أنا اخزن إذا أنا مهموم
أنا اخزن إذا أنا مهموم
بقلم : عمار باطويل
بتاريخ :2-3-2009م
الكثير من الشعوب عانت ومازالت تعاني من الكوارث والمصائب التي حلت بها ومازالت تحل بها من حين إلى حين آخر حتى تسببت في دامر وخراب وتشريد الكثير من الناس وفقد للأمن , والأمان. فالحروب أحد الكوارث التي حلت على الكثير من الدول والعالم والتي لم ترحم العالم بأسره, فهناك الكثير من الأسر التي مزقتها الحروب وشتت بشملها والتي سحقت الأخضر واليابس والتي جعلت الكثيرمن الأسر تعيش في قاع الفقر بعدما كانت تعيش حياة كريمة. فكل الشعوب العربية عامة والشعب اليمني خاصة تتطلع إلى حياة أفضل وحياة كريمة كسائر شعوب العالم التي عمت على بعض هذه الشعوب الأمن والأمان. فكل دولة عربية او غير عربية توجد لديها مشاكل سياسية , اقتصادية او اجتماعية تعاني منها كإنتشار المخدرات وتفشي الجريمة ومافيها القتل , والخطف والأغتصاب ,...ألخ. وهذه ظواهر منتشرة تبحث عن حلول ولكل داء دواء إلا الموت. ففي أرض السعيدة اليمن نجد المواطن او معظم الشعب قد ابتلاه الله بشجرة القات والتي جعلت الحياة في ارضي شبه معطلة وركود اقتصادي كبير حتى اصبحت شرايين الحياة هناك تمشي ببطئ شديد في كل المجالات ودائما نشرف على كوم من الأحزان وسببه اغصان القات الذي ساعد على توسع دائرة الفقر وانتشار الفساد في البلاد. ففي اليمن يهدر الوقت ويقارب ( المليون ساعة) تهدر يوميا بسبب مضغ القات ومجالس القات ولا تستفيد منها الأرض ولاأهل الأرض. فالقات اصبح يهدد الأرض والإنسان حتى اصبح القات ينخر في أجسامنا وفي وطننا الجريح , نموت دائما موت بطئ والوقت يقتلنا بالإنتظار ولا تبدو هناك حياة مشرقة. العالم سريع في التقدم فتجده دائما في تقدم وعطاء اما بلادنا تمشى ببطئ كمشئ السلحفاة ولا نصل إلى اهدافنا إلا بعد شق الأنفس وفي أكثر الأوقات لا نصل بتاتا". بزغ فجر القات وغابت شموس العقل والحكمة من أرض الحكمة والإيمان وكأن الامر لا يهم الحكومة وفي الأخير الشعب هو الضحية. ملايين الريالات تهدر يوميا على غصون القات فلو تصرف هذه الملايين في مكانها الصحيح لكانت اليمن زهرة الدول وايضا ستكون ( الأرض السعيدة) وستعيد صفة السعادة التي افتقدتها اليمن منذ عصور قديمة. فالقات ضيع ومازال يضيع كل شي , فتضيع صلاة الجماعة ويهدر الوقت والمال وتموت الأحلام وتتحول إلى اوهام وتتلاشى الأفكار وتتبخر كالسراب بعد مضغ القات ونرجع في الدوامة والأوهام في اليوم الثاني عند اقرب موعد لجلسة القات وهكذا يمضي الوقت واوهام تتلوها اوهام وآهات تتلوها أمراض ودموع وفي آخر المطاف ترسؤ السفينة على شاطئ من الأحزان ويموت الأمل الأمان في نفوس أبنائنا واخواننا. اذا طرح على اي شخص هذا السؤال او على مجموعة من الأشخاص , لماذا أنا او نحن نخزن( نمضغ القات )؟ فهل من أجل قتل الوقت ام من أجل السعادة والمرح وتبادل اطراف الحديث في مجالس القات؟. فمن يخزن يكون دائما مهموما" ولا يعرف اين تكمن السعادة الحقيقية. أنا اخزن إذا أنا مهموم لأن تخزين او مضغ القات باب من ابواب الحزن والكآبة وباب إلى حياة كلها اشواك وهموم .
هناك الكثير من يعاني من امراض نفسية وامراض سرطانية وسبب كل هذه الأمراض هو مضغ القات وتعتبر اليمن اول دولة عربية ينتشر فيها السرطان وسببه القات والشمه والدخان...ألخ. وقد قراءت تقارير حديثة لمنظمة الصحة العالمية أن عدد الأشخاص الذين يُصابون بمرض السرطان في اليمن يبلغ نحو(20 ألف شخص) سنويا وتصل نسبة الوفيات إلى( 60 في المئة ) أي ما يعادل ( 12 ألف شخص في السنة).
فما هي الوسائل لنبذ واستأصال القات من اليمن ولماذا لا نسعى جميعا لجعل ارضنا خالية من شجرة القات؟ ولماذا لا نصارح انفسنا ونقول بأن القات هو احد اسباب الركود الأقتصادي في البلاد وهو أحد الأسباب الذي جعل (اليمن افقر دولة في الشرق الأوسط). فسوف يجرنا القات إلى الهاوية إذا لم نتفادى الأمر بأسرع وقت ممكن. الكثير من القصص التي حصلت في مجتمعنا يشيب لها شعرالراس ومنها على سبيل المثال , شخص يرهن بنته عند بايع القات لانه لا يملك ثمن القات, وهناك من يبيع اثمن ماتملكه الأسرة من اجل القات هذه قصص حقيقية وليست من الخيال او الأوهام.
فقد قابلت البعض من ابناء حضرموت في دول عربية وكان سبب اغترابهم عن تراب الوطن هو القات فقال لي احدهم: أنا اخترت الغربة لكي اقلع عن مضغ القات. سنوات ضاعت في الغربة وسببه الهروب من شبح القات الذي يهدد اسرته بالفقر كما يقول علي : "اصبح القات شبح يهدد اسرتي بالفقر وذلك السبب قررت السفر إلى بلد لا يوجد فيه القات". رضينا بالهم والهم مارضي بنا, كذلك يقول علي : رضينا بهم الغربة والسبب القات فلولا القات لكنت داخل وطني واخترت وطني للعيش فيه ولكن هربت من جحيم القات إلى جحيم الغربة والله المستعان. فللقات اضرار اقتصادية واجتماعية كما اسلفت ولكن من يعي ويعتبر فالوقت ثمين وعلينا استثمار اوقاتنا في الخير والعطاء للوطن وللمجتمع.
رد مع اقتباس