أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: لماذا نجح اليهود فيما أخفقنا فيه؟

  1. #1
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي لماذا نجح اليهود فيما أخفقنا فيه؟

    لماذا نجح اليهود فيما أخفقنا فيه؟
    د. موفق سالم نوري
    كلية الآداب - جامعة الموصل
    لا خلاف في أن اليهود نجحوا في أن يقيموا مشروعهم السياسي لما أعلنوا قيام دولتهم على أرض فلسطين الطاهرة في عام (1948م)، ثم أكملوا جانباً مهماً من مشروعهم هذا في عام (1967م) بدخولهم القدس الشريفة والاستحواذ عليها، ولا يزالون يعملون بدأب وتؤدة من أجل إقامة هيكلهم المزعوم مكان المسجد الأقصى.
    وإذا ما تلمسنا جوانب مهمة من هذا المشروع اليهودي وجدناه يقوم على (أساطير) مزعومة، وإذا ما تلمسنا طبيعة صلة المسلمين بأرض فلسطين وجدناها تستند إلى (حقائق) لا غبار عليها، فلماذا أفلح أحفاد القردة والخنازير في إقامة (أساطيرهم)؟ ولماذا أخفقنا نحن في إقامة (حقنا) هذا؟!..
    وقبل الولوج في حيثيات الموضوع لا بد من التنبيه على ملاحظات أولية، وفي مقدمة ذلك أن بشارة النبي h بنصر المسلمين شيء، وما نتحدث عنه هنا شيء آخر، فهذه البشارة حقيقة، لكن النبي h لم يخص بها جيلاً معيناً، بل هي بشرى لمن يعمل لها، ويسعى بجد إليها.
    ومن جانب آخر قد يستغرب بعضهم فيتساءل عن جدوى الكلام في (تجربة اليهود) وهم أعداؤنا المنبوذون، وهنا لا بد من التنبيه على أن الذي يبتغي النجاح لا بد له من أن يتعلم من تجاربه وتجارب الآخرين حتى وإن كانوا أعداءه، بل إن التعلم من العدو ربما كان في بعض الأحيان أبلغ فائدة، ولا بد هنا من التنبيه على أن ما في هذه المقالة ليس مدحاً لأحفاد القردة والخنازير، بقدر ما هو رصد جوانب يمكن تدبرها والإفادة منها بشكل أو بآخر.
    وملحوظة أخيرة: أن هذه المقالة هي (تأملات) في معطيات التجربة اليهودية في خطوطها الرئيسة، ومحاولة لفهم هذه المعطيات وتدبرها، وفي ضوء ذلك حددنا عوامل نجاح اليهود في الجوانب الآتية:
    أولاً: منظومة المفاهيم
    يقف على رأس هذه المنظومة (صدق اليهود) في تعاملهم مع قضيتهم، وقد يبدو هذا الكلام مفاجئاًُ وغريباً، إذ كان الأمر قبل قليل (أساطير)، ولكني لا أزعم أن أحفاد القردة والخنازير هؤلاء قوم صادقون فيما يدعونه من حقوق أو حقائق، ولا أن الصدق صفة أخلاقية لهم، فهم أهل المكر والخديعة، ولكن الذي أقصده أنهم عملوا من أجل مشروعهم وقضيتهم بصدق لبلوغ درجة النجاح، فهم أولاً صدّقوا أساطيرهم هذه، وأن فلسطين هي (أرض الميعاد) وأن هيكلهم (تحت المسجد الأقصى)، ثم أنهم عدّوا ذلك فرضاً دينياً ملزماً راحوا يعملون بموجبه ولأجله، فراحوا يعملون (بصدق) لأجل ذلك، الأمر الذي ترتب عليه بروز مفاهيم أخرى وجهت عملهم وسلوكهم وهي:
    1. الإخلاص في العمل: وهنا لا أزعم أيضاً أن اليهود توفروا على صفة الإخلاص بدلالتها العامة والمطلقة، فهم في الحقيقة أهل المكائد والدسائس والإيقاع بالآخرين، ولكن أعني أنهم عملوا حقيقةً من أجل نجاح مشروعهم هذا. وربما سأل سائل: كيف حكمنا أن هؤلاء عملوا بإخلاص من أجل مشروعهم؟ والإخلاص مسألة وجدانية شعورية، غير أن لهذا الحس الوجداني تجليات ظاهرة تكشف عنه، من ذلك أن اليهود بذلوا كثيراً من أموالهم لأجل قضيتهم، ولم يكن أمرهم ليتم لولا أنهم فعلوا ذلك، إذ إن متطلبات المشروع عالية جداً، فالأمر يتطلب إنفاق الكثير من الأموال لتغطية تكاليف هجرة اليهود إلى فلسطين، ثم بناء المستوطنات على أرض فلسطين، ثم توفير فرص العمل لهؤلاء المهاجرين، ثم تسلل اليهود إلى المؤسسات ومراكز القرار في العالم واختراقها.
    كل هذا أنفق له اليهود ولم تكن لهم بعد دولة لها موارد وموازنة مالية ترصد التخصيصات اللازمة لذلك، فمن أين جاءت المنظمات اليهودية بالمال اللازم؟ لا بد أن تكون من أموالهم الخاصة، فانظر إلى مدى إخلاصهم لقضيتهم حتى بذلوا لها هذه الأموال، في الوقت الذي يعد فيه اليهودي بخيلاً شحيحاً طامعاً في المال، وتكاد شخصية شايلوك اليهودي الأنموذج العالمي في البخل والطمع، فضلاً عن أنه لم تكن ثمة سلطة لقادة اليهود تجبر أتباعهم وتضطرهم على الإنفاق من غير أن يكونوا راغبين في ذلك، فالمساهمة جاءت في الغالب طوعية وبرغبة حقيقية في بلوغ الهدف (أرض الميعاد)، ولا شيء أدل من ذلك على حرص اليهودي وتفاعله مع قضيته، ولنا أن نتصور أيضاً أن هذه المساهمة لم تقتصر على أغنيائهم بل أَسْهَمَ فيها فقراؤهم أيضاً.
    فإذا كانت هذه صورة اليهودي وهو يعمل لأجل قضيته، فكيف كانت صورتنا ونحن نعمل من أجل قضيتنا؟، علماً أننا نملك (دولاً) كثيرة وليست دولة واحدة فقط، وعلماً أن العديد من هذه الدول (نفطية) تملك الكثير من الموارد، وإذا أضفنا إلى ذلك وجه المقارنة بين عدد اليهود في العالم وهم لا يتجاوزون الثلاثين مليوناً مع المسلمين الذين بلغوا ربما المليار ونصف المليار، عندها يمكن القول: إننا لم نقدم شيئاً من أجل قضيتنا، ليس إنكاراً لحق من قدَّم (شيئاً) من أجل القضية، لكن المنطق يفترض أن ما يجب أن يقدمه المسلمون لقضيتهم ينبغي أن يكون مئات مضاعفة لما قدمه اليهود لقضيتهم، ولو حدث شيء ضئيل من ذلك لما آل حالنا إلى ما نحن عليه اليوم..
    وقد لا تغيب الصورة عن مخيلة الكثيرين وهم ينظرون إلى قادة منظمة التحرير يجوبون عواصمنا وهم (يطلبون) الدعم والعون، ولم أشأ القول أنهم كانوا كأنهم (يستجدون) هذا الدعم احتراماً لهؤلاء القادة فقط، وإلا فإن الأنظمة الحاكمة كانت تحيل المسألة إلى (ابتزاز) القضية والمتاجرة بشعاراتها، فهي تفكر أصلاً في (الكسب) من القضية وليس (دعمها)، ولهذا شهدت السنوات الأخيرة بروز دور القوى الإقليمية وسعيها لـ(دعم) بعض القوى المقاتلة على الساحة الفلسطينية ليس حباً بهذه القضية، بل لأن ذلك يقودها إلى أجندتها الخاصة بالمنطقة، وقد تكون هذه المسألة من الخوانق الخطيرة التي ينبغي الحذر منها حذراً شديداً.
    2. الجد في العمل: ولنا أن نتصور أيضاً أن هؤلاء اليهود عملوا بجد ومثابرة من أجل قضيتهم، بل قل امتلكوا همة عالية، وهم الذين قالوا بالأمس لنبيهم: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) [المائدة:24]، أما يهود اليوم فقد كانوا جادين في إنجاح مشروعهم هذه المرة، ربما لاعتبارات ليس محل بحثها هنا، لكن ثمة معطيات أكدت جدية اليهود في سعيهم وتخطيطهم، ولعل أول هذه المعطيات أن اليهود عملوا من أجل قضية لم يكن قد توفر لها بعد أي أساس مادي في الواقع، بل كانت أوهاماً وأساطير غير أنهم حولوها إلى واقع شاخص يتحدانا في كل وقت وحين، وذلك يحتاج إلى همة كبيرة يقنع بها قادتهم عامتهم بجدوى المشروع اليهودي، ولا بد من أن تحقيق مثل هذه القناعات يتطلب جهداً كبيراً من أجل بلوغها.
    ومشهد آخر لهذه الجدية في العمل يظهر بتأمل هذا اليهودي المهاجر من لندن وباريس ونيويورك متوجهاً إلى (أرض الميعاد)، وربما قال ساذج: وما في ذلك؟ في الواقع أن ذلك فيه شيئا كثيرا، تأمل اليهودي وهو يترك مدن الحضارة والرفاهية وسعة العيش ليأتي إلى أين؟ يأتي إلى الشرق الأوسط في عشرينيات القرن الماضي وثلاثينياته، مدن يعمها التخلف والبؤس فكيف حال القرى، لقد استبدل هؤلاء واقعاً بواقع بينهما بون شاسع في طعم الحياة، طائعين راغبين، أليس في هذا تضحية كبيرة؟ ويبدو أن هؤلاء لم يفكروا في حجم هذه التضحيات، فالفردوس الذي ينتظرهم على أرض الميعاد يقتضي ذلك، هكذا تحرك اليهود في منظومة مفاهيم من أجل قضيتهم: الصدق في القضية والإخلاص لها، والجد في السعي من أجلها.
    فإذا ما استدارت زوايا المشهد لتعكس الحال الذي عليه نحن اليوم، وجدنا أنفسنا على درجة عالية من التهاون والتقصير في العمل، فمن ذا الذي يتحمل مسؤولية ذلك: القادة والنخب أم الشعوب التي تستشعر العجز؟ وليس من الإنصاف إدانة طرف وتبرئة آخر في هذه القضية، فالكل يتحمل قسطه من التقصير واللامسؤولية، ربما تفاوتت الدرجات في ذلك.
    فقادة الأمة الذين في الحكم منهم أو في المعارضة لم تَبِنْ عليهم ملامح الصدق ـ على وجه العموم وليس على وجه الإطلاق ـ وإن من كان صادقاً منهم اكتفى بهذا القدر، أعني الصدق في الكلام وحسب، ولم يبلغ به الأمر درجة الصدق في العمل ـ وهنا الحكم أيضا على وجه العموم وليس على وجه الإطلاق ـ ولكن لما كان الإخفاق ملازما لنا ، كان تقصير القادة هو الصفة الغالبة، فلما فقد هؤلاء القادة الصدق فيما ادعوه من شعارات فقدوا الإخلاص أيضاً، ومن ثم فقدوا الهمة الحقيقية في العمل، لأن الشغل الشاغل لقادة الأمة يكمن في كيفية المكوث على هذا الكرسي أطول أمد ممكن، من غير نظر صادق إلى مصالح الأمة وقضاياها ومشكلاتها، حتى أنهم خانوا الأمة وزاغوا بها عن الصراط المستقيم، أما (القادة) الذين لعبوا ويلعبون دور المعارضة فمدجنون هجينون، يعارضون (بقدر مناسب) لا يغيض ولا يكدر ولا يضر قدر الإمكان، فإذا ما هربوا خارج أوطانهم ليعارضوا من هناك، إذا بهم تطول ألسنتهم، وتقصر أعمالهم، ثم إذا بهم مطايا لأعداء الأمة، جماعات اخترقها العدو في الحد الأدنى وراح يسخرها ويحركها بالكيفية التي يشاء، وفي الوقت الذي يشاء، وبالقدر الذي يشاء، وكان كثير من هذه الحالات سافراً جلياً لا يحتاج إلى تعليق، فخانوا هم أيضاً الأمة، التي غدت بين جلاد جاثم على صدرها يذيقها الأمَرَّين، وآخر يتربص بها باسم المعارضة (يناضل) من أجل الأمة اليوم، فإذا ما تولى أمرها، راحت الأمة تترحم على الجلاد السابق، وللأمة أحدوثة في هذا الشأن تتعلق بـ(الخازوق)، وهكذا تم تدجين الأمة، دجنها قادتها الصادقون في مصالحهم المخلصون لمطامعهم، العالية هممهم تجاه إضعاف أمتهم.
    فإذا ما أتينا على الأمة نفسها وجدناها أمة محبطة يائسة بائسة، وأعوذ بالله أن أقول إن ذلك على وجه الإطلاق، بل هو على وجه العموم، فهذه الأمة لم يشرق عليها يوم فيه نصر منذ أمد بعيد، حتى أنها نسيت طعم النصر، دع عنك الانتصارات الزائفة، فإذا ما نسيت الأمة طعم النصر استمرأت طعم الهزيمة واستساغته وركنت إليه، وقد تعطي الأمة لنفسها ألف عذر في هذا الشأن، وقد يكون ذلك مقبولاً، فإن للهزيمة أسبابا كثيرة، ولكن النصر له سبب واحد هو التزام جانب الحق والصدق والعمل به، وأي فرد في الأمة اليوم بوسعه أن يذكر قائمة من الأسباب التبريرية لواقع الأمة، ولكن قليلا من هؤلاء من يعمل بجد لتغيير الواقع، إن الأمة بحاجة إلى أن تنفض عن نفسها غبار الركون إلى ما هو قائم، وأن تستنهض في نفسها اعتبارات الهمة العالية، وهذا لا يتم بوصفة طبية، ولا يتم بموعظة واعظ صاحب ألسنية فذة، بل الأمر يحتاج إلى أكثر من ذلك، يحتاج إلى جهود صادقة ومخلصة وجادة من داخل الأمة عندما تستشعر أنها بحاجة فعلية إلى ذلك، وإلى تقديم التضحيات المناسبة بغض النظر عن شكلها وحجمها وطعمها ولونها ومن غير تردد، فلو أن بلالاً وعمار بن ياسر وأمه سمية فكروا في طعم التضحيات ولونها لما أقدموا عليها، غير أنهم أدركوا أن هذه التضحيات ضرورة لازمة للفوز بما يستحق الفوز به، عند هذه النقطة وليس في مكان آخر تبدأ الخطوة الأولى في مسيرة الأمة نحو مشروعها في النهضة.
    ثانيا: مبادئ العمل وأساليبه
    وضع اليهود لأنفسهم مبادئ وأساليب يمكن أن تبلغ بهم نحو أهدافهم، ويمكن القول إن ذلك تجسد في الجوانب الآتية:
    1. الصبر: عمل اليهود بدأب لبلوغ أهدافهم، غير مستعجلين على بلوغها، ولكنهم لم يتأخروا أو يتماهلوا في تحقيق ذلك، فقد وضعوا لأنفسهم هدفاً مركزياً، حددوه بوضوح، فعرفوا ما يريدون، ولما حاول بعض السياسيين أن يعطيهم بدائل عن أهدافهم في فلسطين، رفضوا ذلك، وأصروا على أن أرض الميعاد هدفهم المنشود، فلما أطمأنوا إلى طبيعة أهدافهم استقرت نفوسهم ثم بدأوا بوضع البرامج اللازمة لأهدافهم، ولم يكن مهماً عندهم الوقت، ليس المراد عدم احترامهم للزمن، ولا أنهم فاقدون لحس تقدير الزمن، ولكن المراد أن المغريات والإخفاقات لم تثنهم عن السعي لأهدافهم مهما طال الزمن، فطالما وضحت الأهداف وحددت الأساليب اللازمة، لم تعد المسألة عندهم سوى مسألة وقت وعدم تضييع الفرصة المناسبة إذا جاءت، وذلك كله يحتاج إلى مراعاة عامل الصبر، لأن التعجل كالتأخر قد يحبط كل شيء، لذلك لابد من الصبر والأناة لالتقاط الفرصة، أو قل لصناعتها، فلم يكن في تفكيرهم ضرورة (إحراق) المراحل أو (اختصار) الزمن، فلكل أمر مداه المناسب من حيث الزمن، لكن يبقى الصبر على الأهداف أحد عناصر التحكم بالمسيرة وهكذا عملوا منذ عشرات السنين، من غير أن ينتابهم الملل والضجر من طول الانتظار ومن طول المسير، توارثوا أهدافهم وبرامجهم جيلاً بعد جيل، يعملون لأجلها حتى بلغوها.
    أما في الصف الآخر، فإن للمشهد معطيات ودلالات أخرى، وأبرز ما في ذلك هذا التخبط الواضح في الأهداف، هل نريد تحرير فلسطين؟ أم نريد تحقيق الوحدة العربية؟ أم تحقيق الوحدة الإسلامية؟ أم تحقيق النهضة الحضارية؟ أم إقـامة دولة الخلافة؟، أم أننا نريد كل ذلك دفعة واحدة؟، فإذا كان ذلك حال الارتباك في تحديد الأهداف، فما بال الوسائل؟ وما حال البرامج؟ لقد أصابتها هي الأخرى الفوضى الحقيقية، فعشرات الأحزاب يعني عشرات البرامج، تراوحت ما بين الاختلاف والتقاطع والتحارب، حتى ارتبكت المفاهيم ثم اضطربت وتشوشت، وعند هذا المنحدر لا بد من أن يكون الصبر معدوماً، لذلك راح بعضهم يتحدث عن حرق المراحل واختزال الزمن، من غير تروٍ، ومن غير إعداد العدة اللازمة لتحقيق النجاح، وفي أحيان كثيرة لم يكن الأمر سوى تسجيل مواقف (تاريخية)، لذلك فإن ما نحن عليه اليوم لا يمثل صبراً على الأهداف، بل هو تلكؤ وتهاون وتجاهل يعكس ضعف الهمة والعزيمة، فحتى يعد المرء صابراً لا بد له من أن يبدأ مسيرة العمل ثم يبدأ معها الصبر على بلوغ الأهداف، أما القعود فإنه ليس من معاني الصبر على وجه الإطلاق، والأمة اليوم حكمها حكم القاعد، ليس على وجه الإطلاق بل على وجه العموم، الأمة لا تخلوا من العاملين، ولكنهم لا يزالون القلة التي لم تتحول إلى قوة فاعلة مؤثرة تغير مجرى الأحداث والتاريخ.
    2.السرية والكتمان في العمل: إذا ذكر اليهود ذكر معهم القدر الكبير في السرية والكتمان، ولقد كنا نعلم أن اليهود الذين كانوا في مدينتنا كانوا يفتحون (كوات) في جدرانهم بين بيت وآخر، فإذا أرادوا أن ينشروا أمراً فيما بينهم استعملوا هذه الكوات، فيطلع أحدهم الآخر على الأمر من خلالها، فلا يخرجون إلى الطريق للحديث في الأمر خوفاً من أن يلتقط غيرهم كلمة أو حرفاً من شؤونهم الخاصة، فهم يعيشون في أوساط يعدونها دائماً عدوة، وهذا الأنموذج على بساطته يعكس المنهجية التي اختطها اليهود لبلوغ أهدافهم.
    وفي الوقت نفسه فإن سائق الحافلة ينادي على ركابه في ساحة النقل العام بصوت عالٍ معلناً عن وجهته التي يقصدها بالصياح: المطار السري، المطار السري!!، وهكذا يتم بناء منشآتنا السرية، وهكذا يتم التعاقد مع كبرى الشركات العالمية ـ وهي المخترقة حتماً من اليهود ـ لكي تبني لنا منشآتنا السرية أو الإستراتيجية الخطيرة، وهكذا يتبجح الإعلام والمسؤولون في بلداننا بما يعدونه (منجزات) كانت في الغالب أكاذيب، دفعنا نحن في بلدنا ثمناً رهيباً لها، فقط من أجل أن نقول: عملنا، وأنجزنا، وحققنا، حتى صدقنا هذه الأباطيل ورحنا نعمل على أساسها، فإذا بالكذب المبهرج إعلامياً فقرة أساسية في عمل أنظمتنا وحكوماتنا ودولنا، كل ذلك لأننا لا نحترم السرية والكتمان في العمل بالقدر اللازم، ولأن أكاذيب الإعلام تستهوينا، ولأننا أحببنا أن ينفخ فينا، حتى انفجرنا من هول النفخ الكاذب، ألم يقل نبينا h: "استعينوا على إنجاحِ الحوائجِ بالكتمانِ " فإذا كان هذا لازماً في شأن الأفراد، فإنه أشد لزوماً بحق عمل الدول والحكومات، لاسيما أن ثمة عدو قذر يتربص بنا في كل حين.
    ولليهود سبق في مجال عمل المنظمات السرية، ربما بالغ بعضهم فجعل ذلك يمتد إلى عدة قرون من الزمن، وربما هوَّل بعضهم من دور الماسونية في تحقيق أهداف اليهود، لكننا إذا رفضنا التهويل، فلا بد من أن نرفض التهوين أيضا. إن من يعمل بصدق لا بد من أن يخاف على أهدافه فيتكتمها ويحيطها بما يلزم من السرية، والعكس صحيح، فإن الكذابين ليس عندهم شيء يخافون عليه في الحقيقة، لذا تراهم يصرخون عالياً، إذ لا تلزمهم السرية في شيء، والغريب أن أسرار الدولة ممنوعة على مواطنيها، لكنك تجدها مباحة وراء الحدود، وعلى هذا أمثلة كثيرة في الواقع، حتى بتنا أمة بلا أسرار، كل الأشياء مكشوفة للعدو، ليس لأنهم يمتلكون الوسائل اللازمة لذلك، بل لأننا لا نحترم أسرارنا، ولا نجيد وسائل الحفاظ عليها، حتى عاد اختراقنا سهلاً، في حين تجد اختراق العدو ـ ليس مستحيلاً ـ ولكنه ليس سهلاً، فنحن نفتقد للكثير في مجال الحصانة والوعي بها، وهم يمتلكون الكثير من ذلك.
    3. القدرة على الاختراق: وهنا تكمن حقيقة المأساة، فإن الذين يعيشون في جسد الأمة ممن رخصت أثمانهم كثير، فغدونا أمة مخترقة، وذلك من أخطر ما يهدد مصالح الأمة، إذاً لماذا اخترقنا العدو بهذه السهولة؟ لا بد من أن يكون لهذا الأمر أسبابه الخطيرة التي يكمن أبرزها في الضعف الثقافي العام الذي يعاني منه المجتمع وما يترتب على ذلك من انحسار الوعي الأمني لدى فئات واسعة في المجتمع، فلا تزال الأمية تنخر في بيئة المجتمع، ومازال الرقي العلمي محدوداً، لذا فإن اختراق مثل هذه المجتمعات من الأمور السهلة.
    ومن الأسباب الخطيرة الأخرى ذلك الإحباط الشديد الذي يعانيه أبناء الأمة، إحباط على المستويات كافة، إحباط على مستوى الأمة بفقدها طعم الانتصار، إحباط على مستوى الدولة العاجزة عن بلوغ أهدافها، إحباط على مستوى الأفراد بلغ حد الداء العضال، فهم يعانون من القمع السياسي والقمع الأمني الشديد يبلغ أحياناً حداً مأساوياًَ، حتى بلغ الحال أن الدول الأجنبية سارعت إلى طلب معاملة رعاياها في معتقل (جوانتنامو) معاملة خاصة، في حين لم يحصل مواطنينا على مثل ذلك الاهتمام إلا في وقت متأخر إلى الحد الذي ربما شكل نكسة خاصة في نفسية المواطن.
    وكان لهذا الإحباط مظاهر متفشية أبرزها الفقر والعوز حد الإحساس بالعجز عن تحقيق أبسط متطلبات الحياة اليومية من قبيل: الحصول على عمل، تكوين أسرة، بناء منزل...، ولا شك أن ذلك من أخطر الأسباب التي تمهد للاختراق، ولا سيما إذا أضيف إلى ذلك عوامل أخرى مساعدة.
    ومن الأسباب الأخرى التي ساعدت على الاختراق ضعف الولاء للحكومات وعدم توفر القناعة الكافية بها، نعم بوسع أية واحدة من حكوماتنا أن تسيِّر مظاهرات (مليونية) تهتف وترقص وتنشد حتى الصباح وحتى تبح الأصوات وهي تلهج بالثناء على القادة العظماء في بلادنا، معبرة عن (الولاء المطلق) لهم، ولكننا نحن الذين نعرف جيداً (كما يعرف ذلك عدونا) أن ذلك كله محض كذب، أسبابه كثيرة ومعروفة، وليس هناك مجال للخوض فيها، بيد أن الأمة تدرك جيداً أن أياً من هذه الأنظمة الحاكمة لا تحمل المصداقية الكافية للثقة بها، وهكذا باتت أسرار الأمة هدفاً سهلاً للأعداء في كل مرة.
    أما عدونا، أو قل أعداؤنا، فلم يكن اختراقهم بالأمر الهين، وإذا كانت ثمة اختراقات محدودة للعدو القريب، فمن ذا الذي نجح في اختراق عدونا البعيد؟، بل إن عدونا القريب هذا ـ أي اليهود ـ نجح في اختراق أصدقائه أيضاً، فعسى هؤلاء الأصدقاء يحجبون عنه شأناً من الشؤون الماسة به من معلومات أو تقنيات أو خطط، فيكون الاختراق عندها لازماً للحصول على ما يجب الحصول عليه.
    ثالثاً: التحالف مع القوى الكبرى
    إن من أبرز السياسات التي مارسها اليهود عبر التاريخ التحالف مع القوى الكبرى أو الجهة التي تملك السطوة والقوة في العالم، لأنهم ربما أدركوا جيداً أن المنطق الذي يحكم العالم ليس منطق الحق والعدل والاعتبارات الأخلاقية، بل منطق القوة، فالحق مع القوي، ليس لأنه يمتلك الحق فعلاً، بل لأنه قادر على إقناع العالم بذلك حتى وإن كان الذي معه ألف باطل، أو ربما لأن العالم نفسه لا يحترم الضعفاء، لأنهم عالة فماذا يصنع بهم؟، لذلك وجد اليهود أن خير وسيلة لبلوغ أهدافهم يكون بتعزيز صلاتهم بالقوى الفاعلة والمؤثرة، والمعروف عن اليهود في أثناء الصراعات الكبرى تعاونهم مع كل الأطراف فإذا انتصر أحدها كانوا حلفاء له.
    غير أنه لا بد من سؤال: ماذا يصنع الأقوياء مع اليهود؟!، أو ما الذي يدعو الأقوياء إلى قبول تحالف اليهود والتعاون معهم؟ ألم يكن اليهود محل اتهام النصارى بأنهم قتلوا المسيح عليه السلام؟ أليست شخصية اليهودي مكروهة منبوذة في الغرب؟ أليسوا قلة قليلة من البشر شراذم هنا وهناك؟ فلماذا لم يتحالف الغرب مع المسلمين؟ أليست الثروات في بلادهم؟ أليس للمسلمين مواقع ستراتيجية خطيرة؟ ألا يشكل المسلمون ثقلاً بشرياً كبيراً؟ أين تعداد اليهود من تعدادهم؟ أفلا يبدو غريباً أن يقبل الغرب التحالف مع اليهود ولا يحرص على التحالف الفعال مع المسلمين؟.
    هذا السؤال طرحته شخصياً ـ وبسذاجة ـ على أحد الغربيين المعنيين، فكان جوابه أبسط مما كنت أتصور، إذ ليس الأمر عندهم باللغز المحير، فاليهود نجحوا في التسلل إلى معظم المواقع والمفاصل المؤثرة في العالم: مراكز سياسية، مالية، إعلامية، إدارية، بحثية، أكاديمية، حتى باتت لهم مراكز تأثير فعالة وقوية ومقنعة، فنجحوا في تأسيس المراكز والقوى الضاغطة (لوبي) في الولايات المتحدة على وجه الخصوص، فهي التي تمتلك زمام التوجيه السياسي في العالم، ومما ساعد على ذلك أنه قد نبغ بين اليهود أصحاب الاختصاصات والكفاءات العالية من علماء وأطباء وصحفيين وقادة إداريين... وما إلى ذلك، فأصبحوا محط اهتمام العالم الغربي فاستغلوا ذلك لكسب التعاطف معهم، ومن ثم التحالف معهم.
    ثم انظر بالمقابل إلى صورة المسلمين في العالم الغربي، فقد نجحت الجهات المعادية في تصوير المسلم على أنه ذلك الإرهابي القاتل والخطير يقتل الأطفال والنساء، وهو لا يحترم الحياة، وأن المسلمين في بلدانهم أناس متخلفون، ما زالوا بدواً يمتطون الجِمال، وأنفقت المؤسسات المعادية الأموال الطائلة لتمرير هذه الخدعة، ومما عزز ذلك أن نوعاً منا، إذا ما وطأت قدماه أرض الغرب، فإن همومه لا تتجاوز بطنه وفرجه، فما الذي يستحقه هؤلاء من الاحترام؟ وما الذي بوسعهم أن يقدموه بوصفهم أناسا مؤثرين؟.
    فإذا ما تأملنا حال الجاليات المسلمة في الغرب، هل نجحت في تشكيل (لوبي) مؤثر وضاغط على مجرى السياسات الغربية؟، ومن خلال بعض التفاصيل التي ترد من هنا وهناك نعرف أن أفراد هذه الجاليات إنما يجسدون الواقع نفسه الذي يعيشه المسلمون في بلدانهم من حيث الانهماك في خلافاتهم التفصيلية التي لا تغني ولا تسمن، من قبيل أن أحد المراكز الثقافية الإسلامية في الولايات المتحدة شهد مشادة عنيفة دفعت السلطات المحلية إلى غلقه، أما السبب فهو الاختلاف في شأن دعاء القنوت هل يكون في الوتر أم في الفجر؟!، وتلك مصيبة تعوذ منها عمر t، فإنه كان إذا أصابته مصيبة حمد الله تعالى أنها لم تكن في دينه، ونحن مصيبتنا حقيقة في ديننا أننا لم نحمله المحمل الجد الذي يجعله فعالاً في حياتنا، وإن كان ذلك ليس إطلاقاً، لكنه هو الغالب حتى الآن، هذه الصورة للمسلمين في الغرب كيف تجعل منهم قوة مؤثرة؟ وكيف تجعلهم يتعاونون للتخطيط لبناء القادة المؤثرين في السياسة والاقتصاد والإعلام....
    فإذا ما انتقلنا إلى قادة العالم الإسلامي، فما الذي نجح هؤلاء في صنعه مع القوى الكبرى في العالم، كل المعطيات في الواقع تؤكد أن الجواب يكاد يكون: لا شيء!.. لماذا؟، الجواب ببساطة أن الغرب لم يجد هؤلاء القادة مثقفين أو مجتمعين على كلمة واحدة، وأنه ليس لهم غاية محددة ينشدونها، بل لكل منهم (ليلى) يغني لأجلها، فضاعت كلمتهم أو ضاع معها احترامهم في الغرب، فضيعوا على الأمة فرصة الاستفادة الفعالة من الغرب.
    وأخيراً:
    فأنا لا ازعم أن هذه وحدها أسباب بل هذه واحدة من زوايا المشهد التي وجدت أن الدراسات والبحوث والتحليلات لم تولها العناية اللازمة لفهم بعض العوامل غير المرئية في فهم عوامل نجاح اليهود...
    ورب قائل يقول: وماذا يساوي ما قدمه اليهود بالقياس إلى ما قدمه المسلمون من عوامل النجاح أيام زهو مجدهم!، لكننا نحن الذين نقول في الوقت نفسه: الآن قد تغيرت الظروف، والناس تغيروا، وما حصل بالأمس من ذا الذي يعيده اليوم، فلماذا نجح اليهود في أن يعملوا قريباً منه، فإننا لو عزمنا، وصدقنا العزم لفعلنا أكثر مما فعله هؤلاء.
    ورب قائل آخر يقول: إن سبب نجاحات اليهود تكمن في المكر والمكيدة ونتكلم عن ذلك بشيء من عدم الاحترام، وكأن الأمر كذلك فعلاً، لماذا لا نكيدهم كما كادونا؟، لماذا لا نمكر بهم كما مكروا بنا؟، أليس الله تعالى يقول: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال:30]، و(إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً*وَأَكِيدُ كَيْداً) [الطارق:15-16]، فما بالنا لا نحسن أن نكيدهم ونمكر بهم؟!.
    الإنسان : موقف

  2. #2
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    عندما أردات غريس هالسل أن تنشر كتابها ( رحلة الى القدس ) لم تنشر أية جهة في أمريكا هذا الكتاب ، والرجل الوحيد الذي أراد نشره وهو ( بيل غريفن ) الذي وقع اتفاق النشر معها نيابة عن شركة ( ماكميلان ) ، ( بيل ) هذا طُرد ، لأنه وقع العقد لكتاب متعاطف مع الفلسطينيين .
    تقول غريس : لم يكونوا مسرورين ، سألوني قائلين : لن تنشري هذا الكتاب أليس كذلك ؟
    وسألت : أيوجد فيه أخطاء ؟
    ـــ لا أخطاء . ولكن لا يجب نشره ، إنه معادٍ لإسرائيل .

    وتقول : رأيت حشوداً من المراسلين الامريكيين يغطون اخبار الدولة الاسرائيلية الصغيرة .
    لم أر هكذا عدد من المراسلين في العواصم العالمية مثل ( بكين ) ( موسكو ) ( لندن ) ( طويكيو ) ( باريس ) . لماذا ؟ سألت : دولة صغيرة يبلغ تعداد سكانها أبعة ملايين تجتذب مراسلين أكثر من الصين ذات المليار نسمة .
    وتقول : لقد ربطت هذا التساؤل بمعرفتي أن ( نيويورك تايمز ) وجريدة ( وول ستريت ) و ( الواشنطن بوست ) ومعظم إعلام وطننا يمتلكه أو يسيطر عليه اليهود الداعمةن لإسرائيل .

    من محاضرة غريس هالسل بعنوان ( ما لا يعرفه مسيحيو الولايات المتحدة عن إسرائيل )


    هذا الكلام يدل على مدى سيطرة اليهود على زمام الأمور في أمريكا ..

    لا بد من فهم العدو .. حتى نستطيع أن نهزمه ..
    لا في موقعة واحدة فقط ، بل في الحرب كلها ..


    أديبنا الحبيب خليل

    دمت بخير


    تحياتي
    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  3. #3
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    جزيت الخير بهجتنا ..

    وسنعود سوية لمقالة استاذنا الجوادي .

  4. #4
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    الأخ الفاضل خليل

    مقالة ثرية بالمعلومات وفهيا تشخيص دقيق لبعض الأمور لا أقول كلها ، ولدي نقاط سأناقشها فيما بعد منها:

    1- هناك حرق واضح للمراحل التي تتكلم عن فكرة إنشاء الوطن القومي لليهود في فلسطين ، بمعنى أنّ هناك حلقات مفقودة في النصّ وغيابها يعطي انطباعًا مغايرًا للواقع ، ويصوّر اليهودي كعبقري زمانه - وبدون قصد من الكاتب - وأنّه أنجح مشروعه في فلسطين بجهوده ومكره دون الأخذ بعين الاعتبار أنّ هناك مصلحة أخرى لمن ساعد هذا اليهودي في إنجاح مشروعه والتي لولاها لما كتب النجاح للمشروع أصلًا ، واليهودي الذي هاجر من دولًا متحضرة قادته أيضًا نفس الفكرة إلتي خدعته بأنه ذاهب من حديقة لأخرى وبدون أية اختلافات جوهرية .

    2- هذا اليهودي لا يجب انْ ننسى أنّه ورث شبه دولة قائمة من البريطاني المتحالف معه ، والذي رأى فيه مصلحة تؤدي في المستقبل نفس المصلحة التي عمل من أجلها ، أي أنّ اليهودي هذا لم يخترع دولة من فراغ ، بل وجد دولة وعمل على تنميتها بشتى الطرق والوسائل .
    3- لم يعجبني من كاتب المقال وضع تلك العلامة h وt

    4- ما جاء في تحليل المقالة عن الوضع الذي واكب ولادة هذا المشروع الصهيوني في بدايته نجده يقفز فجأة ويسقط التحليل على الواقع المعاصر وبالأرقام 30 مليون مقابل مليار ونصف وهذا الاختزال الضوئي للزمن لا يعطي صورة حقيقة عن تلك الظروف التي سادت وواكبت نشوء دولة الصهاينة ، ولكي نعرف حقيقة الأمر كان يجب التركيز وبالأرقام على تلك الحقبة ثم التدرج في الوصف والتحليل للمراحل الأخرى ووصف المشاريع التي طرحت في تلك الفترة كحل للوضع الذي أفرزته جملة من المعطيات لعبت فيها المصالح المشتركة دورًا أساسيًا في تحديد خارطة المنطقة ، وهذا يحتاج طبعًا إلى مساحة ليست صغيرة بالطبع للحديث حولها .

    5- أتفق مع أستاذي كاتب المقالة في جملة الأمور الأخرى التي طرحها .

    ولنا عودة بمشيئة الله تعالى .

    شكرًا لك أخي الحبيب .

    تقديري واحترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    الأسناذ راضي :

    أنقل لك تحيات استاذنا الحبيب الدكتور الجوادي

    وننتظر رده الكريم على ماتفضلتم به أخي الحبيب .

  6. #6
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
    الأسناذ راضي :
    أنقل لك تحيات استاذنا الحبيب الدكتور الجوادي
    وننتظر رده الكريم على ماتفضلتم به أخي الحبيب .
    الأستاذ خليل

    في الواقع أنا لا أعرف صاحب المقالة وأتشرف بمعرفته ، ولكن الخطاب عادة في مثل هذه الأمور من المفترض أن يدور مع ناقل المقال على اعتبار أنه يتبنى كل ما جاء فيه لا مع صاحبه الأصلي ، لأن الحوار في هذا المجال سيكون عنوانه التخصص وأنا متخصص في التاريخ وتستطيع أن تجزم أنني قرأت تاريخي على الأقل وكل ما يتعلق بفلسطين تحديدًا .

    الحوار يختلف حين يكون مع الكاتب الأصلي ومع فكره وجهًا لوجه ، فهنا سنضع في اعتبارنا أمورًا كثيرة ، وفرق كبير أن يكون بين ناقل لهذا الفكر ، لأنّ بين السطور هناك أشياء لا يدرك مغزاها إلا الكاتب الحقيقي .
    على كل حال لا بأس وأنا جاهز .

    أشكرك أخي الحبيب وأرجو أن تكون بخير دائمًا .

    تقديري واحترامي

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة غير متسرعة فيما سمي بالزلزال الحمساوي
    بواسطة عمر رمضان في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-01-2006, 06:56 PM
  2. لماذا الدعاء على اليهود ..هل يستحقون
    بواسطة يوسف الحربي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11-01-2006, 09:10 AM
  3. فيما يرى النائم
    بواسطة احمد محجوب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-05-2004, 07:03 AM
  4. وقعوا فيما وقع فيه المعتمد بن عباد
    بواسطة علي قسورة الإبراهيمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 26-04-2003, 12:48 AM
  5. دور الاستخبارات القطرية فيما تعرضت له من ارهاب
    بواسطة محمد خليفة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-04-2003, 11:42 AM