أحدث المشاركات

ما الفرق بين ( رحمت الله) و( رحمة الله)» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 1» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» افتكرني يا ابني» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» جسور الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» دعاء لا يهاب ! _ أولى المشاكسات» بقلم أحمد صفوت الديب » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حقوق الإنسان ونظرة إسلامية

  1. #1
    شاعر ومفكر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : ألمانيا
    العمر : 77
    المشاركات : 254
    المواضيع : 79
    الردود : 254
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي حقوق الإنسان ونظرة إسلامية

    على صعيد حقوق الإنسان بالذات لا تكمن المشكلة في بيان أنّ مصدرها الأول من الناحية التاريخية كان الحضارة الإسلامية، فإنكار ذلك لا يبدّل الواقع التاريخي، وقد بدأت حديثا تظهر في الغرب كتابات تلتزم بالاعتراف بهذا الواقع التاريخي، إنّما الأهمّ من ذلك هو استيعاب "الصيغة" التي أصبحت عليها مفاهيم حقوق الإنسان بمفعول الحضارة الغربية.

    إنّ الاختلاف بين النظرة الإسلامية والنظرة الغربية إلى حقوق الإنسان وحريته يكمن في الدرجة الأولى في نوعية المنطلقات والأسس التي تقوم عليها هذه النظرة، ويمكن تحديد مثالين رئيسيين على ذلك:

    في ميدان العقيدة..

    العقيدة في الإسلام هي التي تجعل الالتزام بحقوق الإنسان وحرياته التزاما صادرا عن الرقابة الذاتية للفرد، الذي يعمل الإسلام على تربيته بأن يكون حريصا على حقوق غيره، أسرويا ما بين الأجيال، وعلى مستوى الحي، تجاه الجار، وعلى مستوى المجتمع، في مسؤولية الراعي عن رعيته على سائر المستويات وفي مختلف الميادين، أكثر ممّا يكون حريصا على حقوقه الذاتية.. وبالمقابل نجد مفهوم الحقوق والحريات في المنظومة الحضارية الغربية، قائما على "آلية الصراع" فالحقوق والحريات تُنتزع انتزاعا، وهو ما يرتبط ارتباطا مباشرا بمرجعية حقوق الإنسان الغربية المرتبطة بما أسفرت عنه "الثورة" الفرنسية، و"حرب الاستقلال" الأمريكية، وهذا ما انعكس تاريخيا في طرح قضايا الرقيق وتحريرهم، والعمال وحقوقهم، والمرأة وتحريرها، فجميع ذلك يجري على أساس الصراع من أجل انتزاع هذه الحقوق، في مسلسل لا ينقطع، وإن تبدّلت صوره، فأصبحت في الوقت الحاضر مثلا على شكل "جولات الأجور بين العمال وأصحاب العمل"، أو في "الحركة النسائية". وهنا يكمن الخلل الأكبر في واقع الحريات والحقوق في الغرب، فالفئة التي تملك القوّة المؤثّرة على صناعة القرار، هي الفئة التي تستطيع تحصيل حقوقها، وما دام الفقراء، والعمال، والنساء، وسواهم من الفئات الأضعف في المجتمع، فهم لا يحصلون على حقوقهم إلا جزئيا، وإذا ما تبدّلت معايير القوّة، كما هو الحال في دورات الركود والازدهار الاقتصادي، فإنّ الطرف الخاسر هو الطرف الأضعف دوما، ممّا يجعل مسألة انتشار البطالة والفقر في المجتمعات الغربية جزءا من منظومة "الحقوق والحريات" فيها، أو جزءا من انتهاك تطبيقيّ لما يقال نظريا في إطار هذه المنظومة.

    في ميدان القيم..

    ليس مجهولا أنّ الإسلام ينطلق من تكريم الإنسان من حيث أنّه إنسان ابتداء، وتقوم منظومته في ميدان حقوق الإنسان وحرياته على هذا الأساس، ولم يجد شبيهُ ذلك طريقه إلى واقع الحضارة الغربية حتى اليوم، تحت تأثير النشأة العنصرية الأولى إلى درجة تسميتها بحضارة الإنسان الأبيض، وتحت تأثير النشأة الطبقية منذ العهود الأرستقراطية وسيطرة الكنيسة والإقطاع، وحتى العهود الراهنة للرأسمالية وما انبثق عنها لحين من الزمن باسم صراع الطبقات في ظلّ الحركة الشيوعية.


    الفوارق التطبيقية

    المقارنات التي تعقد بين واقع حقوق الإنسان وحرياته في الغرب وواقعها في البلدان الإسلامية تقوم في مجملها على خلل رئيسي، إذ تجري ما بين أوضاع غربية لا يوجد تناقض بينها من الناحية التنظيمية في ميادين الحياة والحكم وبين المنطلقات والأسس الحضارية التي تقوم عليها، بغض النظر عن إيجابياتها وسلبياتها، وبين أوضاع قائمة في البلدان الإسلامية قامت إجمالا بعد تقويض دعائم المناهج والنظم المنبثقة عن الحضارة الإسلامية وفرضها اعتمادا على عنصري القوّة من جهة والتغريب من جهة أخرى، فلا يمكن القول إنّ واقع حقوق الإنسان والحريات القائم حاليا يمثّل الصورة الحضارية الإسلامية مقابل الصورة الحضارية الغربية، إنّما هو أحد إفرازات الانحراف عن الحضارة الإسلامية.

    لا نملك للمقارنة النزيهة المتوازنة –منطقيا- إلا النظر في الصيغة التطبيقية "المحتملة الممكنة" في ظل معطيات منظومة حضارية إسلامية مقابل الصيغة "التطبيقية الواقعية" في ظل المنظومة الحضارية الغربية.

    هنا نجد أنّ اختلاف المنطلقات والأسس هو الذي يحدّد الاختلاف المحتمل على الصعيد التطبيقي. ومنظومة حقوق الإنسان وحرياته في الإسلام وحضارته جزء لا يمكن فصله عن الجوانب الأخرى من منظومة ما رسّخ من مفاهيم وتصوّرات، وعلى وجه التحديد، جانب الوازع الداخلي، ومراقبة النفس، وكلاهما جزء راسخ في التربية الإسلامية القائمة على العقيدة والأخلاق والقيم، وهو ما لا يعوّض عن الجانب التقنيني والنظام القضائي والمنفعة المادية، التي باتت هي العناصر الرئيسية التي يعوّل عليها المنهج الغربي التطبيقي لما يقرّره على صعيد الحقوق والحريات، ولكن في الوقت الذي يعزّز الإسلام التربية التي تكوّن الفرد لتخفيف نسبة انتهاك الحقوق والحريات إلى حدّ أدنى، ثم يقرّر الجوانب التقنينية والقضائية والمادية للتحرّك فيما لا تكفي معه عوامل التربية الفردية والاجتماعية، نجد أنّ هذه العوامل التربيوية التي لا ينقطع الحديث عنها في الغرب، لا ترقى إلى مستوى اعتبارها جزءا مباشرا من العمل على ضمان الحقوق والحريات.

    إنّ الفوارق الحقيقية والأهم على صعيد الحقوق والحريات من الخلافات التاريخية، هي تلك الكامنة على الصعيد التطبيقي، ومن هنا فإنّ تغييب المرجعية الإسلامية إلى حدّ كبير عن صناعة القرار في غالبية ميادين الحياة والحكم في البلدان الإسلامية، جعلت كثيرا من الأطراف فيها ينطلقون من موقع ضعيف على أرض الواقع الراهن، ويتخذون صيغة "الدفاع" في مواقفهم في الدرجة الأولى.


    المنهج المطلوب

    على أنّ العامل الأخطر في التأثير على المواقف الصادرة عن منطلقات إسلامية في قضايا حقوق الإنسان وحرياته، يعود إلى حقيقة ما يعايشه الجيل المعاصر من المسلمين، من انتهاكات لا تنقطع لهذه الحقوق والحريات، وضحاياها من المسلمين في الدرجة الأولى، بأبشع الصور وأكثرها انتشارا، دون أن تجد نصرة فعّالة على المستوى الدولي، أو داخل الدول الإسلامية نفسها، وهذا مقابل حملات دولية يشارك فيه بعض الجهات من البلدان الإسلامية، لنصرة من تُنتهك حقوقهم على المستوى العالمي، بصورة –لا يُستهان بها أيضا- ولكن قد لا تصل إلا نادرا إلى ما يجري في الأرض الإسلامية، كما في فلسطين وأفغانستان والعراق والشاشان والصومال وسواها.

    إنّ المرارة في الجيل الجديد المعاصر بدأت تتحوّل إلى نقمة عارمة، وتسبّب ولادة ظواهر شاذة عن الطريق الإسلامي القويم، بل بات الدعاة إلى وسطية الإسلام في تعامله مع الجنس البشري دون تمييز، وحرصه على مواجهة العدوان الذي يواجهه "جنس الإنسان" إلى درجة تشريعه الجهاد لمنع الفتنة في الدين، وتأكيده رفضَ أن يكون "شنآن" قوم مبررا لتجنّب العدل والقسط في التعامل معهم.. باتوا يواجهون صعوبات متزايدة، في الدعوة إلى الحرص على ألاّ يتحوّل الإحساس بالنقمة إلى تيار عدائي، لا سيّما وأنّ جنس الإنسان يعاني من غلبة مفعول المادّة على القيم داخل البلدان التي تزعم لنفسها وضع حقوق الإنسان وحرياته في الصدارة بين "القيم" التي تنادي بها، فالحاجة إلى عدالة الإسلام وسماحته وتكريمه للبشر باتت ماسّة في العالم عموما، وليس في البلدان الإسلامية وحدها.

    ويتطلّب ما سبق أن يأخذ طرح قضية الإنسان وحقوق الإنسان من المنطلق الإسلامي أبعادا جديدة، وأن يقوم على منهج في مقدّمة عناصره الأساسية:

    1- حقوق الإنسان وحرياته جزء من التراث الحضاري البشري وليست حكرا على منظومة حضارية دون أخرى

    2- المنهج الإسلامي قائم على "أصالة" هذه الحقوق مع ولادة الإنسان الفرد، وليس على "انتزاعها" وبالتالي العجز عن بلوغها نتيجة الخلل في موازين القوّة داخل المجتمع الواحد أو على مستوى المجتمع البشري.

    3- المنظومة الإسلامية للحقوق والحريات هي المنظومة الأجدر وفق الأسس التي تقوم عليها بوضعها في الصدارة في دعوة البشرية إلى الانطلاق منها والعمل على تطبيقها

    4- البلدان الإسلامية مطالبة بانتزاع نفسها من مفعول التغريب الذي قضى على الحريات والحقوق فيها كما قضى على مقوّمات وجودها في ميادين أخرى عديدة

    5- الجماعات والمؤسسات ومعاهد الفكر والأدب ووسائل الإعلام الإسلامية مطالبة قبل سواها بوضع قضية حقوق الإنسان وحرياته في الصدارة انطلاقا من الإسلام نفسه، وليس تقليدا لأي جهّة أجنبية، وإلى جانب القضايا المصيرية الأخرى، وفي مقدّمتها إنهاء مختلف أشكال الاستبداد المحلي والدولي، مع العمل على إيجاد الصور التطبيقية العملية للتعامل معها، حيثما أمكن ذلك، لتكون نماذج حيّة لما يمكن أن ينشأ في ظل عودة الإسلام إلى مكانته الطبيعية في المجتمع الإسلامي وإلى مركز الريادة في حياة البشرية.

  2. #2
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    رؤية شاملة ونظرة صائبة في كيفية التعامل مع معطيات الواقع من منظور إسلامي واع وفكر متفتح.


    أحييك أيها النبيل الرائع.


    وأرفعها من جديد للمزيد من الإفادة.


    تحياتي واحترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. جان جاك روسو.. ملهم إعلان حقوق الإنسان بقلم د.هاشم صالح
    بواسطة إدريس الشعشوعي في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-02-2016, 11:59 PM
  2. ﴿ بين يدي الإمام﴾ , ونظرة على مصر في ظل الأحوال الراهنة
    بواسطة محمد محمود محمد شعبان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 13-02-2012, 10:44 PM
  3. مذيعات محجبات يستنجدن بمنظمات حقوق الإنسان
    بواسطة زاهية في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 15-11-2005, 02:33 PM
  4. حقوق الإنسان
    بواسطة النورس في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-01-2005, 03:11 AM