صمت الكبار يطلق نباح الاقزام
في كثير من الأحيان حين يصمت الكبير نجد صوت النباح وقد علا وصار يصم الآذان وقد توالي حدوث هذا النشاز الصوتي وأرتفع في مناسبات كثيره تولاه أصحاب النفوس الضعيفه ومحبي الصيد في الماء العكر وحين نفكر بعقلاينة فإننا نجد إن صمت العقلاء من أبناء الأمه هو ما يهيء لهذا الغثاء والنباح أن يستبيح ساحة الحار ويعكر صفو العلاقات ويوصلها لحد الأزمه دون فائدة ترجي اللهم إلا فائدة شخصيه ومنافع آنيه لأصحاب هذا النباح ، أو تشفي وإنتقام من أطراف يراها صاحب الهجوم إنها علي خلاف أيدولوجي مع فكره أو لم تعره تلك الجهه ونباحه إهتمام أو حرمته من عطاياها يوما
كانت تلك نبذه بسيطه أردت إيضاحها قبل الخوض في تناول قضيه باتت تظهر مؤخرا بشكل دوري فما تلبث أن تظهر ثم تتواري خجلا ولأن أصحابها ممن لا حياء لهم ولا ضمير فأنهم ماضون في غيهم لا يردعهم خجل أو توجعهم ضمائر أو تنهاهم أخلاق
تلك القضيه هي قضية التطاول من أقزام علي دول وأنظمه ورموز في أمتنا المسخنه بالجراح أصلا ويأتي هذا التطاول بإسفاف في الطرح والتناول بطرق ساذجه ومضحكه فتارة يعايرون دولة بحجمها وتارة بنسائها وأخري وتلك الطامة يسبون ويتطاولون علي دولة لأنها تطبق الشريعه فينعتون أصحابها بالرجعيه والقبليه ثم ينقلبون علي نظم أخري متفتحه تحاول أن توجد للحريه متنفسا وللثقافة سبيل فيتهموها بالاساءه للدين ، وهذا هو المضحك في الأمر لأن التطاول يأتي من أناس لا نعلم أهم علمانيون أم أنصاف مثقفون أهم دعاة أم مجرد أبواق ، وللأسف فإن تلك الأصوات باتت تعج بها الصحف في كثير من بلدان أمتنا ، ونجد إنه كلما تغاضي كبار وحكماء الامه عن سفاهة وتطاول هؤلاء والكذب الذي ينضح من أحرفهم الحاقده المسمومه كلما زادت شراسة نباحهم وسعارهم وهم وإن كانوا يتحملون النصيب الاكبر من الخطأ إلا إنني أري أن لعقلاء أمتنا من الزعماء والحكماء من أهل الرأي نصيبا من نتاج هذا الأسفاف الذي ييلبسون به علي العامه بافترائتهم وكذبهم ، هذا لأن الصمت علي نباحهم يصور لنفوسهم الضعيفه أنهم علي حق فيتمادون ، و الصمت يهيء تربه لتنامي سمومهم وحقدهم
وأعتقد أن بعض الزعماء يتخذ من الديموقراطيه والحريه غطاء لكي يفسح المجال لهؤلاء المأجورين كتاب الضغينه كي ينالوا من الاعداء الشخصين لهؤلاء الزعماء، وفي نهاية الامر نجد إن ما يعمل عليه عقلاء الأمه من رأب الصدع وتصفية الخلافات بين شتات الأمه التي أريد لها دوما من أعدائها أن تتشرزم نجد هذا الجهد قد ذهب سدي بحفنه من المقالات الحاقده التي ترفع وتحط حسب هواها ومصالحها دون سند أو دليل بل لمجرد أهواء وإرضاء لسادتها ، او لتحقيق إنتقام شخصي من نظام رفض أن يدفع أو أن يأوي ، ويقيني أن هذا القلم سينقلب في الغد علي من عمل لأجله حين تلوح في الافق مصلحه أعظم وفائده أعم
إن حال بعض كتاب الامه الآن يحزن خاصة من يقومون بدور الكهنه ويسبحون ليل نهار بحمد الأنظمه التي ينتمون إليها ويعددون من مناقبها متناسين قهر تلك الانظمه لشعوبهم ، ومتناسين أن تشرزم الأمه الذين هم وكتاباتهم وزعمائهم جزء غير يسير من مسبباته قد جعل الأمه بضعفها وهوانها مطمع للجميع في شتي بقاع العالم وجعل منا كأمه غثاء كغثاء السيل لا يعتد له ولا يعبء بأثره
إن الحملات المسعوره التي يقودها بعض العملاء والمرتزقه من الكتاب في دول المنطقه ضد بعض الانظمه والدول كان حريا بها أن توجه إلي اعداء الامه لا أن توجه إلي خاصرة الامه لتسخن جراحها عن طريق الهجوم المباشر وغير المباشر علي الانظمه والزعماء مهما كانت أخطائهم لأن هذا يحدث شقاق ويوسع الهوة الموجوده أصلا بين الشعوب بعضها البعض وبين الزعماء ، وتؤصل لزرع بذور الفتنه والكراهيه والتباعد عن سابق إصرار وبدوافع مشبوهه لتحريك ودفع رياح الكراهيه والتعالي بين شعوب الأمه عن طريق بث أفكار هدامه والتركيز علي الهجوم علي الرموز والزعماء مما يدفع بكتاب الأنظمه التي تعرضت لهجوم بالرد الذي يطاله الأسفاف في أحيان كثيره ، وهكذا دواليك نصل إلي حلقه مفرغه لا تفرز إلا كراهية وتشرزم وتعميق لهوة الخلاف ، وذلك لأن تلك الحملات لا تحكمها إلا الاهواء ولا تحركها إلا المصالح وستؤدي بالأمه إلي هوة الهلاك لا محالة
وأري إن السبيل الوحيد لإيقاف إنحدارنا نحو تلك الهوة هو تخلي الكبار عن صمتهم والتصدي بحزم لتلك الأقلام لإيقافها عن التطاولها بحق وبدون حق مع محاولة الضرب علي إيدي كل من يساهم في تعميق هوة الخلاف لأننا في مرحلة تاريخيه تستلزم منا جميعا التكاتف والتعاضد للوقوف ضد كل ما يهدد أمن أمتنا ويضعفها.


اشرف نبوي