أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: روح الأدب الإسلامي ( رؤية خاصة )

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي روح الأدب الإسلامي ( رؤية خاصة )

    روح الأدب الإسلامي ( رؤية خاصة )



    لعلنا جميعا نتفقُ في ضرورة وجود " أدب إسلامي " يتماشى و طبيعة هذا العصر المادي العبثي الوجودي الليبرالي , الذي فرضته موازين القوى بعد انهيار العالم الإسلامي , و ركونه إلى الضعف في كل المجالات ,إذ يفرض علينا ضرورة إثبات الذات و التميز شكلا و مضمونا , كبديل لا غنى عنه يُخرجنا من دائرة التبعية التي فُرضت علينا سواءً في مناهجنا التعليمية الأكاديمية , أو في تحصيلنا المعرفي و الثقافي على مدار سنين متواصلة .



    الحركة الإسلامية في بداية القرن الماضي وجدت نفسها أمام تحديات كبيرة أمام الغزو الثقافي الاستعماري , و كذا سيطرة الفكر الشيوعي و الليبرالي الذي له أدبه و مدارسه و نظرياته , و كذا انتشار الفنون الغربية الدخيلة كالرواية و القصة القصيرة و المسرح و التعبير الجسدي و التشكيلي و السينما , مما جعل رواد الحركة الإسلامية آنذاك يفكرون في تقديم بديل أدبي يُحافظ على الهوية العربية و الإسلامية , و كذا الحفاظ على رسالتنا و أخلاقنا أمام تيارات الإلحاد و المادية , فظهر أمثال الرافعي ,و الكيلاني ,و باكثير, و سيد قطب رحمه الله , مما ساعد في بروز الصحوة الإسلامية كرد فعل سليم , و خصوصا بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران .



    غير أن التكالب على أمة الإسلام زاد حدّة و بشاعة, و أصبح أعدائه من الداخل أكثر من الخارج, و خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر, و إعلان الحرب الصليبية الجديدة على الإسلام بمسميات جديدة, و محاولة التأثير على الشعوب و تقويض حركات المقاومة بنعتها بالإرهاب و سلبها شرعيتها و حقها في الدفاع عن أوطانها .



    هذا المسمى الذي راح يتشدّق به الحاقدون , محاولين لصقهِ بالإسلام , فغدا قرينا يلازمهُ من فترة , أو يلمّحُ له في معظم الخطابات ,إلى أن جاء العدوان الهمجي الإرهابي على غزة هاشم , مما أسقط كل الأقنعة , و أظهر الوجوه الحقيقية لحكام العالم أمام شعوبهم التي كشفت زيف إدعاءاتهم , و تشدقهم بالحرية و حقوق الإنسان .



    قد يسأل أحدكم, ما دخلُ كل هذا ؟ و ما علاقته بروح الأدب الإسلامي ؟


    و أجيبُ , كل العلاقة , فروح الأدب الإسلامي تسبقُ شكله و مضمونه , بل هي الكفيلة في رسم ملامحه و توجيه خطابه , و ملزم لنا أن نواكب هذه المكتسبات لبث مفهوم الأدب الإسلامي , و إخراجه من دوائره الفكرية إلى دوائر إبداعية في شتى المجالات , و كما واجه أسلافنا تيارات القرن الماضي لا بد لنا من مواجهة تيارات هذا القرن , لأن الحملات المسعورة ضد الإسلام لن تتوقف أبدا , و نحن مطالبون أن نُقدم الإسلام بصورته و رسالته في شكل جديد , و لن يكون ذلك إلا باستعمال أدوات الغربيين أنفسهم من رواية و قصة و مسرح و سينما و فيديو كليب و خطاب يحدّثُ العقول و القلوب معا , بعيدا عن صور الوعظ و الإرشاد الديني , لأن الفرد في العالم الغربي يقبل الفكرة بالمحاورة العقلية الوجدانية في الوقت نفسه , و الكلمة مفتاح العقل و القلب إذا ما وضعت في قالبها الصحيح , و قدمت برهانها المنطقي.



    فما المانع أن نضفي على نصوصنا الأدبية هذه الصبغة الإسلامية باستخدام نفس الخطاب و الأسلوب , و ما المانع أن نستخدم مثلا قصيدة النثر بهذا المعنى , بحيث نحافظ على الخصائص الإبداعية الحداثية , و لكن بروح عربية مسلمة , و الخروج عن المألوف بهذه النظرة , و ليست نظرة الآخرين الذين يبررون لثالوثهم ( الدين – الجسد _ السياسة ) كثورة على السائد , و كتجديد مقيت يرون فيه إبداعا و فنا و كسرا للطابوهات , و هم لا يدركون أنهم وقعوا عبيدا لفكر غير فكرهم و روح غير روحهم , فأي حرية يدّعي هؤلاء ؟ و هم تحت ضرس فكر ماسوني ملوّث .



    إنّ الإسلام اليوم يفرضُ نفسه كبديل أساسي , و لن يقتنعَ به الآخرون إذا ما لم نعمل على الاقتناع به نحن و إقناعهم بذلك, و بأن نؤسس له كضرورة حضارية , كفيلة بإخراج العالم من جاهلية هذا القرن , و لنا عبرة في الأزمة المالية العالمية اليوم , و كيف قدّم نظام المصرف الإسلامي صورة مشرفة في التعامل , في وقت تداعت فيه كل الأنظمة المصرفية الأخرى , وكذا الأدب يمكن له أن يقدّم الكثير , و يخرجنا من دائرة الاتهام التي وضعنا الغرب فيها .



    و بإمكاننا أن نتناول كل الموضوعات, و كل ما يتعلق بأحاسيسنا, و رؤانا في إطار يخدمُ معتقداتنا و قيمنا, سواءً فيما يتعلق بالأدب أو الفن, و لكن بمعايير نحن من نحددها, و ليس عيبا أبدا أن نقوم بمراجعات شاملة, و التنظير لأدب يتماشى و روح العصر و تطوراته , كدفاع شرعي عن هويتنا من الضياع .



    إن روح الإسلام هي من تخلق روح الأدب و الفكر و الاقتصاد , و تشبّع الفرد بهذه الروح يغني كثيرا من تشبّعهِ بالمظهر , فالروح تسبقُ المظهر .


    و مشكلتنا اليوم هي الاعتناء بأدق التفاصيل المظهرية , مع إهمالنا للروح التي تؤسس الفكرة , النظرية , الكلمة . ( و قبل البدء كانت الكلمة )



    09/05/2009
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    أخي الحبيب هشام..
    سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
    موضوع حساس جدير بالطرح والمناقشة ..
    لقد عرف سيد قطب ـ رحمه الله ـ الأدب بأنه / تفسير شعوري للحياة / ..وكان قصده واضحا تمثل في الرد لى فرويد الذي ربط الإبداع بالحلم ..واستنطق اللا وعي ..ليترك الحرية كاملة للمبدع يقول ما يشاء دون مراعاة وازع ديني أو خلقي ..فالأديب المسلم واعٍ ؛شاعرٍ بما يقول ..والكلمة مسؤولة أمام الله ..
    ومن بروتوكولات آل صهيون أن من امتلك الإعلام فقد امتلك المثقف وكل شيء ..ذلك أن المثقف ومنه الصحافي والأديب والشاعر والمفكر ...و..له تأثير بالغ الأهمية في نفسية المتلقي ..يثير الرأي العام ويؤثر فيه ..
    والأدب الإسلامي حاضر ..وبقوة لكنه غير مسموع بسبب التوجه الإعلامي الذي يمسك زمامه كثير من العلمانيين ..
    أدب الواحة مثلا ..كلهم يتوجهون توجها إسلاميا ..إلا من شذ ؛نحاول أن نحاوره ليفهم الحقائق ..
    والعقيدة الإسلامية التي تنبعث من وحدانية الله هي المصدر الأساسي الذي ينطلق منه المسلم ..
    الإيمان بالله الواحد الأحد هو من يملي على الأديب الالتزام بالشريعة الإسلامية..من حلال وحرام ..
    فتحبب للقارئ ما يحب الله ورسوله ..وتنفره مما يغضب الله ورسوله ..
    تبقى مشكلتنا في أمرين أساسيين:
    ـ النقد الحديث كله رجع صدى نقد غربي ..يحاول النقاد أن يوجدوا منهجا إسلاميا ..
    ـ المبدع الملتزم بالأدب الإسلامي يعاني من الإقصاء والتهميش ..بل تعطل مصالحه في أجهزة كبيرة معتبرة ..ذنبه أنه التزم..
    والأمر أراه بسيطا ..
    ليكن النقد كما يكون بمنهج أو بدون منهج ..المهم ..مراعاة مدى تطابق الإبداع الأدبي مع التصور الإسلامي ..
    أشكرك أخي هشام على هذا الطرح المثير ..
    وقد أعود..
    بالغ تقديري..
    خالص تحياتي ..

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    الأستاذ الكريم / معروف

    أشكرك جزيل الشكر على تجاوبكَ السريع مع جملة هذه التصورات التي دارت بمخيلتي كثيرا خلال هذه الأيام الماضية , فحاولتُ أن أتنفسها بينكم لعلنّي أستفيد من مداخلات أهل التخصص , و هي كما جاء في العنوان رؤية خاصة تشكلت عندي نتيجة متابعتي لما يدور في بعض النصوص على الشبكة , و الصراع الدائم بين اشكالية القراءة الأدبية بين تياران, يتباعدان تارة و يقتربان تارة أخرى , و هذا يعود في رأيي المتواضع إلى روح الأدب نفسه.
    لا نستطيع أن ننكر أننا تجرعنا من ثقافة الغربيين و حتى الثمالة في بعض الأحيان , و خصوصا في مرحلة التلقي و التحصيل الدراسي ( حيث لم تتشكل بعد عندنا الرؤية السليمة ) , حيث أذكر أننا كنا ندرس نصوص أدباء المهجر و الحداثيين أضعاف ما ندرس نصوصا للكواكبي أو البشير الابراهيمي مثلا , و قد أغرتنا تلك الفترة بمطالعة الروايات و القصص المترجمة عن الأدب الروسي و الفرنسي خصوصا , و التأثر بالشعر الحر , فمن منّا لم يقتني ديوانا لنزار القباني مثلا
    * ليس معنى كلامي هذا أنني ضد الحداثة , أبدا , فلكل توجه عيوبه و حسناته , لكننا وقتها لم نكن نعي السم المعسول , و الرؤى المدسوسة , حتى أتت الشبكة العنكبوتية بزخمها و مشاعها , بحيث أصبحنا نجد المعلومة في ثوان معدودة من البحث, مما فتح آفاقا جديدة في الاطلاع و كشف المستور , ربما يقول البعض أنه كانت هناك كتب مختصة في هذا الشأن , و لكننا وقتها كطلاب لم نكن نقتني هذه الكتب إما لعدم توفرها أو لظروفنا المادية .
    لذلك فمراجعتنا لفكرنا و تنقيحه مما قد يكون قد علقَ به من شوائب أفكار لا تخدم قيمنا و أخلاقياتنا ضرورة جماعية , و ليس عيبا أن نعود إلى جادة الصواب , إذا ما شككنا في نزعات تقودنا , و قد يكون مصدرها عقلنا الباطن , أو تراكمات تشكلت مع الزمن في ذواتنا .

    كل هذه الأمور تستحقُ منا أن نواجهها بجرأة و شجاعة , و ماذا يمنعنا لو فكرنا في صياغة جديدة ليس فيما يخص الفكر فقط , بل حتى في ملامح الروح نفسها , و أن نتيقن أن من واجبنا كأفراد عاديين أن نراجع كل شيء , أو ليست محاسبة النفس كل ليلة من خصال الفرد المسلم ؟ فلما يضع البعض الأدب أو الفن في خانة يحرم مساسها أو التطاول عليها كقيمة جمالية .
    أعتقد أن الأدب و الفن إن لم يقترنا بالقيمة الأخلاقية و الجمالية معا , فإنهما غير جديران بالمتابعة .
    لذلك أعتقدُ ( و طبعا تبقى رؤية خاصة ) بضرورة بث روح أدب اسلامي جديد يحمل على عاتقه تقديم نص تتوافر فيه كل هذه الشروط , و بحلة سمات النص الحداثي إن كان هذا ممكنا بالطبع .
    و تبقى الكلمة الأولى و الأخيرة للمتخصصين و العارفين .

    أتمنى أن لا أكون قد أرهقتكَ معي أيها الكريم , فأظنني ما زلتُ أتنفس بعض ما بنفسي .

    أشكرك أيها القدير

    بالغ تقديري و احترامي

المواضيع المتشابهه

  1. المحك النفسي وعلاقته بالدائرة الزمنية في قصة للمبدع حسام القاضي_ رؤية تحليلية خاصة
    بواسطة د. نجلاء طمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 24-12-2011, 11:32 AM
  2. وداعاً عميد الأدب الإسلامي المقارن د. حلمي محمد القاعود
    بواسطة زاهية في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 17-07-2010, 12:22 PM
  3. معرض رؤية خاصة للفنانة دعاء زين العابدين
    بواسطة محمود سلامة الهايشة في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-06-2010, 08:05 PM
  4. الحرية في الأدب الإسلامي
    بواسطة قلم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 22-12-2004, 09:49 PM
  5. أول موقع متخصص في الأدب الإسلامي الفلسطيني شارك بقلمك
    بواسطة رمضان عمر في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-09-2004, 11:01 AM