أعيديني إلى ذاتِي..
للشاعر حسين حرفوش
وَمَـازِلْـتُ ...كَـمَـا كُـنْتُ...
فَـهَـلْ أَنْـتِ كَـمَـا كُنْتِ؟!
وَمَــازَالَ لَـنَـا وَعْـــــدٌ...
فَــمَــــــا هَـانَ ولا هـُنْـتِ
ورغم الـمِلْـحِ في العَيْنَيْنِ... مِنْ عَـرَقِي....
ورغم مَـــرَارةِ الأيَّــــــــــامِ في حَلـْـقِي....
ورغم قَـسَـــاوَةِ السَّــجَّـــانِ ...
رغـمَ الَّليـْلِ ..والأَرَق ِ ..
ورغمَ الآهِ تَـحْـمِـلُهَــــــا ....
دموعُ الخَوْفِ ..والقَلَق ِ...
أنَـــا مَـا زِلْـتُ أَرْسُـمـُكِ ...
على صَدْرِي ..وفي وَرَقِي ...
عُـيُـونـًا كُـلُّ مَـا فيها مِـنَ السـِّـحرِ ...
مِـنَ (الشَّـرْقِ) ..!!
ولكـِنـِّي هُنـَـــا الآنـَـا...
تـُعَـانِـدُنِي وَتـُشْـقِـينِي...
وَسَاوِسُ شَـهْـوَةِ الطِّـين ِ...
أنا مِنْ قَسْــــــوَةِ (الطـِّينِ) على (الطِّينِ ) !!
أنا كَـمْ عِـشْـتُ جَوْعَانًا ..
وظمْآنـًا..وعُريانـَا!!
أنا كَـمْ عِـشْـتُ تـُغـْـرينِي الهُـتُـافَـاتُ....!!
أنا كَـمْ عِـشْـتُ تـُلْهِــينِي الحِكَـاياتُ....!!
أنا كَـمْ عِـشْـتُ أَسْــتَـدْعِي مِـنَ الـمَـاضِي مَلاَمِـحَـنَـا الَّتي ضَـاعَتْ
ولم يَـبْـقَ معي منها سِـوَى رسْـمٍ .. تـُلَوِّنُهُ الخَـيالاتُ...
أنا كَـمْ عِـشْـتُ .. لا ألْـقَى..
سِــوَىَ شَـكْـوَى بـَسَــاتِيني من الجـَدْبِ...
وهَمُّ ( الحـَبِّ ) ...
قد أنْسَى بَلابـِلـَنا ... ترانيمَ الصَّـبـَاحَاتِ
فَهَاتِي يَدَيْكِ شُـدِّينِي ...إلى الآتِي
ومن نـَبْــعِ الشُّـــعـَاع ِ البِـكـْرِ .. في عَينَيْكِ ....
هَاتِي الطـُّعـْمَ والسـُّـقـْـيــَا....
أَعِيدِينِي...أَعِيدِيني ....
أَعِيدِيني إلى ذَاتِي
الشــاعر : حســين حرفوش