إلى شقيقي المغترب هناك ولا هناك هناك الأستاذ عبدالله السيد علي وإلى جميع الذين أحبوا الوطن فبصقهم الوطن يهديكم هذه القصيدة
مغترب في وطنه
"وطن علـيّ" وللصـوص غنيمـة
إنى هجرتك واستعـدتُ صوابـى
من عمق جرحي رحت أركض باكيا
كهلا لأولـد مـن رمـاد شبابـى
إنى هجرتـك كـى أذوب مهانـة
فى أرض غيرك فى غريب تـراب
إني كرهـت الحاكميـن وحكمهـم
وكرهـت كـلّ منـافـق كــذّاب
وطني كرهتك إذ بقيـت مسربـلا
مترنحـاَ فـي قبضـة الأغـراب
وطني منحتك كلّ جسمـي راضيـا
لكـن قلبـي فـي جحيـم غيابـي
وطني شهقتك ألف جـرح نـازف
يجري على قلبي وفـي أعصابـي
وطـن أضمّـد جرحـه بقصيـدة
فيقـبّـل الأشـعـار بالأنـيـاب
في كلّ ركن مـن فـؤادى مخبـر
فى كل سطر من سطـور كتابـي
حاشا لنفسـى أن أكـون مقبّـلا
أيدي اللصوص وساجد الأعتـاب
إنّـي أحبّـك رغـم كـلّ منافـق
سأذيقـه مـن لعنتـي وعقابـي
هل كان حبّك فى الحقيقـة جاثمـا
فوق القلـوب لحرقـة الأعصـاب
لاعيب فيها غيـر أنّ لصوصهـا
ملكـوا العبـاد بقـوّة الأربــاب
لا تبتئس وطني الحبيب وإن جفـا
قلبي الودود فلسـت تعلـم مابـى
بل كان قولي فيك زفـرة عاشـق
كـان الأسيـر لعصبـة الإرهـاب
هـذا عقـوق قصيدتـي لكـنـه
شعـر بطعـم الحـب للأحـبـاب
المغترب في وطنه
ذو الغربات الثلاث
عبدالتوّاب السيد علي