من القدس إلى من يهمه الأمر *
واللهِ إنِّي أمُّكُمْ ..
تاالله إني أمُّكُمْ..
مِنْ لحمِكُمْ.. مِن دمِّكُمْ
من تربةِ الأقصى الشَّريْفِ
عجنتُكُمْ.. وولدتُكمْ
وكَشَفْتُ صَدْرِي- عَارياً..
أرضعتُكُمْ
وتركْتُ عُمْري- حَافياً..
ألبستُكُمْ.. رَبَّيتُكُمْ
أَوَ لا يَهزُّ ضميرَكُمْ- مِني- النّدَاءْ؟!
أوَ تَقتُلونَ حُشاشَتي بيَدِ البُكاءْ؟!
أوَ لسْتُ في صكِّ الوراثةِ .. إرْثُكُمْ؟
هذا هوَ الإحِسانُ؟!!
هلْ هذا الجَزاءْ؟!
هل صِرْتُ- في عَصْرِ الخيانةِ- من بقايا عَهدِكُمْ؟
واللهِ إنْ ضاعَتْ حُقوقِي عندَكُمْ.. أوْ بينكُمْ
لا أنتُمُ نسْلِي.. ولا أنْجَبتُكُمْ
(2)
خارَتْ قُوايَ وداسَني وغدُ اليهودِ بِنَعْلِكُمْ
هلَّا تحرَّكَ حِسُّكُمْ ..
هلَّا انْتفَضْتُمْ- يا حماةُ- لِعرْضِكُمْ
أمْ أنَّني- في ليلةِ الأضْحَى- أتانِي نَحْرُكُمْ
علَّقتُمُونِي مثلَ (صدَّامٍ)، قضَى أنفاسَهُ في ذُلِّكُمْ
وتدلَّتِ الأقدامُ مِني .. من تصارُعِ صمْتِكُمْ
والشَّمسُ غَمَّضَتِ العيونَ فلمْ تَعدْ
تقْوَى على زَجِّ الشّعاعِ بأرضِكُمْ
وحمامةُ الأقصَى بَكَتْنِي..
والعصافيرُ العذارى أجَّلَتْ أعْراسَهَا
حَتَّى ينامَ عدوُّكُمْ
فَبِرَبِكُمْ..
هل هكذا أمٌّ تهانُ؟ ..
بِربِّكُمْ!!
أوَ تشعرون بظلمكُمْ
أم قد فقدتُم عقْلَكُم؟!
فأنا القضيةُ .. حقُّكمْ
يا عِتْرتَ القسَّامِ إنِّي أمُّكُمْ
واللهِ إني أمُكُمْ
تالله إني أمكُمْ
(3)
عذْراً - وعذراً - أنْ أكُونَ جَرحتُكُمْ
فلَعَلَّنِي- مِن زجرةِ الشُّطآنِ- أُشْعِل بحرَكُمْ
أوْ علَّ مَا هزَّ الفؤادَ لعَذلِكُمْ
أنِّي أموتُ بحبِّكُمْ
لكنَّ ما أدْمَى جِراحِي أنَّكُمْ:
لَمْ تعرفُوا سُننَ السّفَاحِ لكبشِكُمْ
يا بعضَكُمْ.. يا كلَّكَمْ:
(ما هَكَذا – يا قومُ – تُوْرَدُ إِبْلُكُمْ)
3/6/2009
* بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية 2009