عوامل الهدم المتأصله وأسباب التفسخ الأجتماعي

سؤال وجدتني أمامه وأنا أتابع بعض الأفلام علي شاشة التلفاز مؤخرا ، وقد كنت عدت لمشاهدة التلفاز بكثافة مؤخرا بعد غياب وذلك اثناء الأعتداء الغاشم علي أخواننا بغزه ووقوف الجميع متفرجا دون ان يقوم أحد برفع يده ولو ترهيبا ،
المهم ولانني لست بصدد تناول حدث قتل تحليلا وبحثا دون أن نصل لأساس تلك المصيبه والنكبه التي طالت الجميع وأظهرتنا علي حقيقتنا جبناء تابعين خانعين لا كرامة لنا ولا نخوه
أقول أنه وبعيدا عن هذا الذي حدث وجدتني أقف متأملا في ما يعرض علي الشاشات سواء أكانت أرضيه ( حكوميه ) او فضائيه (مشرعه) مملوكه لدول او لأشخاص ، وهالني ما رأيت وصدمني صدمة قاسيه ، فكل شيئ أصبح مباح
كنا ونحن صغار نتواري خجلا حين نري راقصه بملابس غير محتشمه تظهر أمامنا في لازمه كانت لا تخلوا منها الافلام العربيه ( المصريه ) وكان الكبار ينهروننا او يبخوننا بكلمات توسمنا بقلة الحياء وأنعدام الادب اذا حدث وبقينا نتابع.
اليوم الإيحاءات الجنسيه الرخيصه أصبحت علي لسان جميع النجوم وبفظاظه ليس لها داع والتصوير في المخادع وحجرات النوم أصبح السمه الغالبه ، والأدهي والامر من ذلك تصوير العلاقات الخاصة والحميميه بجراءه يحسدنا عليها الأمريكان والاوربيين ، وهذه الايحاءت لم تقتصر علي الصوره بل تجاوزتها للصوت وتجاوزت الحد في حرية التعبير التي يتمسحون بها كثيرا حتي طال موضوعات كانت ضمن (التابوا ) الممنوع بل اكاد أجزم ان بعض تلك الافلام قد يصنف علي انه من فئة (البرنو) وهي افلام إباحيه اكثر تنتج خصيصا في الغرب ولها ممولوها من اليهود والفاسدين الذين لا هم لهم إلا جمع وتكديس الاموال ،
والغريب ان يقع الجميع بمن فيهم الفنانين الذين كنا نظنهم كبار بفنهم وثقافتهم ضحيه أفكار باليه تكرس للعري والإباحيه بداعي تقديم فن واقعي ومحاكاة الواقع وتضخيم السوء ليسهل نقده وعلاجه ، ناسين أو متناسين ان ما عمت به البلوي في هذا الزمن أنما هو نتاج نفس الفكر الذي ركز علي المشاكل وراح يضخم في العيوب فيما سمي وقتها بالسينما الواقعيه ، فماذا كانت النتيجه ؟ إزدياد في نسب الأدمان والانحلال وغياب أمثلة الفضيله والشرف وسيادة مبادئ الغش والخداع والرذيله بكافة صورها مما تسبب في نخر سوس اللامبالاة في جسد الامه . ونشأ جيل تربع علي كراسي السلطه في شتى بقاع الأمه وهو لا يدري ما النخوه وماذا تعني أخوة الدم أو في أي قاموس تأتي كلمات الفضيله والشرف والإباء.
ثم هانحن نبدأ من جديد ونكرس لأجيال قادمه لا تعرف إلا العنف والمخدرات ولا تعشق سوي الأباحيه والأنحلال ولا تري طريقا للنجاح سوي الخداع الإحتيال ،
لم يكن ما كتبت نتاج لمشهد واحد أو فيلم أو حتي متابعة لرؤية مخرج منحل بل إنه نتاج لإنقطاعي لعدة أيام في محاولة لرصد حالة حسبتها حالة فرديه لكني فوجئت بأنها حالة عامه مستشريه بضراوه وكأنها وحش نشب مخالبه في عقول أبناء الأمه وهيهات منه الفكاك ، ونظره موضوعيه تؤكد سيادة تلك الحاله من خلال تحليل مفردات العمل الفني بداية من الكتاب الذين هم جزء من مثقفي الامه ومرورا بالفنانين والفنيين وحتي الكومبارس الذين هم من العامه والبسطاء ، مما يعني أن شريحه تمثل قسم كبير من المجتمع أصبحت تؤمن بهذا الفكر وتكرس له ، أو بمعني اخر لا تجد فيه غضاضه .
قد يقول قائل وما الجديد نحن نسير علي هذا الطريق من زمن ، والطبيعي أن نصل لما وصلنا إليه ، وأنا اختلف مع هذا الرأي فقد مرت الامه بصحوة دينيه وثقافيه أشتدت شعلتها علي فترات وفترت في أخري لكن ما يحدث الأن إنما هو تسريع لوتيرة هدم ما تبقي من قيم ومبادئ الامه ، هو هروله للقضاء علي كل ما تبقي لنا من إرث ثقافي ، والاصرار علي ولوج نفق مظلم لا يعلم الا الله اذا دخلناه متي ولا كيف سنخرج منه نهذا ان كتب لنا الخروج .
ان كل ماسبق من سقطات ممثله في المخدرات بكافة انواعها وتكريس العنف كاسلوب حياة وتهميش لدور الدين والفضيله التي يرعاها ، أقول إن كل هذا في رأي الشخصي لايمثل إلا تأثيرا ضئيلا مر وترك بعض الاثر ، أما ما يحدث الأن فهو إعادة قولبه وتاسيس لفكر وتوجهات قد تظل تحكم السلوك العام لفترات طويله وتؤثر تأثيرا خطيرا في البناء الفكري والسلوكي لأجيال مما يجعل عوامل الهدم التي ستتأصل في النفس وأسباب الأنهيار الخلقي والتفسخ الأجتماعي اكثر وضوحا وتأثيرا جراء الإلحاح المنظم والمستمر للأفكار التي تقدم بإبهار وتحوي كم من الحريه المغلوطه التي هي إنفلات اكثر منها دعوه للتحرر وحرية الرأي وتقدم من خلال نمازج تعتبر قدوه و مثل أعلي لجموع المتلقين وبصفه دائمه ،
وخلاصة القول إننا اذ لم نتصدي جميعا لهذا المد اللاأخلاقي بجديه وتكاتف فقد نصل وبكل يسر إلي هاوية ستدمر المجتمع وتسبب إنهيارا كليا للأخلاق والقيم ويكون من نتيجتها التدمير العام للامه عن طريق تدمير لبناتها الأساسيه المتمثله في الأسره المكون الأساسي لأي مجتمع

اشرف نبوي