ليسوا عابرين... خلسة
هناك المكان خائفٌ..
والزمان الذى رأى كثيراً
رنا فقط..
للفتاة التى تركت فؤادها
فى جسد حبيب غابْ
المكان خالٍ
والزمان الذى رأى كثيراً
هناكْ
.. وبكى
فى الباص المزدحم
كان الكمسارى يخشى
المقاعد الخالية
فى المحطة الأخيرة..
قال :
إن المقاعد
سوف يتلفها زحام جديدْ
فى نهاية المساء
دخل بيته الخالى
أتلف كل المقاعد..
وبكى
فى نهاية شارع
فى نهاية الشارع
سحبت الشحاذة
يدها من الفراغ
وتذكرتْ..
تذكرت..ملمس يديه
حين واعدها لأول مرة
فى نهاية شارع.
الصبى ذو الأصابع المتسخة
فى طريق عودته..فكرَ
فكر فى العشاق..
الذين يشبكون أصابعهم
بوروده
على حافة النهر
الصبى ذو الأصابع المتسخة
الصبى الذى يبيع الورد
أعطى لأمه..
الجبن والأرغفة
وفر لمنامه
حزينا
الثرى..
الذى غطى اصابعه بالذهب
جلس على حافة النهر..
وتذكرَ
تذكرَ..
أمه
والجبن
والعشاق
تذكر..كثيراً..كثيراً..
فنزل النهر
يغسل أصابعه
حين رفع يديه
كان الصبى يسقط من أصابعه
قال :
إن البكاء ليس نهاية الحزن
وهكذا..
الصبى ذو الأصابع المتسخة
وجد وروده
كلها
كلها
فى القاع
مذاق أطفالى.
قال: إنه لن يظل جزءً من مصيرى
وملأ حقائبه
بمواعيد حنينى
لأمراة تنظف بشرته
من ملامسه
وهو يعطى لعابه
مذاق أطفالى
اسماء محمود