الجامِعَة
آتٍ
وليس معي سوى
عشرينَ عاماً
وابتسامةِ آمِلٍ
ونقاءِ وردة
آتٍ
وفي كفّي كتابٌ
لستُ أحفظُ فيهِ غيرَ قصيدةٍ خبأتُها
فتفضلي
هذا كتابُكِ-ألفَ شُكرٍ-
إنني حقاً لمسـ ـحورٌ بشدة
عيناكِ دولةُ عاشقينَ
وليسَ يطرقُ بابَها إلا الذي
وقفت جميعُ العاشقاتِ ببابِهِ
فأبى
وتوجكِ الأميرةَ
فأمُري حرسَ الغرامِ ليُدخِلوه
ويغلقوا الأبوابَ بعدَه
قولي لهم ما قد شعُرتِ بلا خجل
قولي
بأنّ عيونَهُ عسليتانِ
وقلبَهُ كمظلةٍ
تأويكِ من دمعِ الشتاءِ إذا نزل
وبأنّ هذا الصمتَ في شفتيهِ
أطعمُ من مذاقِ حروفِها
وأعفُّ من شعرِ الغزل
ما كنتُ أعلمُ أنني
سأحبُّ تلك الجامعة
وأحبُّ هذا المقعدَ الخشبيَّ
يهمسُ لي إذا ما سرتِ عائدةً لبيتِكِ
كلَّ يومٍ
في تمامِ الرابعة
وتزيدُ خطوتُكِ البطيئةُ
سرعة النبضاتِ في قلبي
فرفقاً بي
وبالأرضِ التي قالت:..
فقلتُ لها:نعم
كلٌّ يتوهُ مع الزحامِ مودِّعاً
لكننا
عشقاً تعودنا التلاقي من بعيدٍ في الزحام
عشقاً
تعودنا انتقاءَ الصمتِ
من قاعِ الكلام
فلتعلمي
ما بينَ لُقيا البدلةِ السوداءِ والفستانِ
بضعةُ أشهرٍ
أو عام
ولتُبحِري
بشراعِ عينيكِ الجميلةِ في عيوني
غمّازتانِ على الخدودِ إذا ابتسمتِ
وليسَ لي إلا جنوني !
كوني كما قد شئتِ
يا من جئتِ من مدن الهُيامِ إليَّ
معلنةً هواكِ ولستِ راحلةً
بدوني
لغةٌ هي الأيامُ
نحنُ حروفها
والصمتُ أفصحُ ناطقٍ باسمِ الجماهيرِ الحزينة
لا الشاطيءُ المملوءُ بالعشاقٍِ يحمِلُنا
ولا الميناءُ يقبلُ
أن يبيعَ لنا سفينة !
فلتستعدي للبكاءِ كما أنا
فالطقسُ أسوأُ من وداعٍ أرتديهِ وترتدينَه !
مازالَ في مرآتِنا
شبحٌ يطاردُنا
وروحٌ بيننا شُطِرَت
بنفسِ تشابه الأسماء
وأنا كخيطِ العنكبوتِ
أجُرُّ أحلامي جبالاً من رجاء
روحٌ مُعَلَّقةٌ بنظرةِ راصدِ الدرجاتِ
والأخرى مُعلَّقةٌ
بصوتِ مساعدٍ في الجيشِ
يصرخُ قائلاً
"إعفاء"
قسماً أحبكَ
أيها الوطنُ الـ حزين
جسدي سياجٌ شائكٌ
فوقَ الحدودِ
يردُّ كيدَ المعتدين
لكنني أيضاً
أحبُّ حبيبتي
فاسمح لنا بإجازةٍ رسميةٍ
لنرى السعادةَ
مثلَ أولادِ اللذينْ....!