أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: شيطان الشعر .. مدح؟ أم ذم؟

  1. #1
    الصورة الرمزية فريد البيدق أديب ولغوي
    تاريخ التسجيل : Nov 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 2,698
    المواضيع : 1052
    الردود : 2698
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي شيطان الشعر .. مدح؟ أم ذم؟

    يشتهر بين الأدباء شيطان الشعر، وأن الشعر لا يكون إلا بإلهام، وقد كان قديما لكل شاعر شيطان يوحي إليه بشعره، وقد ورد ذلك قديما وحديثا:
    ورد في "أمالي ابن المزرع" - (1 / 10)

    " ابن الحصني "
    أخبرني الصُّولي، قال: حدثني يموت بن المزرَّع. قال: كان لمحمد بن الحسن الحصني ابن، فقال له: إني قد قلت شعراً؛ وكان الحصني سيداً ظريفاً، قال: أنشدنيه يا بُني لئلاَّ يلعب بك شيطان الشعر. قال: فإن أجدتُ أتهب لي جارية أو غلاماً؟ قال: أجمعهما لك. فأنشده " من مجزوء الكامل " :
    إنَّ الدِّيارَ بِمَيَّفَا ... هيَّجنَ حُزناً قد عفا
    أبكَينني لشقاوتي ... وجعلنَ رأسي كالقفا
    فقال: يا بُني ، والله ما تستأهل بهذا جارية ولا غلاماً، ولكن أُمُّك طالق مني ثلاثاً إذا ولدت مثلك!

    وورد في "الرحلات الخيالية في الشعر العربي الحديث": (لم تكن الرحلة الخياليّة لتنبغ في مخيّلة شاعرها من فراغ، وإنّما استندت إلى مادة ثقافية يحصل عليها الأديب غالباً من قراءاته المتنوّعة، بحيث يلوّن الرحلة بلون خاص يعكس سماته المميزة عن غيره.
    * التأثر بالأساطير العربية القديمة:
    وقد أسهمت الأسطورة في بناء بعض الرحلات الخياليّة من خلال استخدامها موضوعاً أساسياً ومادة ثقافية رئيسية في الرحلة الخياليّة وتأتي مطوّلة ((عبقر)) في مقدمة الرحلات الخياليّة، حيث إنّ شفيق معلوف كان -على الأرجح- أوّل من دعا إلى استخدام الأسطورة في الشعر العربي الحديث. وكانت مقدمة الديوان -وهي بقلم والد الشاعر: عيسى إسكندر معلوف- في طليعة الدراسات العربية في هذا المجال.
    ((وقد تجلّت في عبقر كلّ سمات الأسطورة الأصلية وخصائصها، فهي قبل كلّ شيء عمل خيالي موغل في التصورات والأوهام، بعيد عن الحقيقة والواقع)).
    ومن الأساطير التي أغنت المطوّلة: أسطورة ((شيطان الشعر)) وهو الذي يوحي للشاعر سحر القول ويحمله فوق جناحيه إلى عالم الأحلام والرؤى، وأسطورة ((وادي عبقر)) الذي حمل اسم المطوّلة: وهو وادٍ للجنّ تأوي إليه الأحلام والرؤى، وينسب إليه كلّ جميل ودقيق. و((سرحوب الأعمى)) وهو شيخ ضرير يشقّ نهر الغيّ بعصاه، ويبصر في الظلام ما لا تبصره أعين البصراء، و((أبناء إبليس)) رموز الشرّ والخراب، و((الهوجل والهوبر)) شيطاناً الشعر الصالح والطالح، و((هراء)) الذي يوحي الأحلام المزعجة، و((كاهنا عبقر)) شقّ وسطيح، و((العنقاء وفرخاها)) وما يتعلق بهما من موت وبعث بعد التحوّل إلى رماد.... وغيرها من الأساطير، والشاعر لا يثقل الأسطورة بالرمز، إنّما يستخدمها بعفوية، فتجيء واضحة شفّافة، ومن ذلك استخدامه الفينيق، ليعبر من خلاله عن معنى الفداء والتضحية والانبعاث، ويجيء تعبيره واضحاً).

    والأسئلة التي تنشأ من تأمل شهرة هذا الأمر: هل يكون ذلك مدحا؟ أم هل يكون ذما؟ وهل يتصور فيه تسلط الجن على الإنس في ذلك الجانب؟ وهل يقتضي ذلك أفضلية الجن على الإنس؟ أم هل يكون الأمر أمر من معارضات العقيدة؟
    احرص على أن تنادي أشياء حياتك الإيمان وشريعة الله تعالى!

  2. #2
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    أما أنا فأقول بأن ذلك ذم وطعن ، وما قبلت يوما أن يقال لي ذلك حتى قبل أن يهديني الله لكنه الأمر وفقه الحال.

    وأما لم يحدث هذا فلثلاثة أمور أساسية في تقديري.

    أما الأول فقد ذكرته متفضلا بخصوص علاقة ذلك بعبقر ووادي عبقر وهاجس العبقرية ، وذلك رغم ما يقال بشأنه مما لا ألتفت به ولا أرى فيه عقلا ومنطقا.

    وأما الثاني فلخطأ في فهم قاصر عند البعض في فحوى ومعنى وسياق الآية التالية:
    هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)
    وهنا إنما ارتبط عندهم تنزل الشياطين بالأفك والإثم والكذب ، وإنما جاء ذكر الشعراء في هذا السياق للربط بين كذب وإفك وإثم الفاسدين المفسدين وتأكيد كثرة من يقع من الشعراء في مثل هذا يدل على ما أقول ما تبعها من آية بالاستثناء.

    وأما الثالث فهو للوصف الذي وصف الله به الغاوين من الشعراء باعتبار أن قولهم هو من اشيطان ونسوا ما تلى ذلك من استثناء بل وآية أخرى سأوضحها بعد قليل.


    أما رأيي فإن الشعر هو علم من لدن الله تعالى مستشهدا بقوله تعالى:
    وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ
    إذ وصف الله تعالى الشعر بالعلم ونسبه تعالى له وأنه اختص به من شاء من عباده كما يختص تعالى من عباده بالعلم أو بالفقه أو بالمال أو بالسلطان فينظر أيشكر ويؤمن أم يكفرويتكبر ويسلك سبيل المفسدين.

    وشاهدي الثاني على ما أقول هو ما ورد من قوله تعالى استثناء مما سبق من تلكم الآيات إذ قال تعالى:
    إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
    فمن شاكر هذه النعمة ونجح في هذا الابتلاء فأصلح بشعره ولم يفسد وصدق في قوله ولم يكذب وأنصف في فكره ورأيه ولم يشط أو يأفك فهوممن يشكر ويؤجر بإذنه تعالى.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
  4. #4
    الصورة الرمزية بندر الصاعدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : المدينة المنورة
    العمر : 43
    المشاركات : 2,930
    المواضيع : 129
    الردود : 2930
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    أخوي الكبيرين الكريمين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أضيف إليكما :

    أولاً : الشيطان ملازم للإنسان إلا إذا وجد حائل يحول بينهما وذلك بالإيمان والإستعاذة .
    ثانيا :الشيطان كائن غيبي له صفات منها ما علمها الإنسان بالإخبار ومنها ما يجهلها ويتخيلها ,وهم يحاولن استراق السمع وينقلون الكلام ويخيلون وسوسةً وغير ذلك من الأمور التي جعلت العرب قديما تنسب غير المألوف شعرا كان أو غير ذلك إلى الشيطان والأسطرة بحجة أنَّه فوق طاقة الإنسان , وربما من هنا عد شيطان الشعر مدحًا لوجود شيءٍ مبهر غير مألوف .
    ثالثا :بالنظر إلى ما تقدم فقط دون النظر إلى الشيطان نظرة شريعة نجد أنها ذم لصاحب الشعر لأن الممدوح بفكرته وصنعه غيره لا هو وإلم يكن من جنسه كأن تمدح جودةالسلاح دون الرامي , ولا شك أنَّ هناك أفكارًا إنسانية إستثنائية بعضها إلهام إلاهي وتوفيق وبعضها وسوسة شيطانية وتلفيق , ولأنَّ الشعر أكثر أداة لتقييد الأفكار يلحظ فيه ذلك وكلذك أقوال الفلاسفة والحكماء , خلاصة قولي أنَّ الشيطان أكبر موسوس وداعي إلى الشر والتمرد والفحش وإن زين الأفكار للإنسان وبه وبالنفس السيئة يذم المرء , ويمدح بتوفيق الله وإلهامه وتبصيره .


    ملحوظة : لا يعني مما تقدم أنَّ هذا التعبير تعبير ذم على الإطلاق وإنما عنيت بذلك أن أصله بالتأمل والتعقل ذم في حقيقته , حمل على المدح من بعض الوجوه أهما وجود ما هو غير مألوف وفق الطاقة على الناس من إيجاد وإحداث أحدٍ من جنسهم , وكان ذلك في الجاهلية فجاء الإسلام بذمِّ الجاهلية إلا ما استثناه ولعل شيوع هذا التعبير منذ ذلك الوقت إلى اليوم ما هو إلا بمعناه في الجاهلية وكثير مثل هذا في حياتنا القولية والعملية , وعلينا أن نتربا ونربي الأجيال بما وافق الشرع وبما لا يخالفه ... والله أعلم

  5. #5

المواضيع المتشابهه

  1. زمانيَ أشكو أمِ النائباتْ..؟! // أمِ النفسُ أشكو.. فقد أسرَفَتْ
    بواسطة زياد بن خالد الناهض في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 29-09-2011, 11:13 PM
  2. مدح * مدح
    بواسطة الطنطاوي الحسيني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 27-01-2009, 03:21 PM
  3. وهل في الشعرِ يا أمُّ ارحميني
    بواسطة إكرامي قورة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 20-12-2006, 05:58 PM
  4. اللهم أخزك يا شيطان
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 30-11-2006, 06:54 AM
  5. شيطان شِعـري
    بواسطة مـتـذوّق في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-06-2004, 10:45 PM