فاتحة:
لغة كلون البحر تحمل زرقتي
فأنا الذي كالبحر قلبي أزرقُ
في جوّها صارتْ حروفي غيمة
هطلتْ كلاما في دمي يتدفَّقُ
جسدي قصيد غار في أعماقه
زمن البنفسج والغرام الشيّقُ
أغرقتُ في أنهاره عطشا نما
في داخلي حمما تثور وتشهقُ
تتعانق الأضدّاد في أنحائه
فيصير ماء الشعر نارا تُحرقُ
وتُصالحُ الأحزانُ أفراحي التي
جعلتْ دموعي أنجما تتألَّقُ
الجرح يرقص باسما في مهجتي
والحبّ يبكي والهموم تُصفِّقُ
والشمس تُشرق من جهات مغاربي
وأرى جنوني كالمغارب يُشرقُ
وأرى الحروف الغانياتِ تزورني
وتُفتّح الأبواب حينَ تُغلّقُ
هذا أنا متمسِّك بتناقضي
والشعر كون تناقض لا منطقُ
***
تناقض أول:
هل تُصدِّقُ أنَ القصيدةَ حين تنام العيونُ
تُخرِّقُ أثوابها
ثمّ تأتي إليَّ لكيْ ترتدي جسدي
هل تُصدِّقُ أنّ فضاءً تمدّد في داخلي
قلتُ:
أنتَ هو الشعرُ
قال:
أنا لفظة واحدهْ
هل تُصدِّقُ أنّ الردى نائم في يدي
والحروفُ الأنيقاتُ أنيابه الحاقدهْ
***
تناقض ثان:
سحرتني الجراح نبيذا
وأفرغني الحرفُ في كأسهِ
رشقتني القصيدةُ بالنظرة الجائعهْ
قلتُ:
ماذا سأفعلُ ؟
ماتتْ على شفتي الكلماتُ
وألبسني الشعر أوهامهُ
قلتُ:
ليس يهمّ مصيري
أنا لم أعدْ عنبا أحمرا
دون أن أنتبهْ
رشفتني القصيدة في لحظة خادعهْ.
***
تناقض ثالث:
هو الشعرُ
في ليله ينزلُ الخمرُ
كم كان في ليله ينزلُ الخمرُ
سيّدةَ الوردِ
كيف من الشعرِ
كيف من الخمرِ
تبتدئ الإستفاقةُ
والشعرُ منذ ابتداء الغوايةِ خمرٌ وخمرُ
***
تناقض رابع:
قد ألبس الحزنَ
أو أمشي على الوجعِ
أو أستحيل هوى في أعين الدلعِ
أو أصبح الشمسَ
أو ليلا يطول به
وقتَ الجوى سمرٌ من شدة الولعِ
في داخلي تكثر الأضدادُ ..
يسكنني
نور ونار وآفاق محجّبة
وظلمة ..
وبقايا الإثم والورعِ
يطوف بي الشعرُ في أنحاء ذاكرتي
فلا أرى غير مشطور ومجتمِعِ
ولا أرى غير أفراح يُطاردها
جرحٌ سعيد وأصناف من الهلعِِ
أنا أنا حامل الفوضى
وملتحف بالإنسجام ِ
وروحي منبع المتعِ
***
تنا قض خامس:
أسير مختلط الأفكارِ
لا مدن تفض صمتي
ولا البوح الذي وجفا
ولا اتساق.. فما قلبي الذي ائتلفا
مذ حلّ بي الحرف لم أبرحْ أعاندني
ويعلمُ الكلُّ أني صرتُ مختلفا
***
خاتمة:(نثر ركيك)
لستُ أشهبكم
لستُ مثلكم
أنا شبيه شخص واحد فقط
هو أنا دون منافس
(إذن فلتقرَّ أعينكم ولا تحزن).