الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان في ذمة الله


فدوى طوقان
أفادت مراسلة الجزيرة في فلسطين بأن الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان توفيت في مستشفى نابلس عن عمر يناهز السادسة والثمانين.

ولدت فدوى طوقان في نابلس عام 1917 لأسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي. وبعد أن أتمت تعليمها الابتدائي أخرجت من المدرسة فتولت تثقيف نفسها بنفسها وحصلت على دورات في اللغة الإنجليزية ودرست الأدب الإنجليزي وتأثرت بأحدث مدارس الفلسفة الغربية في أوائل القرن العشرين.

تعرفت على عالم الشعر عن طريق أخيها الشاعر إبراهيم طوقان الذي شكلت علاقتها به علامة فارقة في حياتها. وشكل موت شقيقها إبراهيم ثم والدها إضافة إلى نكبة 1948 ظروفا مساعدة لخروج الشاعرة لمعترك الحياة حيث شاركت بصورة نسبية في خضم الحياة السياسية في الخمسينيات.

وشكلت نكسة 1967 محطة أخرى فاصلة في حياة فدوى طوقان فشاركت فيما عرف في حينه بوساطة بين وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعايشت الحياة العامة لأهالي مدينة نابلس تحت الاحتلال، وبدأت عدة مساجلات شعرية وصحفية مع المحتل وثقافته.

وقد صدرت للشاعرة ثمانية دواوين شعرية هي على التوالي "وحدي مع الأيام"، "وجدتها"، "أعطنا حبا"، "أمام الباب المغلق"، "الليل والفرسان"، "على قمة الدنيا وحيدا"، "تموز والشيء الآخر" و"اللحن الأخير" إلى جانب كتابي سيرتها الذاتية "رحلة جبلية، رحلة صعبة" و"الرحلة الأصعب".

وعالج شعرها الموضوعات الشخصية والجماعية، وهي من أوائل الشعراء الذين عملوا على تجسيد العواطف في شعرهم وقد وضعت بذلك أساسيات قوية لتجارب المرأة في الحب والثورة واحتجاجها على المجتمع، كما هيمنت على شعرها موضوعات المقاومة بعد نكبة فلسطين.

وتعتبر فدوى طوقان أيضا من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي وصلن الشعر القديم بحركة الحداثة والتجديد، فخرجت من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة إلى الشعر الحر.

وقد حصلت على جوائز دولية وعربية وفلسطينية عديدة وحازت على تكريم العديد من المحافل الثقافية حيث نالت جائزة رابطة الكتاب الأردنيين عام 1983 وجائزة سلطان العويس عام 1987 وجائزة البابطين للإبداع الشعري عام 1994 وجائزة ساليرنو للشعر من إيطاليا ووسام فلسطين وجائزة كافاتيس الدولية للشعر.

نقلا عن الجزيرة