ذكريات في المصيف
لك قلبي يابوع الحب في الإسكندرية
لست أنسى فيك عهد الأمسيات الشاعرية
وشعاع الشمس ينساب خيوطا ذهبية
في سناها ينظم القطر عقودا لؤلؤية
دنت الشمس إلى الماء وأهدته التحية
قبْلت في صفحة الموج ثناياه الندية
ثم غابت وطفت منها على الماء بقية
صبغت في الأفق خديه بقبلات شهية
أرسلت فيها تحيات الوداع الأبدية
ثم ولت واستقرت في قرار الأزلية
وصحا ليل وشوق وأحاديث شجية
ووداد باسم حلو وأطياف أماني
كيف أنسى الثغر يفتر عن الحسن افترارا
والجمال البكر تختال به الغيد العذارى
بين أمواج من الناس كبارا وصغارا
وفررنا بالهوى عن أعين الناس فرارا
وعلى الماء تمازحنا ورحنا نتبارى
ومضينا ونأى الشاطىء عنا وتوارى
لم نكن ندرى فقد كنا من الحب سكارى
واحتوانا وسط الموج الذي فار وثارا
زورق الحب وقد شق بنا الموج وسارا
وصحا الشوق بقلبينا وقد أصبح نارا
وطغى الوجد فلم يطفىء له الموج أوارا
والتقى ثغر بثغر وتناجى عاشقان
كيف أنسى في رباك الخضر همس النسمات
ورفيف الحب في سمع الأماني الباسمات
لست أنسى نشوة الوصل وسحر النغمات
وابتسام الليل والشوق بأحلى الأمنيات
يوم عدنا وتلاقينا وكانت أمسيات
وافترشنا رملك الحلو ودارت همسات
وطوانا الصمت والهمس ودفء القبلات
وشعاع القمر الفضي فوق الشرفات
ينسج الأحلام والشعر وحلو الأغنيات
لذة العمر تدانت كلها في لحظات
وأفقنا وبدا الصبح وكانت ذكريات
وشجونا وبقايا من لياليك الحسان
أسماء محمود