حطام أنسان

هجمت عليه الرهبة وأصبحت خطواته كسولة وراحت الأفكار تعصف بفكره ماذا سيقول له؟ ماهي الأسئلة التي سوف تطرح عليه ؟ هل سيجتاز المقابلة ؟
أنه طالما سمع عنه في وسائل الإعلام إنه شخصية ثرية وذات شهرة واسعة يملك أكبر شركة تعمل في استيراد السيارات على كافة أنواعها لها فروع عدة في أنحاء البلاد . بينما هو تائهة في خياله اصطدم بأحد الموظفين فقال له : آسف جداً . من فضلك ألا تعرف أين غرفة المدير العام ؟
إنها في نهاية الممر . طرق الباب ثم أدلف الى الغرفة ليجد أمامه السكرتيرة التي رحبت به ثم قالت : هل من خدمة ؟ فقال : أريد مقابلة المدير من فضلك .
هل هناك موعد مسبق ؟ نعم لحظة كي أعطيه خبر بذلك
تفضل أنه بانتظارك .
زادت ضربات قلبه وهو يتجه صوب الغرفة .طرق الباب فسمع صوتاً يقول تفضل . تفاجأ بضخامة المكتب وفخامته التي لم يشهد لها مثيل من قبل غاية في الروعة والجمال والتنسيق
استدار المدير وهو يمسك في يده بسيجارته الكوبية وقال له : مرحبا بك .
سمر بصره نحوه فإذا به أمام صورة تختلف عن ما شاهده في وسائل الإعلام ضخامة في الجسم ووجه متجهم ومكتنز .
قال له : استرح . رن الهاتف اهلا ً بك يا صديقي العزيز هل مازلت على التحدي ؟ هذه المرة سوف استخدم السيارة الجديدة التي أحضرتها قبل يومين من الخارج أن سرعتها تزيد عن ثلاثمائة كيلو متر في الساعة إلى للقاء .
اهلا ً بك مرة أخرى
كانت الكلمات تخرج من فمه بشي من التعالي والكبر . سال عدة أسئلة عن السيارات وأنوعها .
ثم قال : سوف تكون تحت التجربة في فرعنا الجديد لمدة ستة شهور .
خرج فرحاً لقد نال الوظيفة . بعد أسبوع من مزاولة الوظيفة وهو قابع في مكتبه الصغير يتابع حركة البيع والشراء للسيارات عبر التلفزيون فإذا به يفاجأ بخبر عاجل لقد تعرض رئيس الشركة الكبرى للسيارات إلى حادث شنيع نقل بعدها إلى المستشفى وتقول التقارير الواردة من المستشفى انه في حالة غيبوبة كاملة فاقد للكلام والحركة .

الأخ الفاضل عبد الله سليمان الطليان
قرأت قصة تتحدث عن شاب يبحث عن العمل ويمني النفس بالظفر به ، ويبدو واضحًا من خلال المقدمة أن هذا الطالب للعمل بحاجة شديدة إلى هذه الوظيفة ، وبعد المقابلة مع صاحب الشركة نال الوظيفة وبدا في غاية الفرح والسرور ، وهنا في هذه القصة ظهر لي أنّ هناك عدة نقاط كانت تحتاج إلى إعادة النظر فيها وسأوجزها فيما يلي :
1-لم أجد مغزىً واضحًا للقصة ، أو ما هي الرسالة التي تريد أنْ توصلها للقارئ ، وكل ما فهمناه أنّ طالب الوظيفة متشوق للحصول عليها ، وصاحب الشركة ظهر من خلال الحوار شخصية تختلف عن ما هو مألوف في الصور التي يظهر بها وهذا أمر عادي جدًا ، كما إنّ القصة لم تظهر أنّ صاحب العمل تصرف تصرّفًا فيه ما يشي بأنّه متكبر أو فظّ في تعامله بدليل أنّه قال لطالب الوظيفة عند دخوله " مرحبًا بك " ثمّ قال له " استرح " وبعد إنهاءه لمكالمته قال له "أهلًا مرة أخرى " وهذا يدلّ على تواضع صاحب العمل ، أمّا سؤاله عن خبرته في السيارات ، فهذا أمر سؤال عادي يطرح في أي مقابلة يكون الغاية منها الحصول على عمل ما ، وهنا يتضح أنّ صاحب العمل رجل غني جدًا ، ولا غبار على تصرفاته .
2-أنْ يكون لدى صاحب العمل سيارات كثيرة ، ومنها ما هو يمتاز بالسرعة الكبيرة هذا أمر لا غبار عليه ، وأنْ يحصل حادث لصاحب العمل نتيجة قيادته لمثل هذه السيارات ذات السرعة الفائقة هو أمر عادي جدًا ، ما لم تكن هذه القيادة في الطرقات العامة ، مّما يسبّب الضرر لمن حوله ، وهذا ما لم تشر إليه في قصتك .
3-الحوار في القصة لم يلتزم بتقنيات كتابة القصة القصيرة أو الأقصوصة ، فقد كان يجب أنْ تضع الحوار الذي دار بين طالب الوظيفة ومن سأله عن مكتب المدير العام أو بينه وبين السكرتيرة داخل علامات التنصيص ؛ مثال ذلك عندما أجاب الموظف ودلّ الرجل على مكان غرفة المدير العام " إنهافي نهايةالممر " أو تضعها في أول السطر بعد أنْ تضع سؤال الرجل الباحث عن العمل وردّ الموظف ، مثال ذلك .
-آسف جداً؛ من فضلك ألا تعرف أين غرفة المدير العام؟
-إنها في نهاية الممر .
وكذا الأمر بالنسبة لسؤاله السكرتيرة أو جوابها أو الحوار القصير الذي دار بين صاحب العمل ومحدثه على الهاتف أو الحوار الذي دار بين الرجل وصاحب العمل .
4-أمّا الإشارة للتعالي والكبر من جهة صاحب العمل أثناء حديثه مع طالب الوظيفة فهذا الأمر لا يتناسب وترحيب صاحب العمل بالرجل منذ دخوله عليه ، إذا قال له في المرّة الأولى " مرحبًا بك " ثمّ " استرح " وبعد الانتهاء من المكالمة قال له " أهلًا بك مرّة أخرى " وهنا يبدو أنّ عملية الإيحاء بأنّ صاحب العمل رجل متكبر لم تكن موفقة ، وكان يجب أنْ تسبق بعبارات غير تلك التي مهدت لدخول طالب الوظيفة وترحيب صاحب العمل به ، وحتى تكون كذلك فقد كان يجب لفت انتباه القارئ لهذه المسألة عندما قال له في البداية " استرح " كأن نضيف إليها تلميح أو إشارة واضحة بأنّه قالها بتعجرف وتعالي ،مع عدم الإشارة إلى جملة " مرحبًا بك " وهذا ما لم يكن موجودًا في النصّ .
5-عندما استلم الرجل الوظيفة لم يظهر هناك أي تماس بينه وبين صاحب العمل يشي بأنّ صاحب العمل كان متعاليًا أو متكبرًا على من هم دونه في المستوى المادي أو الاجتماعي ، لذلك جاءت خاتمة العمل بدون أنْ تعطي أي فكرة محدّدة تخدم الهدف الذي أراد له القاص أنْ يوصله .
6-العمل كان يريد أنْ يوصل فكرة عن الغني والفقير ، والفروق الاجتماعية وكيفية تعامل الأغنياء مع موظفيهم، ولكن لم نلمس هذا الأمر من خلال النصّ .
7-إنّ عدم الالتزام بتقنيات الكتابة جعل الحوار يبدو مشتتًا ، كما إنّ مقومات القصّة لم تكن حاضرة كما يجب في هذا العمل ، ولم تصل بالتالي الفكرة كما أريد لها كما إنّ العنوان لا يتناسب مع مضمون القصة ، وأيضًا إضافة عبارة "فاقد للكلام والحركة" لم يكن لها من داع ؛ لأنّ الغيبوبة تعني كل ذلك وأكثر .
8-شيء آخر ؛ وهو مهم جدًا ألا وهو الاهتمام بالهمزات ، فلم تأخذ حقّها في هذا النصّ .
أرجو أنْ لا يضيق صدرك بهذه الملاحظات ، وكلنا هنا نتعلم ونستفيد في هذا الصرح الأدبي الكبير ، ورغم أنّ ّ أفكارك والرسالة التي تريد إيصالها للقارئ هي جميلة ، ولكن لا بد من العناية ببعض تفاصيل العمل لكي يخرج العمل جميلًا هو أيضًا .
مرحبًا بك ، ونرجو لك مزيدًا من التقدم .
تقديري واحترامي

أخي الفاضل راضي الضميري
تحية طيبة وبعد
أحب أن اشكرك جزيل الشكر على مرورك وتشريحك للنص
وردة عبارة أن النص عادي جداً
نعم يمكن ان نقول أن الحدث لم يكن جديداً . كان التركيز منصب على الرمزيه فقط
ولم نعطى ايحاءات كثيرة وتسليط الضوء على جوانب اخرى . وإني اسالك هل لو
كان النص مترجماً من لغة اخرى . هل سوف يمكن ان تقول عنه عادياً
الأ خطاءاللغوية ناتجة عن لوحة المفاتيح وسيتم تداركها .

تقبل فائق الاحترام والتقدير

أخي الفاضل راضي الضميري
تحية طيبة وبعد
أحب أن اشكرك جزيل الشكر على مرورك وتشريحك للنص
وردة عبارة أن النص عادي جداً
نعم يمكن ان نقول أن الحدث لم يكن جديداً . كان التركيز منصب على الرمزيه فقط
ولم نعطى ايحاءات كثيرة وتسليط الضوء على جوانب اخرى . وإني اسالك هل لو
كان النص مترجماً من لغة اخرى . هل سوف يمكن ان تقول عنه عادياً
الأ خطاءاللغوية ناتجة عن لوحة المفاتيح وسيتم تداركها .

تقبل فائق الاحترام والتقدير

الأخ الفاضل عبد الله سليمان الطليان
أشكرك على سعة صدرك ، وبخصوص ما تفضلت به أودّ أنْ أقول ما يلي :
1- أنا لم أقل أنّ النصّ عادي جدًا ، بل ورد في تعليقي كلمة عادي جدًا مرتين ، في المرّة الأولى كانت حول"

وصاحب الشركة ظهر من خلال الحوار شخصية تختلف عن ما هو مألوف في الصور التي يظهر بها وهذا أمر عادي جدًا

" وفي المرّة الثانية "

وأنْ يحصل حادث لصاحب العمل نتيجة قيادته لمثل هذه السيارات ذات السرعة الفائقة هو أمر عادي جدًا ، ما لم تكن هذه القيادة في الطرقات العامة ، مّما يسبّب الضرر لمن حوله ، وهذا ما لم تشر إليه في قصتك .

وكما ترى أخي الفاضل فأنا لم أقل أنّ النصّ عادي بل قلت أنّ ما حصل للرجل في حادث السيارة واختلاف شكله عن ما هو مألوف في الصور أمر عادي جدًا .
2- إنّ مسألة الرمزية هنا لم تخدم النصّ ، فقد أعطيت للقارئ في مقدمة موضوعك صورة لا يفهم منها ولا بأي شكل من الأشكال أنّ الرجل متكبر أو ما شابه ذلك ، ودليله العبارات التالية " مرحبًا بك " و" استرح " ومن ثمّ " أهلا بك مرة أخرى " وقلت بأنّ هذه العبارات لا تخدم الفكرة التي تريد إيصالها للقارئ .
3- بخصوص النصّ سواءً أكان مترجمًا أو غير ذلك ، فهذا لا يغيّر من الأمر شيئًا بالنسبة لي ، فأنا قلت وجهة نظري اعتمادًا على ما قرأته ، ومن الطبيعي أنّ لكل إنسان وجهة نظره الخاصة به ، ولكن هناك شروط أساسية لا بد من توافرها لنجاح عمل ما ، ووجهة النظر هذه لا بدّ وأنْ تتوافق مع شروط وضوابط هذا العمل الذي نحن بصدده. ولا يعني وجود نصّ مترجم من لغة أخرى أنّه قد يكون أفضل من نصوصنا العربية ، وبقناعتي الشخصية هناك نصوص في ملتقى القصة هذا يتفوق على نصوص عالمية شكلًا ومضمونًا ، كما تجدر الإشارة بأنّنا وبمجرد رؤيتنا لأي نصّ مترجم نسميه عالمي وقد يكون الاسم فقط هو ما ينسب إلى العالم أمّا المضمون فلا وقد يكون لا يساوي الحبر الذي كتب به .
4- بالنسبة للأخطاء الكيبوردية فهذا أمر يقع فيه معظم الكتّاب - إلا ما رحم ربي - والتنبيه على هذه المسألة أمر ضروري تفرضها علينا الأمانة العلمية والأدبية ، كما إنّ العمل وحتى لو كان موافق للمواصفات والمقاييس ، فهذا لا يعطيه علامة النجاح الكاملة ، ولا يعفيه من وجود مثل هذه العيوب ، لذلك ترى الجميع وبدون استثناء ينبهون إلى مثل هذه الأمور ، علمًا أنّ بعضهم قد يقع أحيانًا في مثل هذه الأخطاء .
5- لقد قرأت لك نصوصًا كثيرة ولكن هذا النصّ رأيت فيه ما قرأته ، وليس من وراء ذلك إلا كل الخير إنْ شاء الله تعالى .
أرحب بك وبسعة صدرك ، وأرجو لك مزيدًا من التقدم والإبداع .
تقديري واحترامي