنا ليتقوا بها علي ابناء جلدتنا اليوم وعلينا في الغد ، يا سادة اذكركم بالتاريخ وهو لن يرحمكم ، وإذا بقيتم مصرين علي مواقفكم لإاظن اننا لن نبقي مكتوفي الأيدي وسينهض الشرفاء من ابناء الامه لتصحيح الأوضاع ولو بالقوه ، وسطر تاريخ اخر يحمل علامات الشرف والعزه لامة كان ديدنها هذا علي مر التاريخ ، ولتذهبوا انتم بخزيكم وعاركم إلي مكانكم الصحيح مزبلة التاريخ

اشرف نبوي