نجمٌ أطل بليلك المنكودِ
فانعمْ بضوءٍ في الظلامِ وحيدِ
نجمٌ يذكرك الحبيب وما له
شبهٌ به في عقلك المكدودِ
إن التي سبتِ الفؤادَ عيونُها
برئت عن التشبيه والتحديدِ
عجز الخيال عن المساس بحسنها
فأتاك دون جمالها المنشودِ
فكأنها من حسنها في معبدٍ
يعيي العقول بسحره المشهودِ
نظرتْ بعين الظبي أو عين المها
وتبسمتْ عن لؤلؤٍ منضودِ
وتمايلتْ في خطوها وتباطأتْ
والناس قتلى جفنها والجيدِ
لما بدتْ عند المغيب وأقبلتْ
بين النساء بموكبٍ محمودِ
سبتِ الفؤاد بدلّها وبحسنها
وبقدها المتأود الأملودِ
ومضتْ فلا رجعٌ لها يرجى ولا
أملٌ لقلبٍ عاشقٍ وكميدِ
يا من وهبت الحسن من عليائه
وسبيتِ مشتاقا لكل جديدِ
هذا الذي لم يقترف غير الهوى
رفقا به وبقلبه المعمودِ
هو عاشقٌ لا تستباح دماؤهُ
إلا على أيدي الظباءِ الغيدِ
يهوى الجمال بكل شئٍ , والهوى
زادٌ له في دربه المفقودِ
طوفي بنا ريح الجمال لعلنا
ننسى الحياة بحزنها المعهودِ
فلكم عُنينا بالنوائب والأسى
وبكا رزءٍ في الحياة شديدِ
ولكم قضيت الليل نظما كلهُ
وجلبتُ من كون العقول قصيدي
صغتُ القصيد لوصف أعباءٍ لنا
وتفككٍ بين القرى والبيدِ
وتخاذلٍ عن عون شعبٍ ينتهى
ويموت بين مقتّلٍِ وشهيدِ
وظننتُ أني بالقصيد معينُهُ
ومنبهٌ وطن الهوى والعودِ
فصنعتُ من عقلٍ لدى قصائدي
وخلقتُ من روح القصيدِ جنودي
وحسبته -وطني- يجئُ لنصرتي
مترقبا أعلامه وبنودي
صُمّتْ به الآذان حين دعوتُهُ
بصراخ كل مجاهدٍ ووليدِ
لسنا هنا نبكي لقدسٍ بعدما
داس الجبينَ حذاءُ كل يهودي
إنا لنبكي للكرامة تنحني
وتضيع بين مواكب التنهيدِ
طوفي بنا ريح الجمال لعلنا
ننسى الحياة على جسوم الغيدِ
محمد عبد الحفيظ قرنه
18 عام
مصر