|
قُلْ لِي أحِبُّكَ زَلْـزِلْ كَـلَّ أرْكانِـي |
وَاعْصِرْ لِسَانَكَ شَهْدَاً أَيُّهَا الحَانِي |
القَلْبُ يَبْنِي لَكَ الأَحْلامَ مِنْ دُرَرٍ |
بدون حبك لـي لا كـان بنيانـي |
فقدت نطقـيَ والأسبـاب تعلمهـا |
وَهَلْ يُحَدِّثُ إِلا المُلْهَمُ الدَّانِي |
أَشُمُّ حُبَّكَ لَكِنْ لَسْتُ أَسْمُعُهُ |
أطْلِقْ لِسَانَـكَ فالْكِتْمَـانُ أضْنَانِـي |
قُلْ لِي أحِبُّـكِ فَجِّـرْ كُـلَّ شَاعِـرَةٍ |
وَلَوِّنِ الحَرْفَ فِي النَّجْوَى بِأَلْوَانِي |
وَانْظُرْ إِلَى ذُرَى الجَوْزَاءَ يَا أَمَلِي |
فيها ترى صورتي المثلى وعنواني |
سئمت طفوي على موجٍ يداعبنـي |
بَيْنَ الرَّجَاءِ وَبَيْنَ اليَأْسِ أَلْقَانِي |
مُدِّ الذِّرَاعَ نَجَاتِي مِنْكَ شَرُّ رَدَى |
فِي قَلْبِكَ الصَّبُّ أغْرِقْنِـي بتِحْنَـانِ |
قُلْ لِي أحِبُّكِ أجِّـجْ نَـارَ أوْرِدَتِـي |
يَا مَنْ بِنَارِ جُنُوْنِ الحُبِّ أَحْيَانِي |
لا تَخْشَ مِنِّي عِتَابَاً أَنْ سَتُحْرِقَنِي |
وَانعمْ بأنك في إحراقـي الجانـي |
كأسُ الحياةِ ينادي متُّ مـن ظمـإٍ |
مَتَى هَتُوْنُ شَقِيْقِ الرُّوْحِ يَغْشَانِي |
قَدْ مِتُّ فِيْكَ فَأَنْقِذْ لَهْفَتِي بِدَمِي |
اسْكُبْ مُدَامَكَ فِي مُلْتَـاعِ شِرْيَانِـي |
قُلْ لِي أحِبُّكِ أشْعِلْ جَذْوَتِـي شبَقـاً |
يَرْنُوْ إِلَيْكَ كَمَاءٍ فِيْهِ إِدْمَانِي |
مَا عُدْتُ أَسْطِيْعُ صَبْرَاً عَنْ مُدَامَتِنَا |
فهاتِ زندك أقـدحْ ثَـمّ صوّانـي |
ولتشتعل حولنـا الدنيـا بأجمعهـا |
مَا ضَرَّ مِنْ ضَرَم بِالمُغْرَمِ الهَانِي |
مَا أَسْعَدَ القَلْبَ إِنْ أَلْهَبْتَ نَشْوَتُهُ |
ما أجمل الموتَ من حبٍّ بنيـرانِ |
كبْتُ المشاعر أضنى مهجتي أرقاً |
فَلَيْسَ يَرْحَمُ هَذَا اللَيْلُ وُجْدَانِي |
وَمِنْكَ بَوْحِي وَإِلْهَامِي وَمَسْأَلَتِي |
فاصدعْ يزلزلْ جبالَ الصمتِ بُرْكَانِي |
أهْوَاكَ مَوْجَةَ بَحْـرٍ حِيـنَ ألْثُمُهَـا |
أَذُوْبُ فِي اللَذَّةِ السَّكْرَى وَأَنْسَانِي |
أَهْوَاكَ مَرْكِبَ أَحْلامٍ إِلَى جُزُرِي |
تُمِزْ شفاهيَ فيهـا طعـم رُبّانـي |
قطعت بالوصل مرساتي فها هو ذا |
إِلَى عَمِيْقِ بِحَارِ الشَّوْقِ أَغْرَانِي |
تَكَادُ مِنْ رَوْعَةِ الإِحْسَاسِ فِي أُفُقِي |
تتِيهُ أشْرِعَتِـي سَكْـرَى بِشُطْآنِـي |
أهْوَاكَ نَجْمَةَ فَجْـرٍ حِيـنَ أرَقَبُهَـا |
تَشُعُّ فِي حَالِكِ الأَيَّامِ أَزْمَانِي |
وَتَرْتَقِي فِي خُيُوْطِ النُّوْرِ أَجْنِحَتِي |
فيها أرى شحنةً ما بين أحضـانِ |
أوّاه من صبوةٍ ثارت علـيّ كمـا |
ثَارَ الخِضَمُّ عَلى نَوْءٍ بِلا ثَانِ |
وَكُلَّمَا هَدْهَدَتْ رُوْحِي أَنِيْنَ دَمِي |
تثورُ قَافِيَتِي مِـنْ عُمْـقِ وِجْدَانِـي |
أهْوَاكَ رَعْشَةَ سِحْرٍ كلَّمَـا انتعَشَـتْ |
أَرَى جَبِيْنَكَ بِالأَحْلامِ يَرْعَانِي |
فَأَمْتَطِي لَحْظَتِي رَهْوَاً إِلَى حُلُمِي |
يخالُ تيّارُها مسّـاً مـن الجـانِ |
روحي الفداء لمن يعني الحياةَ، له |
فِي كُلِّ خَافِقَةٍ حُبِّي وَعِرْفَانِي |
أَقْرَيْتَهُ مُهْجَتِي حَتَّى إِذَا احْتَدَمَتْ |
قرُّبْتُ فِي مَعْبَـدِ الْعُشَّـاقِ قُرْبَانِـي |
أهْوَاكَ فاعْلَـمْ بأنِّـي كنْـتُ أغْنِيَـةً |
كَتَبْتَ أَحْرُفَهَا مِنْ صِدْقِ إِنْسَانِ |
وَيُشْرِقُ القَلْبُ فِي طُهْرٍ وَفِي دَنَفٍ |
إذ قلتَ إسمكِ كالترتيـل إيمانـي |
رددت إسمكَ في صحوٍ وفي وسنٍ |
وَمِنْ حُرُوْفِكَ قَدْ أَسْرَجْتُ أَوْزَانِي |
وَمَا لِغَيْرِكَ قَدْ أَزْجَيْتُ قَافِيَتِي |
وَمَـا أزَالُ أنَـادِي فِيـكَ ألْحَانِـي |