|
أحِنُّ إِلَيْكِ يَا دَارِي حَنِينَا |
يَكَادُ يَشُبُّ فِي صَدْرِي أَنِينَا |
كَنَنْتُ الشَوْقَ يَعْزِفُ فِي فُؤَادِي |
هَوَاكِ جَوًى وَيبْعَثُهُ لُحُونَا |
فَفِي خَلَدِي تُدِيرُكِ ذِكْرَيَاتٌ |
وَفِيكِ أُدِيرُ قَلْبَيَ وَالعُيُونَا |
حَسَدْتُ الطَّيْرَ مُرْتَقِيًا وَرِجْلِي |
إِلَيْكِ تَكَادُ تَقْتَلِعُ الحُزُونَا |
وَرُبَّ غَمَامَةٍ غَنِيَتْ بَوَجْدِي |
مُغَرِّبَةً إِلَيْكِ هَمَتْ هُتُونَا |
يُؤَرِّقُنِي البُعَادُ جَوًى وَيُدْلِي |
إِلَى قَلْبِي مِنَ الذِّكْرَى شُجُونَا |
أَعُودُ إِليْكِ حِينًا مُسْتَزِيدًا |
هَوَىً وَنَدًى وَأُبْعَدُ عَنْكِ حِينَا |
إِذَا حَانَ الإِيَابُ جَمَحْتُ جَمْحًا |
وَإِنْ آنَ النَّوَى كُنْتُ الحَرُونَا |
تُنَبِّئُنِي اللَّيَالِي أَنَّ صُبْحِي |
لَدَيكِ يُنِيرُنِي صُبْحًا مُبِينَا |
وَأَنَّكِ لَسْتِ غَائِبَةً فَإِمَّا |
سَكَنْتُكِ أَوْ سَكَنْتِ بِي الجُفُونَا |
فَكَمْ مِنْ لَيْلَةٍ طَالَتْ بِصِرٍّ |
وَأُخْرَى أَلْقَتِ الأَسْقَامَ فِينَا |
وَصَيْفٍ كَادَ يُذْبِلُنَا وَرِيحٍ |
تُلَفِّعُنَا السَّمُومَ مُغَبَّرِينَا |
وَأَنْتِ بَعِيدَةٌ عَنَّا وَلَمَّا |
نَزَلْ رَغْمَ البُعَادِ مُعَانِقِينَا |
وَلَولا غِبُّنَا إِيَّاكِ كُنَّا |
أَبَيْنَا السَّعْيَ وَالرِّزْقَ الضَنِينَا |
وَلَوْلا الصَّحْبُ آنَسَهُمْ لَأَمْضَتْ |
عَلَيَّ كَآبَةُ العَيْشِ الجُنُونَا |
يَزِينُ الحَالُ فِيكِ بِأَيِّ حَالٍ |
وَدُونَكِ لَسْتُ أَحْفَلُ أَنْ يَزِينَا |