أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هِي الهُيام

  1. #1
    الصورة الرمزية حسين الطلاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : الجبيل - المملكة العربية السعودية
    المشاركات : 424
    المواضيع : 89
    الردود : 424
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي هِي الهُيام

    هي الهُيام .
    ــــ
    أين أنتِ يا بَوْح الجوى ونزف العيون .
    لقد هاجني أرق ، وأريد أن أنضح من لدُنِّي شيئا من نضح ،،، فهلُمِّي .
    هلمي إلى الحِمَى ،،، الحسين الذي لم يلْقَم ثدي الغدر !!! تالله لم يلقم ،،، وتالله لن ينقم .
    ولقد عايَنْتِهِ فلا يكوننّ فَوْتَ يدكِ ،،، ولقد قطعتِ عهدا أن تَعُوديه ،،، ولات حين عيادة !! أين أنتِ ؟؟؟ أفي السماء كالطير صافاتٍ ويقبضن ؟؟؟ ،،، أم كماء الغمام استخفّه الهواء فاعتلى به ، حتى إذا استسقى من هو مثلي أُسعِفَ بقطرات وحسب !!! .
    إذن سأذهب إلى عروس الجن !!!! , وما أحسبُنِي أراها ، غير أنه لا ضير !!! .
    ولا أدري كيف أسرى بي الشغف إلى كهف خسيف ،،، حيث حسبته للهمِّ أجْلى ، وللبدن مأوى .
    فجستُ خلاله أتعرف مضايقه ومتاهاته حتى انتهيت إلى سُدّة كأنها نهاية الدنيا .
    فقفلت منقلبا إلى الوصيد[1] ، غير أني لمحت شبحا[2] يجري كأنه العروس فرّت من بعلها ليلة بنائه بها !!! فتبعتها وهي تجري أمامي لا أقترب منها ولا تبتعد هي ، حتى أودعتني أرضا ذات جنان يتيه بها الحُسن !!! .
    فقلت لنفسي : ما هذا الربيع والمُتَربَّع ؟ وأين أنا ؟
    فوقفت العروس واستدارت تنظر إليّ ،،، والله ليست جميلة ! بل استأثر الجمال بها واستأثرت به ،،، نجلاء سرقت من الظبية عينيها ،،، جزلة غضّة حازت ما حازت واجتزأتْ به ، ولفّقَتْ للسحر مذهبا هو حاجة الرجل للمرأة لا حاجة المرأة للرجل ، ومن النكد أن جعلتْ مِعْولها في أمّ كبدي .
    ثم لست أدري ما الجمال العارم ذاك ، كالسيل تتقطع أمامه القرى وتنشعب به الشعاب ؟ إن مددتَ به مدّ ! حيث لا يقف على حدٍّ إن وقفت ! ،،، لكأنه الشيء تكوّن ، ثم صار معرفتها المحضة وعهد إليها بنفسه ، وأمسى دَيْدَنها من الحُسن .
    فاقتربَتْ بتثاقل من فرط الغضاضة ، والهواء لا يعصف إلا بريحها الأرِج وقالت : ما أمر جاء بك إلى مملكتي ؟؟؟
    قلت : أي مملكة ! وأين أنا ومن أنتِ ؟
    قالت : أنا ذات القَرْن من أشراف الجن ملكة هذا المكان .
    قلت : وأين شَعْب الملكة ؟ ،،، ضحكت وقالت : دعك من هذا وقل لي ما الذي جاء بك إلى هنا ؟
    قلت : سَرَى البدنُ إلى الكرى[3] ،،، فعزّ .
    قالت بِتَبَسّم : فعزّ !!! ،،،،،،،، ثُمّ ؟؟؟
    قلت : ثم ،،، نَأَتِ الحبيبة ولم يبق من حسنها إلا ذكراها ،،، وأذكرُ ما تناثر كشذى العطر من فاها ،،، فبتُّ أعض الأنامل على من ليس لها أشباها ،،، قتَلَتْ بتلك المقل أقواما ثم صارتْ إليّ فصرتُ من قتلاها ،،، رحماكِ أما من شرعة تحد من سورة العيون فتنهاها ؟؟؟ فقد جرعت حُمَيّا الأنثى دهرا ولا زلتُ أتقلّب على حُمَيّاها ،،، كأنها الجمر أذكى ما يكون في يدي والويل لي إن قلت واها ،،، وتكفر بي كفر اليهود بعيسى ومن قبل سيماهم قد عرفناها ،،، فما ذنب أورثني اقترافه سوء عُقباها ؟؟؟ بل وما سحر ذاك يغشاني ولا يغشاها ؟؟؟
    قالت عروس الجن : يا ذا الشقيقة[4] فداكَ رأسي ومن أحشائي كبدي ،،، وأحنو عليك بضمّة ما بين النحر والنهد ،،، ودع إنسية شيمتها نقض العهد ،،، فكُلّهنّ لا يُتْقِنّ القتل إلاّ بالصدّ ،،، فازهد بها ويا حبذا الزهد ،،، ،،، ولك ألاّ يسوءك أمر على أن تكون لي وحدي ،،، وأن ألقاكَ فردا لعلي أثير فيك وجدي .
    قلت : أوّاه ، ما لي في ودهنّ نصيب ،،، ولا لندائي في قلوبهن مجيب ،،، فصرتُ أنا المكروب ولولا الحياء لعلا النحيب ،،، رباه كيف مصابي ووجدي لهنّ يطيب ؟؟؟ وكيف جفاء أناله حظّا وأنا الحبيب ؟؟؟ فيا ذات قرن هل عندكِ لما أجِدُ وأُعاني طبيب ؟؟؟ .
    ــــــــــــ
    قالت : دعنا من السجع ،،، ولقد نظرت في أمرك جملته وتفاريقه ، واطلعتُ على ما سترته بسرّك وغيبته في فؤادك ، فأنت لي وأنا طبيبتك !!! .
    قلت بعد أن دبّت الرعدة غير أنها لم تستفحل : مهلاً ،،، كيف عرفتِ سر الفؤاد ؟
    قالت : عرفته وحسب ! .
    قلت : لا ضير ،،، إنها هِي يا ذات القرن ،،، وهي هي من جاءت بي هنا ، فقد كَلّ عُنُقي واسْمَدَرّتْ[5] عيني لفرط الالتفات والبحث والنظر ، فلم يك الثواب غير الكلّ .
    قالت : مسكين أنت يا هذا .
    ثم سهمت الملكة قليلا وقالت : قلتَ لي ،،، من ؟؟؟
    قلت : هي !!! .
    قالت : آه ،،، هي !!! .
    أتقصد ساحرة المُقل ،،، ساحرة العينين ،،، فاتكة الحاجبين .
    قلت بتعجب : هاه !!! وما أدراكِ ؟
    ضحِكَتْ ثم قالت : أنا !!!!! أنا هي ! ألا ترى عينيّ كعينيها .
    مسكت يدها برفق وقلت : يا حبيبتي ،،، يا من خُلِقتِ لي ،،، تشهد على ذلك الرياح ويشهد الجبل والحجر ،،، ما خفقة قلب إلا كقصف رعد يدوّي بذكرك ، وما رعشة بدن إلا كزلزلة أتت برأسي على جوفي ، ومزعت جنبي مزعا لا يبرأ .
    يا روح الحياة : فدتكِ النفس خذيها لتحيي أنتِ وخذيها لأموت ، ولكن برحمة لعلي أكون بين ذراعي الحبيب أنظر الوجه الندي وأرمق عينيكِ ، ليكون كرمي أكرم الكرم .
    فشدّت على يدي ،،، ثم أدنتني من نحرها وأدنت فمها من أذني وهمهمتْ قائلة بصوت خافت رهيف رقيق : قُل لي شيئاً .
    قلت : أُحبكِ ،،، حب مجنون ندّ عنه العقل .
    أُحبك ِ ،،، حب ناسكِ عاكف صلاة الليل .
    أحبكِ ،،، حب طفل حنان أمه ، وحب أم طفلها .
    وأحبكِ ،،، حب عاشق حبيب لحبيبته .
    أحب فيكِ العصب والدم ،،، والعظم واللحم ،،، والأنف والفم ،،، وكل ما فيكِ من العين حتى الرأس والشعر والقدم .
    ثم قلتُ لنفسي : للّيل أجمل وأرق ، فإن صُرف عنا دَجَت هي ، وإن أفل قمرٌ اضاءت هي ،،، ثم فجر جمالها فجور عاتٍ لا يرحم .
    ولعلها سمعت قولي ،،، .
    فقالت : أينا أسحر أنا أم الليل ؟
    قلت : أنتِ .
    قالت : أحقّاً ؟
    قلت : حقّا
    قالت : ما آيةُ ذلك الذي تقول ؟
    ابتسمتُ وقلت : أتذكرين ،،، ثم اقتربت وهمست في أذنها النبأ ،،، ثم قلت : وذلك في سالفٍ مضى ؟
    قالت وهي تهمهم مخرجة صوتها من خيشومها كأنها الغُنّة : نعم ،،، ثم أطرقت ذات اليسار بتؤدّة بمقدار شهيق وزفير ثم شهيق وزفير آخر ( وهذا استدراج لا إرادي لحث الشخصية المقابلة على الاستطراد ) ولا عجب ولا عيب ، فما الوردة خُلقت إلا لتعبق آناف الأناسِيّ بأريجها ، وتسر النظر بحسنها ، ولا لمثلها إلا أن يسمع الإطراء والإعجاب ،،، وكذلك أنوثتها .
    ثم إني سكتُّ لأرى بم سترجع عليّ ببثها .
    فقالت : أكمل ،،، ثم ماذا ؟
    قلت : لقد جاءت بِقّدِّها وقَدِيْدِها ؟
    قالت : مَنْ ؟
    قلت : هي ،،، أو أنتِ ساحرة العينين ! .
    ضحكت وقالت : كيف ؟
    قلت : أرأيتِ فمكِ هذا ،،، لقد فجر بالرحمة أيما فجور !!! ،،، أرأيتِ ثوبكِ هذا ،،، لقد كَنّ و جَنّ على شيء نعرفه ولا نعرفه جسد وحسب ،،، إن كان قبيحا استحال جميلا ! فكيف إن كان جسدا سرق الحسن من كل الآناث ثم استحلّ ذلك وأحكم قبضته ؟؟؟ .
    أرأيتِ ذاك الأسيل ،،، لقد أسرف في ترويج الوله ،،، بالغ في تسريح العقل من معقله ،،، أمعن في إباحة اختلاس النظر .
    وآهٍ منكِ يا حبيبتي ،،، كم أحبكِ .
    قالت : إذن أنت تحبني ؟
    قلت : وهل أنتِ في شك مني مريب ؟؟؟
    قالت : أتصدق وتخلص وتعاهد .
    قلت : أصدق وأخلص وأعاهد .
    ــــ إنتهى ــــــــ
    حسين الطلاع
    2/فبراير/2009 م .
    المملكة العربية السعودية - الجبيل




    [1] : الوصيد هو الباب .

    [2] : الشبح هو ما يتراءى للعين كالخيال .

    [3] : الكرى هو النوم

    [4] : الشقيقة هو الصداع النصفي

    [5] : السمادير هو ما يتراءى للعين كأشباه الذباب نتيجة التعب الإعياء

  2. #2
    الصورة الرمزية حيدر الدبوس قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    المشاركات : 87
    المواضيع : 6
    الردود : 87
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    لغة معجونة في بناء رصين

    مودة
    لأنك إمرأة من حديد
    فأول زائريك ,, الصـــدأ

  3. #3
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 2,240
    المواضيع : 61
    الردود : 2240
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين الطلاع مشاهدة المشاركة
    هي الهُيام .
    ــــ
    أين أنتِ يا بَوْح الجوى ونزف العيون .
    لقد هاجني أرق ، وأريد أن أنضح من لدُنِّي شيئا من نضح ،،، فهلُمِّي .
    هلمي إلى الحِمَى ،،، الحسين الذي لم يلْقَم ثدي الغدر !!! تالله لم يلقم ،،، وتالله لن ينقم .
    ولقد عايَنْتِهِ فلا يكوننّ فَوْتَ يدكِ ،،، ولقد قطعتِ عهدا أن تَعُوديه ،،، ولات حين عيادة !! أين أنتِ ؟؟؟ أفي السماء كالطير صافاتٍ ويقبضن ؟؟؟ ،،، أم كماء الغمام استخفّه الهواء فاعتلى به ، حتى إذا استسقى من هو مثلي أُسعِفَ بقطرات وحسب !!! .
    إذن سأذهب إلى عروس الجن !!!! , وما أحسبُنِي أراها ، غير أنه لا ضير !!! .
    ولا أدري كيف أسرى بي الشغف إلى كهف خسيف ،،، حيث حسبته للهمِّ أجْلى ، وللبدن مأوى .
    فجستُ خلاله أتعرف مضايقه ومتاهاته حتى انتهيت إلى سُدّة كأنها نهاية الدنيا .
    فقفلت منقلبا إلى الوصيد[1] ، غير أني لمحت شبحا[2] يجري كأنه العروس فرّت من بعلها ليلة بنائه بها !!! فتبعتها وهي تجري أمامي لا أقترب منها ولا تبتعد هي ، حتى أودعتني أرضا ذات جنان يتيه بها الحُسن !!! .
    فقلت لنفسي : ما هذا الربيع والمُتَربَّع ؟ وأين أنا ؟
    فوقفت العروس واستدارت تنظر إليّ ،،، والله ليست جميلة ! بل استأثر الجمال بها واستأثرت به ،،، نجلاء سرقت من الظبية عينيها ،،، جزلة غضّة حازت ما حازت واجتزأتْ به ، ولفّقَتْ للسحر مذهبا هو حاجة الرجل للمرأة لا حاجة المرأة للرجل ، ومن النكد أن جعلتْ مِعْولها في أمّ كبدي .
    ثم لست أدري ما الجمال العارم ذاك ، كالسيل تتقطع أمامه القرى وتنشعب به الشعاب ؟ إن مددتَ به مدّ ! حيث لا يقف على حدٍّ إن وقفت ! ،،، لكأنه الشيء تكوّن ، ثم صار معرفتها المحضة وعهد إليها بنفسه ، وأمسى دَيْدَنها من الحُسن .
    فاقتربَتْ بتثاقل من فرط الغضاضة ، والهواء لا يعصف إلا بريحها الأرِج وقالت : ما أمر جاء بك إلى مملكتي ؟؟؟
    قلت : أي مملكة ! وأين أنا ومن أنتِ ؟
    قالت : أنا ذات القَرْن من أشراف الجن ملكة هذا المكان .
    قلت : وأين شَعْب الملكة ؟ ،،، ضحكت وقالت : دعك من هذا وقل لي ما الذي جاء بك إلى هنا ؟
    قلت : سَرَى البدنُ إلى الكرى[3] ،،، فعزّ .
    قالت بِتَبَسّم : فعزّ !!! ،،،،،،،، ثُمّ ؟؟؟
    قلت : ثم ،،، نَأَتِ الحبيبة ولم يبق من حسنها إلا ذكراها ،،، وأذكرُ ما تناثر كشذى العطر من فاها ،،، فبتُّ أعض الأنامل على من ليس لها أشباها ،،، قتَلَتْ بتلك المقل أقواما ثم صارتْ إليّ فصرتُ من قتلاها ،،، رحماكِ أما من شرعة تحد من سورة العيون فتنهاها ؟؟؟ فقد جرعت حُمَيّا الأنثى دهرا ولا زلتُ أتقلّب على حُمَيّاها ،،، كأنها الجمر أذكى ما يكون في يدي والويل لي إن قلت واها ،،، وتكفر بي كفر اليهود بعيسى ومن قبل سيماهم قد عرفناها ،،، فما ذنب أورثني اقترافه سوء عُقباها ؟؟؟ بل وما سحر ذاك يغشاني ولا يغشاها ؟؟؟
    قالت عروس الجن : يا ذا الشقيقة[4] فداكَ رأسي ومن أحشائي كبدي ،،، وأحنو عليك بضمّة ما بين النحر والنهد ،،، ودع إنسية شيمتها نقض العهد ،،، فكُلّهنّ لا يُتْقِنّ القتل إلاّ بالصدّ ،،، فازهد بها ويا حبذا الزهد ،،، ،،، ولك ألاّ يسوءك أمر على أن تكون لي وحدي ،،، وأن ألقاكَ فردا لعلي أثير فيك وجدي .
    قلت : أوّاه ، ما لي في ودهنّ نصيب ،،، ولا لندائي في قلوبهن مجيب ،،، فصرتُ أنا المكروب ولولا الحياء لعلا النحيب ،،، رباه كيف مصابي ووجدي لهنّ يطيب ؟؟؟ وكيف جفاء أناله حظّا وأنا الحبيب ؟؟؟ فيا ذات قرن هل عندكِ لما أجِدُ وأُعاني طبيب ؟؟؟ .
    ــــــــــــ
    قالت : دعنا من السجع ،،، ولقد نظرت في أمرك جملته وتفاريقه ، واطلعتُ على ما سترته بسرّك وغيبته في فؤادك ، فأنت لي وأنا طبيبتك !!! .
    قلت بعد أن دبّت الرعدة غير أنها لم تستفحل : مهلاً ،،، كيف عرفتِ سر الفؤاد ؟
    قالت : عرفته وحسب ! .
    قلت : لا ضير ،،، إنها هِي يا ذات القرن ،،، وهي هي من جاءت بي هنا ، فقد كَلّ عُنُقي واسْمَدَرّتْ[5] عيني لفرط الالتفات والبحث والنظر ، فلم يك الثواب غير الكلّ .
    قالت : مسكين أنت يا هذا .
    ثم سهمت الملكة قليلا وقالت : قلتَ لي ،،، من ؟؟؟
    قلت : هي !!! .
    قالت : آه ،،، هي !!! .
    أتقصد ساحرة المُقل ،،، ساحرة العينين ،،، فاتكة الحاجبين .
    قلت بتعجب : هاه !!! وما أدراكِ ؟
    ضحِكَتْ ثم قالت : أنا !!!!! أنا هي ! ألا ترى عينيّ كعينيها .
    مسكت يدها برفق وقلت : يا حبيبتي ،،، يا من خُلِقتِ لي ،،، تشهد على ذلك الرياح ويشهد الجبل والحجر ،،، ما خفقة قلب إلا كقصف رعد يدوّي بذكرك ، وما رعشة بدن إلا كزلزلة أتت برأسي على جوفي ، ومزعت جنبي مزعا لا يبرأ .
    يا روح الحياة : فدتكِ النفس خذيها لتحيي أنتِ وخذيها لأموت ، ولكن برحمة لعلي أكون بين ذراعي الحبيب أنظر الوجه الندي وأرمق عينيكِ ، ليكون كرمي أكرم الكرم .
    فشدّت على يدي ،،، ثم أدنتني من نحرها وأدنت فمها من أذني وهمهمتْ قائلة بصوت خافت رهيف رقيق : قُل لي شيئاً .
    قلت : أُحبكِ ،،، حب مجنون ندّ عنه العقل .
    أُحبك ِ ،،، حب ناسكِ عاكف صلاة الليل .
    أحبكِ ،،، حب طفل حنان أمه ، وحب أم طفلها .
    وأحبكِ ،،، حب عاشق حبيب لحبيبته .
    أحب فيكِ العصب والدم ،،، والعظم واللحم ،،، والأنف والفم ،،، وكل ما فيكِ من العين حتى الرأس والشعر والقدم .
    ثم قلتُ لنفسي : للّيل أجمل وأرق ، فإن صُرف عنا دَجَت هي ، وإن أفل قمرٌ اضاءت هي ،،، ثم فجر جمالها فجور عاتٍ لا يرحم .
    ولعلها سمعت قولي ،،، .
    فقالت : أينا أسحر أنا أم الليل ؟
    قلت : أنتِ .
    قالت : أحقّاً ؟
    قلت : حقّا
    قالت : ما آيةُ ذلك الذي تقول ؟
    ابتسمتُ وقلت : أتذكرين ،،، ثم اقتربت وهمست في أذنها النبأ ،،، ثم قلت : وذلك في سالفٍ مضى ؟
    قالت وهي تهمهم مخرجة صوتها من خيشومها كأنها الغُنّة : نعم ،،، ثم أطرقت ذات اليسار بتؤدّة بمقدار شهيق وزفير ثم شهيق وزفير آخر ( وهذا استدراج لا إرادي لحث الشخصية المقابلة على الاستطراد ) ولا عجب ولا عيب ، فما الوردة خُلقت إلا لتعبق آناف الأناسِيّ بأريجها ، وتسر النظر بحسنها ، ولا لمثلها إلا أن يسمع الإطراء والإعجاب ،،، وكذلك أنوثتها .
    ثم إني سكتُّ لأرى بم سترجع عليّ ببثها .
    فقالت : أكمل ،،، ثم ماذا ؟
    قلت : لقد جاءت بِقّدِّها وقَدِيْدِها ؟
    قالت : مَنْ ؟
    قلت : هي ،،، أو أنتِ ساحرة العينين ! .
    ضحكت وقالت : كيف ؟
    قلت : أرأيتِ فمكِ هذا ،،، لقد فجر بالرحمة أيما فجور !!! ،،، أرأيتِ ثوبكِ هذا ،،، لقد كَنّ و جَنّ على شيء نعرفه ولا نعرفه جسد وحسب ،،، إن كان قبيحا استحال جميلا ! فكيف إن كان جسدا سرق الحسن من كل الآناث ثم استحلّ ذلك وأحكم قبضته ؟؟؟ .
    أرأيتِ ذاك الأسيل ،،، لقد أسرف في ترويج الوله ،،، بالغ في تسريح العقل من معقله ،،، أمعن في إباحة اختلاس النظر .
    وآهٍ منكِ يا حبيبتي ،،، كم أحبكِ .
    قالت : إذن أنت تحبني ؟
    قلت : وهل أنتِ في شك مني مريب ؟؟؟
    قالت : أتصدق وتخلص وتعاهد .
    قلت : أصدق وأخلص وأعاهد .
    ــــ إنتهى ــــــــ
    حسين الطلاع
    2/فبراير/2009 م .
    المملكة العربية السعودية - الجبيل




    [1] : الوصيد هو الباب .

    [2] : الشبح هو ما يتراءى للعين كالخيال .

    [3] : الكرى هو النوم

    [4] : الشقيقة هو الصداع النصفي

    [5] : السمادير هو ما يتراءى للعين كأشباه الذباب نتيجة التعب الإعياء
    الأستاذ حسين الطلاع
    أي إبهار ..لقبس هذا الحرف المتوضىء بطهر الغاية .؟؟

    وأي إنسياب ..لنهر تهادى بين ضفاف اللغة الحانية..؟

    رائع ..رائع..

    سلمت..وسلم مدادك..

    محبتي ..وإحترامي
    الفكـرة ُ..العالـية ُ..
    لا تحتاجُ.. لصوتٍٍ..عـال ٍ..

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    الأديب المبدع / حسين الطلاع

    لقد أتحفتنا أيها الصديق ، فأسرتَ العين و الذهن معا ، و أغدقتَ بحرفكَ الذي لا يرسمهُ غيرك ، و لا تكشفُ بعراته إلاّ عن اسمك ، و إني رأيتُني فيكَ راحلا بين اليقظة و الذبول ، أستجدي من الخيال صورا أعيشها ، و أستنطقُ بها ما يعتملُ في النفس من عشق و جمال !!

    حرفكَ الممزوج بسحر البيان ، المسجوع بلطف و إتقان ، يضعنا أمام أديب متمكن ، بارع الحس و التصوير ، و مهما اجتهدنا في مجاملتهِ لن نبلغ آفاق الحقيقة التي تشهدها العيان !!

    أشتاق حضوركَ أيها المبدع الفنان ...

    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية عبد الرحمن الكرد أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    المشاركات : 1,390
    المواضيع : 51
    الردود : 1390
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي


    الرائع الطلاع
    تحفة أدبيه
    زاخره
    ووجبه دسمه قول ومعنى
    للأبداع هنا مكان
    تحياتي

المواضيع المتشابهه

  1. رياض الهيام
    بواسطة اميمة عبدالله في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 07-02-2014, 09:28 PM
  2. ((** عُدْ أو هِي تَرحلَ إليكَ **))
    بواسطة نجوى الحمصي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 21-01-2011, 04:25 PM
  3. هِيَ ... والفَجْر .. شعر / شريفة السيد
    بواسطة شريفة السيد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 11-01-2011, 11:00 AM
  4. فِ غزه..لا .. هِيّ السبب
    بواسطة غازى كلخ في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-01-2010, 06:48 AM
  5. هيَ..وحـدها..
    بواسطة أسماء حرمة الله في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 46
    آخر مشاركة: 25-09-2007, 03:46 AM