" وتبسمت دنيا الورى " ... في ذكرى المولد النبوي
إنِّي مشيتُ مساءَ يومٍ هائمًا والبدرُ يُضفي بالمكانِ أمانا والقلبُ يأبى أنْ يذوقَ أمانَهُ ويكابدُ الأوجالَ والأحزانا حدثتُ روحيَ بعدَ تِيهٍ في الدُّنا هل يغفرُ الرحمنُ ما قد كانا فأجابتِ الروحُ الرفيعةُ إنْ تُرِدْ فالجأْ لربِّكَ وابتغِ الرِضوانا فطرقتُ بابَكَ يا إلهَ العرشِ يا مَنْ قد ملأتَ بنورِكَ الأكوانا وقصدتُ مدحَ محمدٍ أرجو بهِ عندَ الإلهِ الصفحَ والغفرانا يا ليتَ شعريَ كيفَ أمدحُ ذا الذي جمعَ الكلامَ فصاحةً وبيانا لمَّا ولدتَ تبسمتْ دنيا الورى فاليومَ أنجبَ ذا الزمانُ زمانا زمنَ السماحةِ والعدالةِ مرحبًا غرِّدْ نشيدَكَ بالسما كروانا وابسطْ جناحَكَ في الفضاءِ ولا تَهَبْ كيدًا ولا شركًا ولا طغيانا فاليومَ قد شقَّ البسيطةَ جدولٌ يَسقي العطاشى الهَدْيَ والقرآنا وإذا الفضائلُ بالنفوسِ ترعرعتْ لمَّا رأتْ خُلُقَ الحبيبِ عِيانا ذاكِ الذي جمعَ الخلائقَ دينُهُ فغدا الخصومُ بهَدْيِهِ إخوانا يا من أتيتَ إلى البريةِ مشرقًا شمسًا تُشِعُّ العلمَ والإيمانا ورميتَ جيشَ الكفرِ سهمًا صائبًا وهدمتَ أنت بشرعِكَ الأوثانا قُلْ للعروبةِ أن تئوبَ لربِّها وتجددَ العهدَ الذي قد بانا
شعر / عبد الرحمن جلاب