أنا.. مع وقـْفِ التنفيذ
1
لماذا يُخيّل للكلّ أن يديّ اثـنتان..؟
مِنَ السهل أن أتكّنسَ
ذلكَ أنّي بدَوْتُ طفيفاً
هنالكَ فوق القمامةِ تُدهشني
من بقاياي أميَ..
رَتّبْتُها ثم زِلْتُ
تعثـَّرْتُ..
دوماً أُحسُّ بأنّ التلكؤَ
بالموتِ أنثى
ودوماً أحسّ بأن
الكؤوس أمامي قلاعٌ
ترى هل أنا صدْفة ٌ..؟
أم أنا أكرَهُ السبتَ لا الخُبزَ؟
ماذا سأفعلُ لو جاء صحوي وقال
بأن الكراسي صغيرهْ؟
دمي يتدافعُ.. لا يستطيع
أُخَرّبُ حنطةَ وجهي
ولا أتفادى الزوايا
أُخرّبُ ثم أُخرّب
أرْغَب أنْ أتَنَصّتَ كيفَ
سيسقط بالجملةِ الدهرُ..؟
سَمْعي كَمَنْ يكسرُ الكأسَ ثم يُكَذّبُهُ
قَلْبُ يا قَلْب
ها أنتَ مختنقٌ
لم تشأْ أنْ تغصَّ بهذا الضَجَرْ
تراخيتَ
فوضى العبادِ بجوفكَ ليستْ
كفوضى المطرْ
عصاي تخور
وطيرُ الكلامِ الرتيبِ تسمّرْ
وداعاً إلى الأبدِ الآنَ
ليس المهمّ بأن أستفيقَ
ولكنْ مهمٌ بأن أستريحَ
بفوّهةِ القبرِ
أَكْثَرْ..
2
أُصَفـِّرُ أَوْ لا أُصَفـِّرُ
لا فَرْقَ
لا أحدٌ سوف يسمَعُ صوتي
وجوديَ ما كان قَطّ رقيقَ السمواتِ والأرضِ
إنّ الحضارةَ يا ربّ أن أتساقطَ
كلّيَ مَيْتاً
وليسَ الحضارةُ أن أتساقطَ
شيئاً فشيئاً
سأخرجُ بعد قليلٍ
عساي أنام
فَوَجْهيَ من سهر الليلِ يَصْفَرْ..
3
كأنّ الممراتِ تطفحُ فوق لساني وفوق يديْ
أزْمتي أنني لا أشدّ انتباه
الأماكن حولي،
وجهليَ بالأكل يبترُ وجهيَ
شكلُ العبارةِ يهتمّ دوماً لشكلِ فميْ
فلذا أتعثـَّرُ بالنطقِ
بالأمس كنْتُ أداري جميعَ المشاكلِ
إلاّ الحبوبَ المهدئة.. انتقصَتْ
من كياني..
4
إذا ما انصدَمْتُ بأنّ بريقيَ هشٌّ
وكانَ الذي كانَ..
لا تغرزوا القمحَ فيَّ فيفُضَحَ أمريَ
ها أنذا في المدينةِ منتظرٌ كي يمرّ أمامي
رصيفٌ حلال
وها أنذا يبلعُ العمرُ ريقيْ لأنيَ
لا أستحمُّ برؤياهُ
إنّ النهارَ المبيّتَ لي وسخٌ يا أحبّايَ
كنْتُ أودّ لبضعِ دقائقَ
أن أدَعَ الكُتُبَ المستجيرةَ بيْ
تَسْتجيرُ لآخر مَرّهْ..
وكنتُ أودُّ التملصَ مما أنا فيهِ،
أسْكُبُ
أعلم عِلْمَ اليقينِ
بأنّ الشوارعَ لا تشربُ الشايَ
كي تهدأ الآنَ
يبدو بأنّ التذمر يخفى
ولكنْ أنا كيفَ أخفى..؟!
5
أوَحْدَكَ يا اسميَ تكفي لأنْ
تبدأَ الحرب..؟
لا أتخبّطُ
حاشايَ أنْ أتخبّطَ
أمْضي إلى ساحةِ الصحنِ
مكتحلاً بالأناقةِ
لا طلباً للطعام ولا للشراب،
ولكنْ لأسمعَ إيقاعَ منفايَ في الصحن
أمشي.. ألا ليتها الأرضُ
ما حَملـَتْ قدميّ ووسّخْتُ،
شَخْصَكَ يا طينُ
-تعبانُ- لا ألقُطُ العمر،
يبدو بأنيَ أنقرضُ الآنَ
خُذْ يا طريقي جميعَ نقودي وَدَعْني
سأمشي على الرغم منْ أنّني لم أكُنْ
مُعْجَباً قطّ بالمشي
وجْهيَ أكْثَرُ مما أريد
6
عَصَا حَلْمَةِ النهدِ
ويلاهُ.. ويلاهُ
هل تتآكلُ حينَ سيشرُدُ
قلبي عن الدقّ
إنّ الذي ما ارتمى بَعْدُ مِنْ ضحكتي
يرتمي الآنَ..
بالأمسِ ليسَ على مشيتي حَرَجٌ
حيَن تسقطُ من فطنتي شَفَة ٌ
لم يكْنِ بدْعة ً شَعْرُ رأسي
لماذا يشيب؟
7
أنا واقفٌ
ليس لي حيلة ٌ
بينما كنتَ أنتَ
تكفكفني عن وجودي
إلى الآنَ
لم يعلمِ الدهرُ
أنيَ لا أستطيع الرقادَ
على ضوء وجههْ.
***
د . ماجد فارس قاروط
*من مجموعة ( لم يعد للكلام فضاء)_ قيد الطبع